الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد رئيس جمعية «أمان» للوقاية من الحوادث المرورية الدكتور إبراهيم بن أحمد بن سليمان الضبيب أن زرع الثقافة سواء ثقافة الالتزام بالأنظمة المرورية أو غيرها يحتاج إلى وقت، ومع تكثيف وتعدد وسائل التوعية والتثقيف سنرى نتائج إيجابية تنعكس على خفض معدلات الحوادث إن شاء الله.
وقال رئيس جمعية «أمان» د. إبراهيم الضبيب في لقائه مع «الجزيرة» إن صعوبة تأمين الموارد المالية اللازمة للتشغيل، وكذلك تمويل البرامج والمبادرات من أهم ما تواجهه الجمعيات المتخصصة، مشيراً إلى تفكير الجمعية في إيجاد وقف، لكن المصادر المالية تقف عائقاً أمام هذه الركيزة الأساسية.
كما تناول اللقاء عدداً من الموضوعات المتعلِّقة بمسيرة الجمعية وبرامجها، وفيما يلي نص اللقاء:
* من الأهداف الرئيسية لعمل الجمعية بحث أسباب نشوء الحوادث المرورية؛ فهل وجدتموها، وما أبرزها؟
- تأسست جمعية أمان بهدف ترسيخ مبدأ الوقاية من الحوادث المرورية في المجتمع، ومن الأسس اللازمة لهذا الهدف هو معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الحوادث، ومن المعلوم أن الحوادث لها ثلاثة مسببات رئيسة:
(1) قائد المركبة.
(2) الطريق.
(3) المركبة.
وقد نشرت اللجنة الوزارية للسلامة المرورية تقريرها السنوي لعام 2023، وقد جاء فيه أن أبرز مسببات الحوادث في المملكة العربية السعودية هي:
1 - الانحراف المفاجئ.
2 - عدم ترك مسافة آمنة.
3 - الانشغال عن القيادة (استخدام الجوال).
4 - مخالفة أحقية المرور.
5 - عكس اتجاه السير.
* هل ترون أن وضع غرامات مالية عالية تحد من المخالفات المرورية التي ربما تنجم عنها حوادث خطيرة؟
- نعم، فقد دلت الدراسات والتجارب العالمية أن تزامن التوعية والتثقيف مع نظام صارم للمخالفات المرورية سيكون له الأثر الأكبر في الوقاية من الحوادث المرورية.
* على الرغم من التوعية المتواصلة من الأجهزة المختصة في التوعية المرورية لأكثر من نصف قرن إلا أنه لم يتحقق رفع مستوى الوعي، وهو ما تؤكده زيادة المخالفات وارتفاع نسبة الحوادث؛ فمتى تنجح خطوات زرع ثقافة الالتزام والتقيد في المجتمع؟
- زرع الثقافة سواء ثقافة الالتزام بالأنظمة المرورية أو غيرها تحتاج إلى وقت، ومع تكثيف وتعدد وسائل التوعية والتثقيف، التي تلامس اهتمام الشباب والشابات حديثي العهد بالقيادة، وتظافر الجهود، وتقديم الدعم المعنوي والمالي للجمعية، تحت ظل قيادة وتوجيهات حكومتنا الرشيدة، فستعمل الجمعية بكامل طاقتها وفق ما يتوفر لها من دعم مالي لنشر الثقافة المرورية وسُبل الوقاية من الحوادث، بين أفراد المجتمع وخصوصًا الشباب، عندها سنرى نتائج إيجابية تنعكس على خفض معدلات الحوادث إن شاء الله.
* هل لديكم إحصاءات عن تعداد الحوادث المرورية بالمملكة تبنون عليها برامجكم في الجمعية، وكم بلغت الحوادث خلال العام الماضي؟
- نعم، يوجد الإحصاءات المنشورة من اللجنة الوزارية في تقريرها السنوي عن عام 2023، وقد بلغت الإحصاءات الرئيسة لمعدلات الحوادث: حيث بلغ عدد الوفيات 4423 حالة وفاة، وعدد الإصابات بلغت 24002 حالة إصابة، أما الحوادث الجسيمة بلغت 16534 حادثاً.
* يعد الوقف من الركائز الأساسية الرافدة لمسيرة العمل الخيري والاجتماعي، هل فكرت الجمعية في إيجاد وقف لها؟
- نعم، فكرت الجمعية في إيجاد وقف، ولكن ضعف مصادرها المالية قد يقف عائقًا أمام هذه الركيزة الأساسية في الاستدامة المالية للجمعية، التي تتمكّن بها من أداء رسالتها، ولعل المحسنين من محبي الخير يتكاتفون مع الجمعية لبناء وقف مناسب في المستقبل القريب إن شاء الله.
* علمنا أن هناك مبادرات للجمعية تتمثَّل في برنامج تعاون لبناء الشراكات والعلاقات مع الجهات الحكومية وغيرها، ترى إلى أين وصل هذا المشروع؟
- في البداية تشكر الجمعية وزارة النقل والخدمات اللوجستية وهي الجهة المشرفة على الجمعية، على مساندتها للجمعية، وقد جرى الترتيب مع المسؤولين في الوزارة، على رعاية حفل توقيع الشراكات، وقد أعدت الجمعية ملف تسويقي للرعايات، أوضحت فيه فئاتها، ومكتسبات الجهة الرعاية، وستنطلق فعاليات المبادرة فور جاهزية الأمور اللازمة بحول الله وقوته.
* نظام الجمعيات الخيرية الجديد يسهم في تعزيز مكانة العمل الخيري وتطوير مشاركته في التنمية؛ فما السبل الكفيلة للرقي بالجمعيات المتخصصة؟
- من أهم ما يواجه الجمعيات المتخصصة، هو صعوبة تأمين الموارد المالية اللازمة للتشغيل، وكذلك لتمويل البرامج والمبادرات، ومع وجود صندوق دعم الجمعيات الذي أسهم بشكل كبير في سد هذه الثغرة، إلاّ أنه لا يزال هناك حاجة لابتكار حلول لتأمين الدعم المالي اللازم للجمعية. ومن الأفكار المناسبة في هذا الشأن هو أن يطرح مشروع دعم للجمعيات من البنوك السعودية ضمن المبادرات المجتمعية، يكون جزءاً من هذا الدعم إعانة سنوية مستمرة تغطي المصاريف التشغيلية، وجزؤه الآخر عبارة عن قرض حسن حسب طلب الجمعية ويسترده البنك على أقساط ميسرة تتناغم مع التدفقات النقدية للجمعية.
* ما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟
- هناك مشروعات ومبادرات مميزة لدى الجمعية، منها على سبيل المثال: «المرشد المروري» وهو شخص في الغالب من قطاع التعليم، تدربه الجمعية على أن يعمل كسفير لها لنشر الثقافة المرورية بين الطلاب من الجنسين.. نسأل الله التوفيق والسداد.