الكويت - «الجزيرة»:
هنأ رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي بدولة الكويت الشيخ طارق العيسى الأمة الإسلامية بصفة عامة والمملكة العربية السعودية على النجاح الكبير لموسم الحج للعام 1445هـ، وهو استمرار للنجاحات السابقة التي حققتها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، وما قدمته من إمكانات مادية، وطاقات بشرية، وتجهيزات تقنية حديثة في مختلف المجالات، ومشروعات عملاقة كبيرة عظيمة تستحق الشكر والتقدير والثناء.
وقال د. طارق العيسى: لقد أسعدنا كثيراً ما قامت به المملكة من جهود مباركة وترتيبات متكاملة لخدمة حجاج بيت الله الحرام ساهمت في تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة، وقد وفق الله المملكة العربية السعودية بالعمل على وضع كل الخبرات والطاقات في موسم حج 1445هـ، وخصوصاً في الاستخدام الواسع للتكنولوجيا بضوابط وشروط محددة تضمن سلامة الحجاج ليتحقق لها بذلك النجاح الذي تجاوزت معه كل العقبات والحمد لله.
وبهذه المناسبة يسرنا في جمعية إحياء التراث الإسلامي أن نرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد أسمى آيات التهاني والتبريكات بالنجاح الكبير الذي حققته المملكة في تنظيم موسم الحج لهذا العام، والشكر موصول لرئيس لجنة الحج العليا المركزية سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية، ومقدرين الجهود المباركة لوزارة الحج والعمرة والمؤسسات الشرعية والصحية والأمنية، والتي سخرت إمكاناتها خدمة لحجاج بيت لله الحرام وخدمة للدعوة الإسلامية، وندعو الله عز وجل لخادم الحرمين دوام الصحة والعافية وأن يوفقه ويسدده لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
وأضاف العيسى: لقد كانت الاستعدادات لاستقبال الحجاج على الأصعدة كافة الأمنية والخدمية والصحية بدرجة ممتازة، خصوصاً من ناحية تفويج الطائفين، وتنظيم الحركة في الأماكن والشعائر المقدسة والأدوات والكراسي والجمرات وتوزيع المياه والنقل، وتوفير الأماكن المناسبة في كل من منى وعرفة ومزدلفة، فعلى مستوى الخدمات الصحية وفرت المملكة أكثر من (2540) من الكوادر الطبية الإسعافية والإدارية، ما بين أطباء وأخصائيين وفنيي إسعاف وطب الطوارئ، موزعين على (98) مركزاً إسعافياً في المنافذ وطرق الحاج والعاصمة المقدسة والحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة، كما دعّمت المملكة كوادرها البشرية من العاملين في الميدان بأكثر من (694) من أسطولها الإسعافي الذي يتكون من 320 سيارة إسعاف و13 سيارة استجابة متقدمة، و7 طائرات إسعاف جوي من مهابط الأبراج المحيطة بالحرم المكي بهدف سرعة الاستجابة للحالات الطارئة في محيط المسجد الحرام والمشاعر، وطائرتين للإخلاء الطبي، و15 دراجة نارية، و150 عربة قولف، و150 سكوتر كهربائي، إضافة الى 27 دراجة كهربائية، و10 باصات إسعافية، وسيارات خدمة لدعم العمل الإسعافي والإداري خلال مهمة الحج.
وأضاف العيسى لقد رأى العالم أجمع كيف عملت المملكة العربية السعودية على حشد كل الطاقات والخبرات من أجل موسم حج لتستوعب في هذا الموسم أكثر من مليوني حاج أدّوا مناسكهم والحمد لله، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال استخدام التكنولوجيا لخدمة الحجيج، وإصدار الهيئة العامة للطرق دليلاً يوضح الطرق المؤدية للمشاعر المقدسة ليكون مرجعاً لجميع قاصديها في موسم الحج، حيث تضمن الدليل أهم الطرق المؤدية للمشاعر، بالإضافة إلى أهم اللوحات الإرشادية ومدلولات الطرق، وكذلك التوصيات التي تسهم في الحفاظ على سلامة سالكي الطرق، وأبرز الأرقام التي يحتاج إليها الحاج أثناء السفر، ولعل من أبرز وسائل النقل الخدمية قطار المشاعر، حيث تم تشغيل نحو 3800 رحلة لخدمة الحجيج، مع سعة مقعدية تقدر بنحو 6.1 مليون مقعد، وهو ما يزيد بنحو 100 ألف مقعد عن موسم الحج الماضي، بالإضافة لأكثر من 5 آلاف سيارة أجرة لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، وهي مجهزة بأحدث التقنيات التي تشمل تتبعاً مباشراً للرحلة، وعداداً إلكترونياً.
واسترسل رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي في حديثه قائلاً: كما رأينا نجاح تجربة مسار المشاعر المطور بأرضيات مطاطية لتخفيف درجة حرارة سطح المشاة وتسهيل حركة المشاة، ومناطق خضراء وأكشاك تجارية تضفي على حركة الحجاج المزيد من البهجة، ويهدف لراحة الحجاج أثناء مبيتهم بمزدلفة، وقد بدا واضحاً هذا العام زيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة من خلال تهيئة مواقع بمساحة 170 ألف متر مربع، كما أن رفع الطاقة الكهربائية وكفاءة التبريد، بالإضافة لتعزيز خطوط المياه والمرافق الصحية عبر إقامة 8 آلاف دورة مياه بنظام الدورين من خلال 123 مجمعاً لدورات المياه بأحدث التقنيات سهل كثيراً من أداء المناسك في ظل استمرارية خدمات الطاقة الكهربائية وتدفق المياه تدفقاً ممتازاً، كما لاحظ حجاج بيت الله الحرام وجود عربات مخصصة للطواف والجمرات، حيث تم إطلاق نحو 250 عربة، إضافة إلى 10 آلاف عربة يدوية جاهزة للاستخدام لقاصدي المسجد الحرام بما شمل خطة تشغيلية لخدمة 35 ألف شخص يومياً.
وبذلك تكون المملكة نَجحت في مَوسم الحَج لهذا العام نجاحاً يفرح به كل مسلم وهو بلا شك يبشر بالمزيد من النجاحات والتوسع والتسهيلات التي سنراها في الأعوام القادمة إن شاء الله.
وفي ختام تصريحه وجه رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي طارق العيسى الشكر للجهود المبذولة في خدمة الحجاج ولجميع العاملين والمتطوعين الذين واصلوا الليل بالنهار من أجل راحة ضيوف الرحمن سائلا الله عز وجل أن يحفظ المملكة من كل شر وسوء.