في اللقاء التاريخي لولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- عن رؤية المملكة 2030، تحدث سموه عن التعليم وتطويره ومشاركته في تحقيق أهداف رؤية المملكة، والتعليم يعتبر من أهم الملفات التي تحظى بدعم سخي من القيادة الرشيدة لإيمانها بأن التعليم من أهم ركائز تطوير وتنمية الدول لذلك وضع في مقدمة أهداف وبرامج الرؤية التي تهدف إلى تحقيق تحول شامل في نظام التعليم لتلبية احتياجات ووظائف المستقبل من خلال تمكين نظام تعليمي قوي ومرن ودعم الإبداع والابتكار لصناعة جيل مؤهل ومبدع يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ومستقبل المملكة.
والتعليم بفضل الرؤية اليوم ليس هو التعليم بالأمس، أصبح تعليمنا متطوراً ومنافساً عالمياً، أصبحنا نركز على التخصصات الحديثة ومهارات المستقبل والابتكار والبحث العلمي في ظل التطورات من التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والثروة الصناعية الرابعة، حيث عملت وزارة التعليم في خططها وإستراتيجياتها بتوجيه ومتابعة مباشرة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عملية جودة التعليم والمخرجات لدفع عجلة الاقتصاد والمواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، وقد أكد سمو الأمير محمد بن سلمان على النهوض بالتعليم ليس فقط في الجوانب العلمية، وإنما يجب التركيز على الابتكار والإبداع والمهارات الحديثة والمنافسة العالمية حتى يصبح تعليمنا قادراً على توفير مخرجات تعليمية بمعايير عالمية، وتخريج كوادر وطنية قادرة على التعامل مع معطيات المستقبل والنظر إلى التعليم بوصفه قاطرة الانتقال إلى مرحلة ما بعد عصر النفط القائمة على الاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة.
وفي جانب الإنجازات للتعليم حققت المملكة بعد انطلاق رؤية2030 تقدماً دولياً في مؤشرات التعليم والمعرفة بتقرير تصنيف التنافسية الرقمية العالمي الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، حيث قفزت 13 مرتبة عالمياً في مؤشر المعرفة عن العام السابق، وتقدمت المملكة في المؤشرات الفرعية المرتبطة بالمعرفة، محققة صعوداً بـ10 مراتب في مؤشر التعليم والتدريب، و5 مراتب في مؤشر الإطار التنظيمي، وكذلك 4 مراتب في مؤشر وفرة الموهبة، و6 مراتب في مؤشر التركيز العلمي، وحيث تقدمت أيضاً 10 مراتب في مؤشر المهارات الرقمية والتقنية وكذلك قفز مركز المملكة 6 مراتب في مؤشر منح براءات الاختراع عالية التقنية.
ومن أهم خطط وزارة التعليم بالمملكة التي حظيت بدعم سمو ولي العهد إطلاق الإستراتيجية الحديثة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث التي تسهم في تعزيز تنافسية المواطنين من خلال رفع كفاءة رأس المال البشري في القطاعات الجديدة والواعدة والتي تهدف إلى ابتعاث أكثر من 70 ألف طالب وطالبة لأفضل المؤسسات التعليمية العالمية. واعتمد وزارة التعليم بالتعاون مع هيئة تقويم التعليم مشروع التقويم المدرسي الذي يهدف إلى تقويم أداء المدارس والارتقاء بجودة المخرجات في التعليم العام، حيث التحقت جميع مدارس المملكة الحكومية والأهلية بالبرنامج الوطني للتقويم المدرسي، وضاعفت وزارة التعليم عدد الأيام الفعلية للتعليم إلى 180 يوماً دراسياً في السنة الدراسية لضمان جودة المخرجات واكتساب المهارات الحديثة، واعتمدت نظاماً حديثاً في مرحلة الثانوية وهو نظام المسارات الذي يعتمد على إضافة التخصصات والمواد الحديثة ويقلّص الفجوة بين التعليم الثانوي والجامعي، وعملت الوزارة على تطوير»البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين» وفق منهجية وبرامج علمية متقدمة. وكشف تقرير صادر من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» عن اكتشاف 186 ألف موهوب وموهوبة من مختلف مناطق المملكة، وفي إنجاز وطني كبير حقق طلاب المملكة الموهوبين 728 جائزة دولية للوطن في السنوات الماضية ليثبتوا للعالم أجمع أن السعوديين تجاوزوا المشاركة في الأولمبيات الدولية إلى المنافسة وتحقيق أرقام وجوائز وإنجازات تاريخية، وسعياً لجودة المخرجات أقرّت وزارة التعليم الاختبارات الوطنية (نافس) التي تُقام سنوياً على مراحل التعليم العام لقياس مستوى الطلاب ووضع الخطط لعلاج القصور في المخرجات وفي جانب الاهتمام بالتعليم الإلكتروني والتحول الرقمي إنشاء الوزارة المركز الوطني للتعليم الإلكتروني والمنصة الوطنية للتعليم الإلكتروني FutureX التي تقدم البرامج والدورات للمعلمين والطلاب وغيرهم. وأنشأت منصة مدرستي التعليمية وهي منصة وطنية تعليمية متكاملة ومتطورة تُقام بها الدروس التعليمية للطلاب بطرق تقنية حديثة، حيث أصبحت نموذجاً عالمياً للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد حظيت بإشادات دولية ومحلية وتم اعتماد مواد دراسية للمهارات الرقمية الحديثة بداية من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، ووضعت الخطط والبرامج لتطوير المعلمين والمعلمات وتأهيل القيادات التربويةن خلال الابتعاث الخارجي والتدريب الداخلي وتطوير المشرفين التربويين في إدارات التعليم وتدريبهم ليكونوا خبراء في التقويم المدرسي والقياس وفي جانب تطوير المناهج أنشأت وزارة التعليم «المركز الوطني للمناهج» الذي يعمل على مواكبة وتحديث المناهج والمهارات المطلوبة عالمياً ومحلياً.