في زيارتي الأخيرة لمنطقة جازان، شدني حجم الحب الكبير الذي يكنه أهالي المنطقة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة. لم يكن هذا الحب مجرد كلمات تُقال، بل كانت مشاعر تتجاوز حدود العلاقات الرسمية، لتصبح قصة حب حقيقية بين أميرٍ وأهالي منطقته وقصة حب واحترام تجاوزت عمرها الأربعة والعشرين عاماً.
وكما يروي سكان المنطقة منذ اليوم الأول الذي وطئت فيه قدماه أرض جازان، أظهر الأمير محمد بن ناصر قدرة استثنائية على التواصل مع المواطنين والاستماع إلى احتياجاتهم ومشاكلهم مباشرة. هذا النوع من القيادة القريبة من الناس، والذي يعتمد على الحوار والاهتمام المباشر، جعل الأهالي يشعرون بأنه واحد منهم، أخٌ صادق ومتواضع يعيش بينهم ويهتم لأمرهم.
شهدت منطقة جازان تحت قيادة ابن ناصر تطورات هائلة في البنية التحتية والخدمات العامة. الطرق والجسور والمستشفيات والمدارس التي تم بناؤها، حيث إنها لم تكن مجرد مشاريع تنموية، بل كانت شرايين حياة جديدة تدب في أوصال المنطقة. هذه المشاريع لم تُحسّن فقط من جودة الحياة، بل أصبحت رمزًا لالتزام الأمير بتنمية المنطقة ورفع مستوى معيشة أهلها.
أولويات الأمير محمد بن ناصر كانت واضحة منذ البداية، حيث ركز بشكل كبير على تطوير قطاعي التعليم والصحة. المدارس والجامعة والكليات والمستشفيات التي تم إنشاؤها أو تحسينها تحت إشرافه كانت أكثر من مجرد مبانٍ، كانت مستقبلًا جديدًا للأجيال الصاعدة وأمانًا صحيًّا لأهالي المنطقة وليس هذا فحسب بل امتدت لتنمية المنطقة الجنوبية لتكون بوابة اقتصادية لمملكتنا الحبيبة.
ولم يغفل الأمير محمد بن ناصر عن تراث وثقافة المنطقة. كان حريصًا على الحفاظ على هوية جازان الثقافية، فدعم الفعاليات والمهرجانات التي تبرز هذا التراث. هذا الاهتمام الخاص بالتراث والثقافة عزز شعور الفخر والانتماء بين الأهالي وشاهدت بأحد المهرجانات وكما يحبون أن ينادوا ويحدثوا سموه يا ((أبو تركي)) بتجرد عن كل الألقاب بل وجعلهم يشعرون بأن أميرهم ليس فقط قائدًا تنمويًّا بل حاميًا لتراثهم وهويتهم.
وفي الأوقات الصعبة والأزمات، أثبت الأمير محمد بن ناصر قيادته الفعالة من خلال استجابته السريعة والدقيقة لمساعدة المتضررين. لم يكن يتردد في تقديم الدعم والمساندة، ما جعل الأهالي يشعرون بالأمان والثقة في قيادته.
كلمات الأهالي ومشاعرهم نحو الأمير محمد بن ناصر تتجاوز مجرد حب أميرهم، فهم ينظرون إليه كنظرة الأب الحنون الذي نشأوا وترعرعوا على حبه، وكبروا مع نمو المشاريع التنموية التي زرعها وبناها منذ اليوم الأول. بل وأصبح الكثير منهم يرونه كالأخ الصادق الذي يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويتواجد بينهم في كل لحظة.
هذه القصة بين الأمير محمد بن ناصر وأهالي جازان هي مثال رائع على كيف يمكن للعلاقات الإنسانية الحقيقية أن تتجاوز الحدود الرسمية وتصبح علاقات حب واحترام متبادل. هي قصة تُروى للأجيال لتعلمهم أن القيادة في بلادنا ليست فقط قرارات وإدارة، بل هي حب وخدمة صادقة بين القائد ومن حمل شرف الأمانة في خدمتهم وإجلالًا لثقة ثلاثة ملوك وأربعة رؤساء مجلس وزراء لهذه البلاد الطاهرة.