دأب الكثير ممن قدموا أنفسهم للناس كباحثين فلكيين في تتبّع نهج الشاعر الكبير راشد الخلاوي -رحمه الله- المتوفى قبل 300 عام تقريبا، بل وتفسير أبياته دون الاستشهاد بنصها حتى يُحسب لهم ما يطرحونه دون غيرهم! باستثناء القلة القليلة في توثيق شعر راشد الخلاوي الخبير في مواسم النجوم ودخول المواسم وأبرزهم الباحث الفلكي المعروف خالد بن صالح الزعاق الذي يطرح بمهنية وإنصاف على سبيل المثال لا الحصر.
قال تعالى: (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (16) سورة النحل. ومن الأمثلة على أسماء نجوم مواسم فصول السنه: (الوسم) ونجومه نجم العواء ونجم السماك ونجم الغفر ونجم الزبانا. وكذلك فصل (الشتاء) ونجومه نجم الأكليل ونجم القلب ونجم الشوله ونجم الشبط ونجم النعائم ونجم البلدة ونجم العقارب. وهكذا لكل فصل من فصول السنة نجومه المعروفة. ولا ينافس الشاعر راشد الخلاوي -رحمه الله- أحد من الشعراء الشعبيين منذ ثلاثة قرون في هذا الشأن، قال عنه الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله- في مقدمته لديوان الخلاوي ما نصه :(فلن تخفى شخصيته الفلكية، وتبريزه في معرفة حساب الزمن، ومواقع النجوم ومطالعها ومغاربها، وصلة ذلك بالثمار، والنباتات، ومواسم البرد والحر، والأمطار وما إلى ذلك..).
ومن قصائده التي تجسد كل ما أشير إليه:
قال الخلاوي والخلاوي راشد
عمر الفتى عقب الشباب يشيب
حسبت أنا الأيام بالعد كلَّها
ولا كل من عدّ الحساب يصيب
حساب الفلك بنجم الثريا مركَّب
يحرص له الفلاح والطبيب
فالَى صرت بحساب الثريَّا جاهل
ترى لها بين النجوم رقيب
إلى غابت الثريا تبين رقيبها
والَى طلعت ترى الرقيب يغيب
والى قارن القمر الثريا بحادي
بعد أحد عشر عقب القران تغيب
وسبْعٍ وسبعٍ عُدّ له بعد غيبته
هذيك في الكنَّه تكون مصيب
ومن بعدها تطلع وبها القيظ يبتدي
وتاتي بروق ولا يسيل شعيب
والى مضى خمسٍ وعشرين ليله
ثقل القنا من فوق كل عسيب
وتطلع لك الجوزاء وهي حنّة الجمل
وتاتي هبايب والسموم لهيب
والى مضى خمس وعشرين ليله
يطلع لك المرزم كقلب الذيب
والى مضى خمس وعشرين ليله
يطلع سهيل مكذّب الحسِّيب
والى مضى خمس وعشرين ليله
تلقى الجوازي طردهن تعيب
تلقى الجوازي ماتناحر مْقِيلَهْ
لَيْلَهْ نهار وتحتلد وتليب
وإلى مضى خمسٍ وعشرين ليلة
لاتامن الماء صيّبِهْ يصيْبْ
** **
- عبيد محمد البريذع