الثقافية - علي سعد القحطاني:
بعد مرور سبعين عاما على صدروه، أعادت دار جداول في بيروت نشر أول كتاب طُبع بمدينة الرياض، وهو كتاب « تطور العمران في المملكة العربية السعودية»، الذي ألفه الدكتور عمر حِليق، الذي عمل منذ مطلع الخمسينات الميلادية عضوا في الوفد السعودي الدائم في هيئة الأمم المتحدة في نيويورك ثم في جنيف بسويسرا.
ويكتسب هذا الكتاب أهمية تاريخية كونه أول كتاب تدفع به مطابع الرياض، التي هي أول مطابع تُقام في مدينة الرياض، والتي دعا إلى تأسيسها الشيخ حمد الجاسر، وباشرت عملها في عام 1374هـ، الموافق 1955م، فكان أن دفعت بهذا الكتاب إلى قرائها وإلى الوسط الثقافي والتعليمي في مدينة الرياض ثم بدأت في طباعة مجلة «اليمامة» التي استقرت في هذه المطابع بعد رحلة تنقُّل بين القاهرة ومكة وبيروت.
وقدّم للكتاب الناشر محمد السيف، الذي كتب تعريفا مطوّلا بمؤلف الكتاب الدكتور عمر حِليق من مولده في حيفا فلسطين وإلى وفاته في سويسرا، مرورا بمراحل تعليمه، التي أنهاها في جامعة كولومبيا التي نال فيها شهادة الدكتوراة في الاقتصاد عام 1950م. وعرض السيف بشكل موسّع لعمل عمر حِليق عضوا في الوفد السعودي الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة في نيويورك إلى جانب جميل بارودي وعمر أبو خضرا وأحمد الشقيري وغيرهم، ثم انتقاله بعد ذلك للعمل في الوفد السعودي لدى الأمم المتحدة في فرعها في جنيف.
كما تناول الزميل محمد السيف السيرة الثقافية للدكتور عمر حِليق، عارضا لأهم مؤلفاته ومقالاته في الاقتصاد والتنمية ثم مؤلفاته الأخرى في السياسة وشؤون الفكر، بدءً من أول مقالة كتبها عام 1945م، وتوقف السيف عند كتابه «مآربهم في البترول العربي»، الذي أعدَّه عمر حِليق بالتعاون مع الناشر محمد صلاح الدندراوي، وصدر عام 1967م، وفيه هاجما عبدالله الطريقي على اثر العديد من تصريحاته حول النفط العربي. كما عرض للهجوم الساخر الذي تلقاه عمر حِليق من الكاتب الفلسطيني اليساري غسان كنفاني، وأفرد السيف صفحات مطولات للدفاع الذي كتبه عمر حِليق في صحيفة «عكاظ» عن الشاعر السعودي أحمد عبدالجبار، وغير ذلك من المحطات الثقافية والفكرية المهمة في حياة وسيرة الدكتور عمر حليق.