تجربة الاحتراف الخارجي للاعب السعودي من التجارب النادرة الشحيحة التي تأتي على استحياء، ولا يكاد يذكر ان لاعبا سعوديا مثَّل فريقا اوروبيا قويا بحد ذاته هناك، حتى ان اغلبها لم ترقَ للمأمول ولا لحجم التطلعات!
اللاعب السعودي في بلاده (مرفه) ماديا لديه عقد بالملايين يحفظ له حقوقه ومزايا مالية كبيرة بدون ضرائب، فلا توجد ربما الحاجة الملحة للاحتراف، هذا اذا كان تفكير اللاعب في المادة فقط ولم يهدف لتطوير موهبته ويتطلع للمستقبل!
لكن مع المشروع الرياضي السعودي الجديد الذي يهدف لاحتراف اللاعبين السعوديين في أندية أوروبية كبيرة يحتاج منا للتفكير خارج الصندوق للارتقاء بالرياضة السعودية؛ فانتقال هؤلاء اللاعبين للدوريات الاوروبية القوية سيكون إضافة كبيرة للمنتخب الوطني، ولها دور للارتقاء بجودة الاداء وعطاء اللاعب وتفكيره مع منتخب بلاده في الاستحقاقات الخارجية الكبرى مثله مثل باقي اللاعبين العرب المحترفين بأهم واكبر الأندية العالمية، ومدى انعكاس ذلك على جودة الاداء مع منتخباتهم في البطولات القارية وكؤوس العالم كالمنتخب المصري والمغربي!.
اغلب اللاعبين السعوديين الشباب بالذات مع كثرة تواجد الأجانب في الدوري السعودي لا يجدون الفرصة مواتية للعب اساسيا مع انديتهم؛ مما يؤثر بشكل كبير على مستوياتهم الفنية والبدنية وحتى النفسية والذهنية وعطائهم مع المنتخب!
بالنسبة لسعود عبدالحميد نجم الهلال والمنتخب السعودي فهو لاعب شاب صغير في السن ومؤهل بشكل كبير للاحتراف الخارجي، معروف بأخلاقه العالية وانضباطه وموهبته الكبيرة مما يسهل عملية احترافه ومؤشر قوي على نجاح تجربته مع روما الإيطالي (متى ما....) تكيف مع المتغيرات الجديدة والتحديات الكثيرة من كافة النواحي، أجواء البلد من طقس وعادات جمهور النادي، وطريقة تعاطيهم مع الفوز والخسارة بالذات الأخيرة.. جمهور روما صعب معروف بالغضب والهجوم على عناصر اللعبة جميعا، وعليه ان يجيد المواجهة والتقبل ويعمل على تحسين ادائه وجودة عطائه، أيضا طريقة اللعب في إيطاليا لا في روما وحسب تختلف عن اللعب في الدوري السعودي وبالذات مع الهلال المعروف بالهجوم، واللعب الإيطالي يتميز بالرقابة الدفاعية وصعوبة المنافسين على شاكلة الانتر وميلان واليوفي.. الخ؛ مما يصعب من مهمته ما لم يعمل على تطوير موهبته وإثبات ذاته وحجز مقعد له اساسي، وهذا صعب ربما في البداية مع اختلاف الاجواء واللغة والتعود على طقس مختلف وبيئة احترافية جديدة!
كل الامنيات للاعبنا في إيطاليا الشاب سعود عبدالحميد بالتوفيق، وان يكون خير سفير للكرة السعودية ونموذج إيجابي لاحتراف البقية!
اذا صح أن لمدرب المنتخب السعودي الإيطالي روبيرتو مانشيني دوراً في احتراف سعود في روما بعلاقاته مع مدرب الفريق وادارته، فأتمنى أن يكون مقدمة لاحتراف المزيد من اللاعبين بالأندية الإيطالية والاوروبية مستقبلا!
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi