«الجزيرة» - طارق العبودي:
«كان بالإمكان أفضل مما كان».. لعب الأخضر السعودي بثقة مبالغ فيها أمام نظيره وضيفه الإندونيسي، وأهدر فرصا بالجملة من بينها ركلة جزاء قبل النهاية بـ12 دقيقه، لتنتهي المباراة التي جمعت المنتخبين البارحة في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة لحساب الجولة الأولى في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 بالتعادل بهدف لمثله ويفقد الأخضر نقطتين ثمينتين في مستهل مشواره كانتا ستريحانه كثيرا في الجولات القادمة.
تقدم المنتخب الإندونيسي بهدف عند الدقيقة 19 وعادل للأخضر مصعب الجوير من تسديدة من على رأس منطقة الجزاء في الوقت بدل الضائع من الحصة الأولى.
لم يتعامل الإيطالي روبيرتو مانشيني المدير الفني للأخضر مع المباراة كما ينبغي ولعب بتحفظ كبير رغم أنها على أرضه ووسط جماهيره، باعتماده على 3 لاعبين في متوسط الدفاع: تمبكتي والبليهي ولاجامي ويكملهم ظهيرا الجنب الغنام والحربي، وأمامهم في الوسط المحوران كنو والخيبري وفي طرفي الوسط الجوير وسالم وفي الهجوم وحيدا عبدالله رديف.
وفي المقابل لعب شين تاي يونغ المدير الفني لإندونيسيا بطريقة فاجأ بها مدرب الأخضر ولاعبيه تعتمد على الانتشار والهجوم من الأطراف وبناء الهجمات المرتدة والتي سببت في غالبيتها إحراجا للمنتخب السعودي.
ومنذ البداية كان الحماس شعارا للمنتخبين وسط دعم جماهيري كبير تجاوز عدده 42 ألفا، وقدم المنتخب الإندونيسي شوطا مميزا بحسب إمكاناته وكانت لدى لاعبيه ثقة كبيرة في التعاطي مع المباراة وفي التقدم للأمام وخصوصا من الطرفين.
وفاجأ منتخب إندونيسيا الجميع بتسجيل هدف السبق بعد مرور 19 دقيقة فقط عن طريق اورتمانغوين راغنار وسط ربكة دفاعية سعودية لم يكن لها أي داع!.
هذا الهدف أشعل المباراة من جديد ما بين محاولات سعودية للتعديل وإندونيسية للتعزيز، غير أنها من الجانب السعودي كانت أكثر وأخطر.
واضطر مانشيني لإجراء تبديل «اضطراري» بإخراج متعب الحربي لإصابته بشد عضلي وإشراك سعود عبدالحميد.
وشهدت الدقائق العشر الأخيرة من الحصة الأولى هجمات متبادلة ونجح الأخضر في خطف هدف التعادل في اللحظات الأخيرة عن طريق الشاب مصعب الجوير من هجمة بدأها القائد سالم ومنه لكنو الذي تقدم ومرر الكرة لمصعب فسددها الأخير من على رأس المنطقة مسجلا الهدف الأول والتعادل «45 + 3».
الحصة الثانية بدأها مانشيني بتبديل فني بإخراج المحور خيبري وإشراك لاعب الطرف المهاجم عبدالرحمن غريب في محاولة لتصحيح خطأ تشكيل البداية من جهة ورغبة في زيادة العدد الهجومي، وبعدها بدقائق أشرك فراس بديلا لرديف.وحاول الأخضر كثيرا وسط تراجع إندونيسي للخروج بالتعادل على أقل تقدير، ومن إحدى المحاولات الهجومية تحصل الأخضر على ركلة جزاء بعدما أعيق فراس من الحارس «78».. سدد الجزائية سالم الدوسري وتألق الحارس في التصدي للكرة.واصل المنتخب الإندونيسي تراجعه، ما منح الأخضر فرصة مواصلة الهجوم، وأجرى مانشيني عديدا من التبديلات، وأهدر فراس البريكان أثمن وأخطر هجمة عندما بذل سعود عبدالحميد مجهودا كبيرا وتقدم بكرة من المناطق الخلفية حتى ملعب إندونيسيا ومررها لفراس الذي انفرد لكنه وضعها بين يدي الحارس «90+2» لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1 ويخسر الأخضر نقطتين كانتا ستريحانه كثيرا.
المباراة القادمة للمنتخب السعودي يوم الثلاثاء القادم امام المنتخب الصيني على أرض الأخير لا تحتمل أي تفريط ويلزمه الفوز بها والعودة بالنقاط الثلاث خصوصا وأن الصيني لم يعد قويا كما في السابق، اذ تلقى خسارة تاريخية من نظيره الياباني بسباعية نظيفة.