كان من أهم القرارات الاستراتيجية لتطوير كرة القدم السعودية ومنافساتها هو قرار الاستعانة بالحكام الأجانب..
في البداية كان لعدد محدود ولمباريات محدودة، ثم بعد نجاحه وانكشاف تصريحات ومقالات الابتزاز وادعاء المظلومية تم زيادة المباريات، وبلغ قمة نجاحه بفتح الاستعانة بالحكم الأجنبي لكل المباريات لمن يريد عليه أن يؤمن المبالغ، واتحاد الكرة يخاطب الاتحادات الدولية، فاختفت الأخطاء الشنيعة والإصابات التي كان يتعرض لها النجوم وينقل بعضهم وفي مباريات نهائية بعربة الإسعاف، ومنح الحكام الأجانب فرصة للفرق للعب وترك المماحكات والاحتجاجات التي كانت تؤتي ثمارها.
بالأمس كان بعض الحكام المحليين (بعد اعتزالهم) يعترفون «بتطنيش» أشهر ضربة جزاء نقلت فريقاً للنهائي وأبعدت آخر، وزميل آخر يعترف أنه لم يشاهد ضربة جزاء في «ديربي» إلا بعد الإعادة، وثالث يحتسب ضربة جزاء في ديربي بسقوط لاعب لوحده، وفي هذه الحالة اللاعب فضح الحكم ولم يعترف حامل الصافرة، كما اختفت أن حكماً يطرد لاعباً بتوجيه من لاعب الخصم في نصف نهائي ديربي، كل هؤلاء الأربعة صاروا رؤساء للجنة التحكيم المحلية رغم هذه الاعترافات والأخطاء وتوجيه بطولات وسط صمت اللجنة والاتحاد المسؤول ومباركة الإعلام المستفيد.
في ذاك الزمن انتهت مسيرة نجوم بانبراشات وصلت لكسر العظم، وفي ذلك الزمان حكم يحتسب ضربة جزاء دون وجود أي لاعب في داخل منطقة الجزاء، وأيضاً أصبح مسؤولاً في اللجنة التي تضم كل من أخطأ.
الآن مع الحكام الأجانب حضرت الحيادية واقتنع المشاهد والمتابع أن الأخطاء لا يمكن أن تكون مقصودة أو بتأثير من أحد، وحتى الفرق المهزومة يهاجم إعلامهم فريقهم ولاعبيهم ومدربيهم، وبعد فترة اتجهوا لتبرير خسائرهم بالحكام والفار والفرحة بالتسجيل وطلب إيقاف الفرحين.
اليوم لم يعد يسمع لأولئك وبرامجهم غيرهم فلكل هزيمة تبرير رغم النقل والفار والحكام الأجانب، كل همهم أن لا يعترفوا بتفوق أي فريق على فريقهم في اجترار ماضٍ إعلامي مزرٍ كان بعض المسؤولين والإعلاميين يتحدثون عن مباريات غير منقولة وينتقدون الحكام لأن نتيجتها ليست لصالح فرقهم!
يا هؤلاء المتابع العادي أصبح أكثر وعياً من تبريراتكم وأعذاركم فأصلحوا أنفسكم وطالبوا بإصلاح الخلل في فرقكم لتروهم ينتصرون بدون ابتزاز ولا ادعاء مظلومية فتلك دفنت مع الحكام الأجانب والفار وتحليل المهنيين رغم قلتهم.