العمل الخيري السعودي قديم قدم إنسان الجزيرة العربية الذي اشتهر وعرف عنه الكرم والفزعة والنخوة، ويحضرني هنا قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم-: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ» أخرجه الطبراني. لقد جاءت النبوة لتؤكد على مكارم الأخلاق.
منذ فجر الدولة السعودية الثالثة، وعلى يد الأب المؤسس الملك عبدالعزيز بن سعود. كان العمل الخيري ذراعاً تنموياً اجتماعياً وتشكل الزكاة مصدر التحويل الأول والمنفذ هو القاضي في الإنماء لأمر الملك وبعد أن تفجرت الأرض خيرات أسست الجمعيات الخيرية في عهد الملك سعود، ثم فيصل ثم خالد وفهد -رحمهم الله جميعاً- وانضم لها المؤسسات الخيرية السعودية الدولية التي لعبت دوراً محورياً في نصرة قضايا العالم الإسلامي وتلبية حاجاتهم الأساسية.
بعهد الملك عبدالله -رحمه الله- تبدل الحال حيث انتقل التركيز على الداخل السعودي كما انطلقت عدة مبادرات تولاها الشباب وبالأخص النساء منهن؛ إنما التغيير الجذري كان بعهد الملك سلمان -أيده الله- ومن خلال رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وبقيادة ولي العهد الأمين؛ أصبح العمل الخيري شريكاً في التنمية الشاملة ولأول مرة يطلق عليه مصطلح: القطاع الثالث ووضع له مستهدف أن يشارك هدف بإجمالي الناتج الوطني عند سقف 5 % مع هدف مليون متطوع؛ نجم عن هذا التغيير تطوير التشريعات والأنظمة وتشجيع المبادرات وتعميق المسؤولية المجتمعية بالقطاع الخاص والعام وأنشأ المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.
وقد تتالت الإنجازات وقبل 2030 حيث بلغ عدد المتطوعين 700.000 متطوع ونسبة إسهامه في اجمالي الناتج الوطني 2.7 % في عام 2023.
لقد أصبح القطاع الخيري السعودي متسيداً المشهد العالمي حيث يعد بترتيب الربع بنسبة إسهامه في المساعدات الدولية ومعتمداً على ذراعه الدولي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
في يومنا الوطني يجسد لنا القطاع الخيري السعودي مجتمعنا المدني ويعزز التكافل والتراحم ويؤكد هويتنا كسعوديين.
***
- د. يوسف بن عثمان بن حزيم