الفجرُ في عينيكِ حلَّ بريقُه
يستلُّ في دعةٍ تباريحَ الكّدر
والطهرُ أنتِ إذا تجلَّى باسماً
وعلى شفاهِ الحرفِ تلتفُّ الصور
وعلى (وتينِ) القلبِ تغفو قصةٌ
فيها لكلِّ متيمٍ شتّى العِبَر
ما كنتِ إلا في الورى أنشودةً
قد آد (معبدا) أن يصوغ لها الوتر
وشدا الأنامُ بحسنها من زهرةٍ
فتَّانةٍ في الروض تأسو مَن عَبَر
والقلبُ بين حكايةٍ مملوءةٍ
شجناً وأخرى وقذُها مثلُ الشَرَر
وخرجتِ باسمةَ المحيَّا بكرةً
هل مرَّ في عينيك عُودك يُختضَر؟!
وتعجَلت منكِ الخُطا أرجوزةً
ما أمهلتها ساعةً كفُّ الخطر
غادرتِ والصمتُ المهيبُ يلفُّه
حذرٌ توارى تحت أجنحةِ القدر
ومضيتِ كي يبقى رحيلُك ناطقاً
يُهدي القلوبَ رسالةً لم تُنتظر
وطويتِ سرّاً في الجوانحِ مضمراً
أعيا فؤاداً يستبدُّ به الضجر
وتركتِ خلفَك للأنامِ بقيةًّ
في طيّهِا تنهالُ آلافُ الفِكَر
سَقياً لأيامٍ حسانٍ أزهرت
مرَّت سِراعاً مثلما لمحُ البصر
وغداً ستزدانُ العيونُ بنظرةٍ
تروي غليلاً لم يحالفه الظَفر
أغدوتِ ما باحت شفاهُكِ لحظةً
أتُراكِ آثرتِ من الدنيا السفر؟!
***
- د. لطيفة بنت محمد البدر