تمكن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي، من تشخيص وعلاج مراجعين مصابين بأمراض عصبية معقدة، وإعادتهما إلى الحياة الطبيعية، تحت إشراف استشاري طب المخ والأعصاب د. محمد أبو ناجي. وكانت الحالة الأولى لسيدة في الثلاثين من العمر مصابة بالتهاب نادر بأعصاب جذع الدماغ، لأسباب تتعلق بالمناعة الذاتية، والثانية لرجل في الأربعين من العمر عانى من أعراض حادة نتيجة اضطرابات كهرباء الدماغ بسبب حالة تسمى Dyscognitive seizure.
واستطرد رئيس الفريق الطبي المعالج د. محمد أبو ناجي قائلاً إن الحالة الأولى كانت تعاني من عدة أعراض حادة، أبرزها فقدان التوازن والإحساس في النصف الأيسر من الجسم وازدواجية الرؤية، نتج عنها إعاقة جسدية منعتها من المشي، مما أدى إلى تدهور حالتها النفسية. وبالرغم من أنها راجعت عدة مستشفيات وخضعت لفحوصات سريرية ومعملية وأشعة إلا أنه لم يتم الوصول إلى تشخيص دقيق، لكن عند مراجعتها مستشفى الدكتور سليمان الحبيب تم تشخيص حالتها بأنها تعاني من متلازمة Miller fisher وتم تنويمها بالعناية المركزة، وأوضح أنه تم علاج الحالة باتباع البرتوكول العلاجي الخاص بالمتلازمة، وأخذت في التحسن بوتيرة سريعة مع بداية العلاج، إلى أن تخلصت من كافة الأعراض. وقد راجعت المستشفى للمتابعة وهي تمشي على قدميها دون أي مساعدة وبحالة نفسية جيدة، وعادت إلى ممارسة حياتها بصورة طبيعية.
أما بالنسبة للحالة الثانية فقد أوضح د. أبو ناجي أن المريض راجع عدة مستشفيات إثر تدهور في الذاكرة والإدراك والتركيز على مدى عامين، حتى أنه أصبح يأتي بتصرفات لا إرادية تضعه في مواقف محرجة، وخضع لعدة فحوصات طبية للدماغ، وكانت النتائج طبيعية، وبناء على ذلك اعتقد الأطباء أنه يعاني من بدايات مرض الزهايمر. واستطرد قائلاً أنه فور وصوله الحالة إلى المستشفى تم إجراء فحوصات دقيقة له وتبين من التقييم السريري أن الحالة تتماشى مع نوع من اضطرابات كهرباء الدماغ، وتسبب للمصاب حالات تسمى Dyscognitive seizure، ويتم تشخيصها في العادة باختبار تخطيط المخ، لكن بعضها كما هو الحال مع هذا المراجع لا تظهر في التخطيط. وبناء على التشخيص تم علاج الحالة بأدوية خاصة بهذه الحالات اعتماداً على الحدس الطبي، وخلال أسابيع قليلة استرجع ولله الحمد قدراته العقلية وذاكرته، وعاد لممارسة مهامه الوظيفية بشكل طبيعي.