«الجزيرة» - عمار العمار:
أربع جولات حصيلتها 5 نقاط هي كل ما جناه منتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 202 الذي قد يكون بعيداً عن منتخبنا في ظل تراكم الأزمات التي أدت إلى ظهور الأخضر بمستوى غير مقبول في المباريات الأربع التي كشفت وعرت الفكر الذي يدار به المنتخب فنياً وإدارياً وكشفت حجم معاناة اللاعب المحلي الذي لا يجد فرصته أساسياً في فريقه ويتفاجأ بوجوده أساسياً في منتخب الوطن؟!
المهمة باتت أصعب بكثير في إمكانية التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة السابعة لعدة أسباب كون الأخضر لعب 4 مباريات ثلاث منها على أرضه وبين جماهيره وخرج منها بنقطتين ومستوى لا يتناسب أبداً مع سمعة الكرة السعودية وهو مؤشر سلبي وخطير جداً بسبب أنه سيلعب أهم مبارياته في الدور الثاني خارج أرضه أمام اليابان والبحرين تحديداً، وكذلك أندونيسيا المتطور، إضافة إلى الفكر الذي يدير به السيد مانشيني منتخبنا ولا يتناسب إطلاقا مع اللاعب السعودي بفرض طريقته العقيمة علاوة على ضعف الأدوات.
الأخضر في الجولة الافتتاحية أمام إندونيسيا على خرج بتعادل أشبه بالخسارة لم يظهر الأخضر بمستوى مطمئن أبداً كان للسيد مانشيني الدور الأكبر في ذلك بطريقته العقيمة واختياراته الغريبة للتشكيل والأداء وضاع معها ضربة جزاء لنفقد نقطتين مهمتين في بداية المشوار، وعاد الأخضر في مباراته الثانية من الصين بفوز بتوفيق الله ثم بروح اللاعبين فقط وإلا فالطريقة والاختيارات كانت سيئة من لدن السيد مانشيني.
حافز كبير قبل لقاء اليابان على أرضنا وبين جماهيرنا ولكن أبى السيد مانشيني إلا أن يخذل الحضور الغفير في الملعب والملايين خلف الشاشات ليخسر الأخضر بهدفين للاشيء وتوقف عند النقطة الرابعة، لتأتي الفرصة مواتية أمام البحرين على أرضنا وبين جماهيرنا لخطف الوصافة ولكن للمرة العاشرة السيد مانشيني يصر على التشكل والطريقة والأداء السيئ ونخسر نقطتين مهمتين بتعادل سلبي وضياع ضربة جزاء من سالم الدوسري.
كثيراً ما ردد روبيرتو مانشيني بأن لاعبي الأخضر غالبيتهم من البدلاء في أنديتهم ولكنه يعلم علم اليقين بأنه أحد أسباب زيادة عدد المحترفين مما يقلص فرصة اللاعب المحلي للعب كأساسي مع ناديه، فكيف بمنتخب لا يشارك فيه سوى قلة قليلة كأساسيين في أنديتهم (سالم الدوسري وعلي لاجامي، وربما فراس البريكان) ننتظر منه أن يظهر بمستوى ويحقق الفوز، وكيف يوافق «مانشيني» على احتراف الظهير الأفضل سعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي ويجلس على دكة البدلاء بدلاً من كونه أساسياً ومؤثراً في ناديه السابق الهلال، وهي رسالة كذلك موجهة للمعنيين في الاتحاد السعودي لكرة القدم عن مدى فائدة العشرة محترفين التي ترفع مستوى الدوري بلا شك، وهذا ما نشاهده على أرض الواقع، ولكن مردوده سلبي جداً على المنتخب.
مشكلة ولها حلول؛ فالاستحقاقات القادمة مهمة جداً ممثلة في التأهل لنهائيات كاس العالم للمرة السابعة والتي قد تكون صعبة جداً بهذا الوضع، ولكن الاستحقاق الأهم هو نهائيات كأس آسيا 2027 التي ستستضيفها ملاعبنا وكيف سيكون شكل الأخضر وهو المستضيف مالم يتم عمل خطة واستراتيجية تضمن مشاركة فاعلة من أجل اللقب على أرضك وبين جماهيرك.
أول الحلول إقالة مانشيني الذي أجمع عليه الشارع الرياضي بأنه فشل مع الأخضر ولن يقدم أكثر من هذا الفشل، وكذلك محاسبة الاتحاد السعودي لكرة القدم على التخبطات التي حصلت، والتي جعلت الشارع الرياضي يطالب بإقالة رئيس الاتحاد ياسر المسحل وإدارته، وكذلك محاسبتهم مع إدارة المنتخب بسبب عدم حماية لاعبي الأخضر وبالأخص الكابتن سالم الدوسري من الحملة الشرسة والموجهة من بعض الإعلاميين التافهين هدفهم أنديتهم فقط تفرغوا للنيل من سالم الدوسري، والمطالبة باعتزاله أو إبعاده من المنتخب بسبب ضياع ضربتي جزاء وكأنه الوحيد الذي فعل ذلك وتناسوا الكثير من اللاعبين الذي أضاعوا ضربات جزاء مهمة وحساسة في مقدمتهم الهداف السابق ماجد عبدالله الذي أضاع ضربتي جزاء في كأس آسيا 1988 ولم يتم مهاجمته من الإعلام بل تم تشجيعه ودعمه حتى سجل هدف التأهل للنهائي أمام إيران.
الحل الأمثل والأهم لضمان مشاركة فاعلة في كأس آسيا 2027 مع إقالة مانشيني والاتحاد السعودي لكرة القدم عن بكرة أبيه حتى لو تم التضحية بالتأهل لكأس العالم 2027 هي بناء جيل جديد لمنتخب المستقبل ومنحهم الفرصة للمشاركة كأساسيين في المباريات القادمة أمثال أحمد الغامدي وفيصل الغامدي ومصعب الجوير ومتعب الحربي وحسان تمبكتي وسعود عبدالحميد حسن صبياني وإعادة العقيدي كحارس مرمى بجانب الربيعي وتركي العمار ومروان الصحفي طلال حاجي ومحمد مران ولاعب القادسية الشاب سيف رجب وعبدالعزيز العثمان وعبدالملك العييري وعباس الحسن وآخرين.
في الختام، نحن في مرحلة فاصلة في تاريخ الأخضر وعلى المسؤولين عن الاتحاد السعودي وإدارة المنتخب والمؤسسة الإعلامية حماية لاعبي الأخضر من انفلات بعض الإعلام المحسوب والضرب بيد من حديد على كل من يساهم في تأجيج الموقف وزيادة الشحن الجماهيري.