عبر الاتحاد إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- حاجزاً له مقعداً في نصف نهائي المسابقة.. نعم الاتحاد تأهل عبر ركلات الترجيح والتي يلعب فيها الحظ دوراً كبيراً، ولكن الاتحاد كان حاضراً ذهنياً في المباراة ولديه رغبة وتعطّش لإقصاء الهلال والاستمرار في المنافسة على لقب هذه البطولة الكبيرة والثمينة، وأما الهلاليون ومدربهم جيسوس فكانت الثقة الزائدة عندهم طاغية بأن حسم المباراة والتأهل مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، حتى والهلال يتقدَّم بالنتيجة في الوقت الإضافي وعلى بعد أمتار من التأهل كان الفريق يهاجم ويبحث عن هدف ثالث، وربما رابع، وكأنهم يلعبون مع فريق يقبع في أسفل الترتيب وليس الاتحاد متصدر الدوري.
ومحصلة ذلك أن الاتحاد استطاع العودة للمباراة وتمكَّن من حسم التأهل عبر ركلات الترجيح، ونبارك لنادي الاتحاد وجماهيره ولجميع الأندية المتأهلة لهذا الدور من المسابقة، ونتمنى لها التوفيق، وفي نهاية المطاف ناد واحد سوف يفوز باللقب وعلى الهلاليين الاستفادة من هذا الدرس، فكون الهلال قد استطاع الفوز على الاتحاد في ثماني مواجهات متتالية، فهذا لا يعني ديمومة الفوز عليه، وأن يدركوا -وهم مدركون- بأن المباراة لا تنتهي إلا بصافرة الحكم وأن المحافظة على التقدّم في مباريات خروج المغلوب من أهم أسباب تحقيق البطولات.
أنا لن استفيض في مناقشة أحداث المباراة، فقد أشبعت طرحاً من كافة الجوانب، ولكن كل مباراة تحسم بركلات الترجيح تجعلني أتساءل عن علاقة ركلات الترجيح بأحداث المباراة المنتهية بالتعادل لكي تحسمها لأحد الفريقين، واستغرب وأتعجب بأن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) لم يبحث عن طريقة أخرى تكون عادلة يتم من خلالها حسم مباريات خروج المغلوب والمباريات النهائية عند التعادل في الأوقات الأصلية والإضافية بعيداً عن هذه الركلات الظالمة والمحبطة للخاسر، والذي قد يكون يستحق الفوز في المباراة.
نعم، تمت تجربة الهدف الذهبي والهدف الفضي، ولم تنجح، فتمت العودة لركلات الحظ لترجيح فريق على فريق آخر، ولم يتم البحث عن أفكار أخرى تنصف الفرق المستحقة للفوز بتلك المباريات.
أتمنى أن يصل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى طريقة فيها إنصاف ويلغي الاحتكام لركلات الترجيح التي تعتمد على تفاصيل ليس لها علاقة بالمباراة المنتهية بالتعادل بين فريقين قد يكون أحدهما يستحق الفوز في المباراة ويخسرها بركلات الحظ، وأنا هنا لن أطرح أفكاراً معيَّنة ولكن أدعو جميع المهتمين بكرة القدم لطرح حلول تريحنا من كابوس ركلات الترجيح، وتكون منطقية سهلة التطبيق ومنصفة للمتنافسين، وإذا كان لا بد من اللجوء لركلات الترجيح فلماذا لا يتم تطويرها بحيث تلعب من مسافة أبعد وبعدد ركلات أكثر حتى تكون جودة اللاعبين هي الفيصل في تحديد الفائز بها؟
في ستينيات القرن المنصرم كان للضربات الركنية دور في ترجيح الفائز بمباريات خروج المغلوب، ومن ثم تم اللجوء للقرعة قبل الوصول إلى ركلات الترجيح والهدفين الذهبي والفضي، وكل هذه الآليات ثبت فشلها والآلية المنصفة في هذا الصدد يجب أن تأتي من منتج جديد يتشكَّل في تفاصيل المباراة نفسها ويعبِّر عن أحقية فريق على آخر في التأهل لمرحلة جديدة أو في الفوز ببطولة.
بالمختصر المفيد
- هناك مدربون يسعون للفوز في المباريات من هذا النوع بركلات الترجيح وتحقيق الألقاب بها، وحدث ذلك كثيراً، وهذا يعني أن هذه الآلية لحسم مباريات خروج المغلوب تؤثِّر سلبياً في المستويات الفنية للمباريات وفي تكتيك المدربين.
- طرحي هذا ليس له علاقة بخروج الهلال من ثمن نهائي هذه المسابقة بركلات الترجيح، لأن الهلال نفسه كان قد فاز في اللقب في النسختين الماضيتين من هذه المسابقة بركلات الترجيح.
- من أجل كرة قدم أفضل يجب التطوير والتجديد بقوانين اللعبة للقضاء على السلبيات فيها وصناعة الإثارة والتشويق، وهناك الكثير من القوانين تحتاج للتعديل، فهل لدى مجلس الاتحاد الدولي من جديد؟
والله الموفِّق.
** **
- محمد المديفر
X: @mohdalimod