قرر الاتحاد السعودي تخفيض عدد الأجانب بدءًا من الموسم القادم الى خمسة لاعبين ومنح فرصة أكبر للاعب السعودي للمشاركة.
هذا القرار متخيل وليس حقيقياً لكن ماذا لو تم إقرار ذلك بعد سنتين مثلا ؟ ماذا لو قررت الوزارة تقليص الدعم المالي لبرنامج الاستقطاب لأي سبب كان؟ ماذا لو خُصص النادي ووجد المالك الجديد بأن المبالغ المصروفة بعيدة جداً عن الايرادات مما يضطره الى تقليص أجانب فريقه إلى النصف، والاعتماد على مخرجات النادي؟ قد يتحقق أحد هذه السيناريوهات مستقبلاً، فهل الأندية قادرة على إنتاج جودة تستطيع أن تحافظ بها على جودة فرقها الحالية مع الأخذ بالاعتبار حجم المواهب الضعيف حاليا بشكل عام؛ فناد مثل الهلال لم يستطع إنتاج مواهب حقيقية في المواسم الأخيرة سوى جوهرته مصعب الجوير، والذي ولد نجماً لكنه لم يصل إلى ذروته حتى الآن.
يقوم الاتحاد السعودي لكرة القدم بعمل مثير للانتباه وأصفه بالعمل الجميل جداً في تأسيس قاعدة من اللاعبين المحليين واستكشاف المواهب بدءا من دورات المدربين للفئات السنية مع الاتحاد الفرنسي - ـحد افضل مقدمي مواهب كرة القدم وصاقليها في العالم حالياً - والتي أنتجت عدداً كبيراً من المدربين إضافة إلى عدد الاندية الممارسة لإنتاج المواهب ومهرجانات المدارس التعليمية، كما اطلق منصة mysaff لرصد وعرض بيانات المواهب الرياضية وسهولة متابعتها للمشاركين من أندية وكشافين وإعلام، كما زود مشروع المراكز الإقليمية الاندية السعودية ب76 لاعباً من المواهب المكتشفة بغرض تطويرهم في مستويات متقدمة.
إن المجهود الجبار للاتحاد السعودي لكرة القدم في العمل على المراحل السنية المبكرة يتطلب تشدّدا كبيرا في ضبط العمل في الاندية، خصوصاً تلك المصنفة في دوري المحترفين والدرجة الأولى فيما يخص الكوادر التدريبية العاملة من حيث الخبرات والشهادات التدريبية وطريقة سير المنافسات والتركيز فيها على تطوير المواهب في مقابل التركيز على الفوز بالبطولات لضمان نجاح العمل الأساسي، فلا يلوح في الأفق نتائج مبشرة من قبل الأندية حسب مخرجات السنوات الأخيرة.
برامج الاتحاد السعودي فتحت باباً كبيراً لعمل الكشافين لمتابعة المواهب والتقاطها عن طريق العدد الكثير للمباريات في الفئات السنية والمراكز الإقليمية الأمر الذي يستدعي إنشاء إدارات كشافين متوزعة في المدن السعودية لكل ناد، والسعي للفوز بالمواهب التي تظهر في مختلف المناطق عوضا عن الاجتهادات الفردية.
** **
- عبدالعزيز العبيد