«الجزيرة» - طارق العبودي:
من النادر جداً، إن لم يكن من المستحيل، أن يتفق محللو التحكيم وخبراؤه والمحايدون وكل الفاهمين في كرة القدم على أن فريقاً تضرر ضررا بالغا من قرارات حكم مباراة ما ، مثلما اتفقوا مساء الاثنين.. اذ تمكن النمساوي جوليان وينبيرجر من توحيد كلمة وآراء كل من تابع مباراة القادسية والهلال بقراراته الخاطئة بل والمضحكة التي ذهب ضحيتها الهلال واستفاد منها القادسية، فخسر الأول واهتزت صدارته وفاز الثاني وتقدم في سلم الترتيب.
ولعل أبرز هذه الأخطاء التي لاتمت للتحكيم بصلة - بحسب اتفاق محللي التحكيم في القنوات والبرامج الرياضية والمواقع الالكترونيه والصحف والحسابات الخاصة - هو قراره الذي أصدره عند الدقيقة 43 من الشوط الأول، عندما تعرض لاعب الهلال سافيتش المنطلق نحو مرمى المنافس لإعاقة واضحة وصريحة ومتعمدة من مدافع القادسيه الذي أيضاً لمس الكرة بيده، وبدلاً من أن يحتسب الحكم خطأ لصالح الهلال مع طرد المدافع ورغم استدعائه من حكم var ومشاهدته الحالة إلا أنه تجاهل كل شيء وذهب ليشير الى تسللٍ ليس موجوداً أصلا !! وسط استغراب كل من شاهد المباراة بمن فيهم لاعبو القادسية..
هذا القرار المضحك حدث والنتيجة كانت تقدم القادسية بهدف، فبدلاً من أن يلعب الفريق ما تبقى من الشوط الاول وكامل الشوط الثاني منقوصا ً استفاد من هذا القرار وأكمل المباراة بكامل عناصره.
وبخلاف هذا الخطأ الكارثي كانت شخصية الحكم مهزوزة، ولم يتعاون او يتجاوب مع مساعديه ومع تقنية var وكان يتجاهل احتساب أخطاء صحيحة ويكثر من إطلاق صافرته على لقطات طبيعية.
كان هذا النمساوي هو الأضعف والأسوأ في مباراة القمة، وكان وجوده نشازاً أفسد كل جميل فيها.
إن حضور حكم بهذا السوء تتحمله اللجنة المختصة في اتحاد الكرة التي يجب عليها اختيار الحكام بعناية، فقد بُحت أصوات الجميع وهم يطالبون بحكام نخبة بدلاً من بعض الحكام الذين يحضرون إلينا وقد يكونون - اي الحكام الذين يقودون منافساتنا - على دراية بأي شيء ماعدا قوانين كرة القدم، كما حدث مساء الاثنين !!