رؤية: سليمان الجعيلان:
نفس المعطيات ونفس الأدوات التي استطاع الهلال أن يحقق من خلالها وبها الألقاب الاستثنائية والأرقام القياسية الموسم الماضي، هي نفسها تقريباً التي لدى مدرب الهلال جورجي جيسوس الموسم الحالي، ولكن شتان بين هلال جيسوس الموسم الماضي وهلال جيسوس الموسم الحالي، الذي أصبح اختراق دفاعه سهلاً، وبات مرمى حارسه بونو مفتوحاً أمام المهاجمين والمنافسين دون إيجاد حلول جريئة وجذرية من مدربه جيسوس؛ لإصلاح أخطاء فريقه الدفاعية وحماية مرماه من خطورة الهجمات المرتدة التي كانت مكشوفة وواضحة لجميع الفنيين منذ الموسم الماضي، وكان لتألق حارس الهلال بونو دور كبير في التقليل من آثارها وتأثيرها على نتائج الهلال.
نفس القناعات الفنية ونفس التخبطات التكتيكية التي يصر ويستمر مدرب فريق الهلال جيسوس على ارتكابها وتكرارها هي ما تفسر وتبرر ما يحدث لفريق الهلال من تذبذب في العطاء وتأرجح في الأداء وتراجع في النتائج، وربما هي ما ساهمت في انخفاض مستوى بعض لاعبي الهلال الذين وقعوا ضحية سوء الإعداد اللياقي والبدني الذي كانوا يتميزون به الموسم الماضي، وكانوا يطبقون الضغط العالي منذ بداية المباراة حتى نهايتها على المنافسين ولكن في الموسم الحالي أصبحوا غير قادرين على مجاراة بعض المنافسين، ومع ذلك واصل جيسوس تعنته وعناده ورفض التنازل عن بعض قناعاته الفنية والتكتيكية الخاطئة وأحرج فريقه ولاعبيه معه!.
نفس التعثرات ونفس الإخفاقات هي بنفس الطريقة وبذات النتيجة، وهي سوء قراءات جيسوس لبعض المباريات وفشله في بعض الاختيارات والتغيرات وإخفاقه في توظيف بعض اللاعبين، ومع ذلك تجده يكابر ويكررها ووقع ضحيتها فريق الهلال بالابتعاد عن المنافسة على الصدارة بأخطاء مدربه الذي أكدت التعثرات والإخفاقات الماضية أن المشكلة الحقيقية في الهلال هي حالة الارتباك الغريبة وغير المستقرة التي يعيشها المدرب مع الهلال في الآونة الأخيرة، وما ظهوره في بعض المؤتمرات الصحفية ومحاولة التقليل من بعض لاعبي الهلال أمثال حسان تمبكتي فقط لكي ينتصر لقناعاته واختياراته إلا دليل على تكبره ومكابرته.
نفس التبريرات ونفس التفسيرات يصرح بها ويتحدث عنها مدرب فريق الهلال جيسوس عقب كل تعثر وإخفاق وكلها كانت مكررة بل ومملة؛ لأنها لم تكن مقنعة فنياً وأحياناً لم تكن مقبولة معنوياً، مثل محاولة خلق الخلافات وتصدير الصدامات مع بعض جمهور الهلال التي كانت غير راضية عن مستويات بعض اللاعبين، وأقول ربما أن تلك التصريحات والصدامات مع جماهير الهلال هي كانت محاولة من جيسوس لصرف الأنظار عن واقع فريقه غير المقنع وعن تراجع مستويات بعض لاعبيه المخيف وخاصة بعد فشله في تجاوز الاختبارات الفنية المهمة وتخطي المباريات الحاسمة، وعقب عجزه عن معالجة الأخطاء التدريبية وتخبطاته التكتيكية المتكررة وإخفاقاته المستمرة التي دفع فريق الهلال ثمنها غاليًا في خروج الهلال من البطولة الآسيوية النسخة الماضية، وكذلك في توديع مسابقة كأس خادم الحرمين من دور الثمانية، وأخيراً وربما ليس آخراً أدت إلى خسارة الهلال من فريق الاتحاد برباعية؛ لأن الهلال بهذا الأداء الباهت لا يمكن أن يمضي بعيداً في بقية الاستحقاقات القادمة، التي على رأس أولوياتها بطولة النخبة الأسيوية، وظل جيسوس يتخبط ويخبص دون حسيب أو رقيب.
الهلال يعاني فنياً وربما معنوياً من تعامل ومعاملة مدربه جيسوس الذي بدلاً من معالجة وتصحيح أخطائه الفنية خلق أجواء متوترة بين لاعبي الهلال وبعض جمهور الهلال، ومحاولة ربط انتقاد أو صافرات استهجان جمهور الهلال على بعض اللاعبين المنخفضة مستوياتهم هو تسطيح لمشكلة الهلال الفنية الحقيقية، والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل بالفعل أفلس جيسوس فنياً وبات يتخبط في تصرفاته وتصريحاته وسط ردة فعل سلبية ومعتادة من إدارة الهلال؛ لأنها وقفت متفرجة على قناعاته الخاطئة ووافقت على تخبطاته المتكررة وباركت تصريحاته وصداماته غير الحكيمة، وتنازلت بمحض إرادتها عن حقها المشروع في مواجهته ومكاشفته على أخطائه المستمرة ومساءلته ومحاسبته على تخبطاته منذ البداية، وما تجريد الهلال من نجومه كما حصل مع محمد البريك ومصعب الجوير وتحطيم آخرين مثل حسان تمبكتي وسط مباركة من إدارة الهلال إلا صورة واضحة وناصعة أن إدارة الهلال ضعيفة أمام قناعات وقرارات جيسوس الخاطئة!