النتائج والمستويات التي يقدمها الهلال في الآونة الأخيرة لا تشبهه بل هي صدمة لكل من يعرف الهلال، ويدرك مدى قوته، لكن بهذا الوضع المتردي هو يسير نحو الطريق المنحدرة.. لماذا أصبح الهلال بهذا الشكل السامج بعد أن كان أمتع الفرق وأقواها وأكثرها إثارة ولمعاناً؟! ما المشكلة؟ وهل تتعلق بالمدرب او اللاعبين او الجمهور أو كل الأطراف؟!.
في الحقيقة أن هذا المثلث العظيم الذي صنع إنجازات الهلال سنوات هو نفسه أساس العلة حاليا كلا ودوره، المدرب له دور، اللاعبون وكذلك الجمهور!
جيسوس هو جيسوس المدرب العبقري المتوازن كيميائيا مع الهلال، لكنه أدخل نفسه في نفق (العناد) مع الجمهور بإصراره على إشراك اللاعبين الذين انخفضت مستوياتهم كثيرا الفترة الأخيرة، وأولهم المدافع علي البليهي؛ علي يمر ب(دروب) وانخفاض في المستوى حتى مع المنتخب! جيسوس يصر على إشراكه أساسيا مع كوليبالي! رغم الأخطاء الدفاعية العظيمة، والحارس بونو ليس هو بونو الفترة الأخيرة مع الهلال أصبحت تلج مرماه الأهداف سهلها قبل صعبها! ويصر على إشراكه أساسيا، رغم وجود حراس آخرين؟!
هذا مع الوضع الفني السيئ وضعف الحالة البدنية للاعبين والذين انخفضت مستوياتهم بشكل عام أجانب دوليين ومحليين، الأجانب هذا الموسم في الهلال علامة ضعف بارزة بعكس أجانب الفرق الأخرى وأولها الاتحاد.
اللاعب أصبح يلعب (تحصيل حاصل) بلا دافعية ولا حماس ولا شعور بالمسؤولية، جيسوس لم يعد ذاك القارئ العظيم للفرق يقف بلا حيلة مندهشاً.
جمهور الهلال أعظم جمهور في المملكة دعماً وحضوراً ومؤازرة أصبح مصدر لاستفزاز المدرب واللاعبين، تخطى دوره بالتشجيع لما هو أبعد من ذلك، حتى والفريق فائز، أحيانا يجد صيحات الاستهجان للمدرب واللاعبين وهذا يولد السلبية ويعدم ثقة اللاعب والمدرب في نفسه ويؤثر سلبا على الفريق.
أعترف بأني لم أرَ الهلال بهذا السوء من قبل، ولكن لا ننسى بأن الهلال كم أفرحنا وكم شعرنا بالفخر معه، ولابد أن يُدعَم ونقف بجانبه لحين يتخطى ظروفه! بالذات وهو مقبل على بطولة عالمية مهمة صنع لنفسه من خلالها السنوات الأخيرة إرث عظيم إلى أن وصل لمسمى وصيف بطل العالم.
ما يمر به الهلال طبيعي في كرة القدم، وإن رأيناه غير ذلك ويبقى حل الإشكالية بيد الإدارة لتقريب وجهات النظر وتفسير كل الأمور والبحث لها عن حلول ناجعة، الهلال يجب أن يكون في أوج استعداده لهذا المحفل العظيم ويشرفنا لكنه أن استمر بهذا الحال فلن يبرح دور المجموعات بنتائج ثقيلة لا تناسب اسمه و سمعته لا ترضي جمهوره ومحبيه.
الهلال لا يتأثر بنقص لاعب ولا غيابه، ولكنه تأثر كثيرا بغياب ميتروفيتش حتى مع وجود ليوناردو وجهوده لكنه لم يستطع ملء فراغ الميترو.. خسر الهلال المنافسة على كأس الملك من الاتحاد، وسيخسر المنافسة على الدوري أن استمر على حاله في ظل تفوق الاتحاد.. منذ متى والهلال يخشى من الآخرين؟!.. ما خشيت يوماً على الهلال إلا من نفسه.. أنقذوه.
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi