الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
حث داعية على ضرورة ترسيخ الكلمة الطيبة في أوساط المجتمع، وتشجيع الناس على ذلك، حيث إنه ربما كانت الكلمة سبباً لحياة شخص، وبوابة المشروع كبير، وإدخالاً السرور على حزين، وإنها تأتي على الجريح فتكون له بلسماً، والمُحبط فتمثل له إنقاذاً، وكم وردت الكلمة الطيبة على متشكك فكانت له تثبيتاً، وعلى متحير فألهمته رشداً، وكم نبهت من مشتت فأورثته تركيزاً، ولكم نزلت على مجتهد فصارت له وقوداً.
واستشهد الشيخ الداعية عبدالله بن متعب الطيار بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الطيبة صدقة)، وهي صدقةُ لا تدخل البطون، ولكنها تستقر في القلوب، وقد يكون فعل الخير في طريقه للانقطاع، فتأتي الكلمة الطيبة لتكون سبباً في استمراره، وقد يكون الأمل منقطعاً من إنسان فتجيء الكلمة الطيبة فتُقشع غمامة كآبته، وتحيي الأمل بعد مواته، مشدداً على عدم احتقار الأقوال الحسنة فهي تُلقح العقول، وتصلح النفوس، وتبعث المشاعر، ويستفيد منها العاقل، ويتعلم منها الجاهل، ويتذكر بها الغافل؛ فكم من رجل شديد المراس صلب الرأس والقناعات نوخ ركابه، وأسلم قياده كلام لين، وقول عذب.
واختتم الشيخ عبدالله الطيار حديثه قائلاً: الكلمات الطيبة تؤتي أكلها بإذن ربها فتثمر أجراً وقبولاً، وتنتج محبة وتأثيراً، وتحدث سعة في نطاق الخير، فأرسلوها وعلى الله بلوغها؛ فما أبهى هذه الكلمات، وما أجمل أصحابها، وما حظهم بنعيم معجل من الجنة، وقد ذكر الله دخول المؤمنين إلى الجنة ثم وصفهم بقوله: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}.