سلامة من يذكر الله كثيرًا ويعمل الصالحات في السر من النفاق
* هل يَسلم من النِّفاق مَن يَذكر الله كثيرًا، وله نصيب وافر من أعمال السِّر؟
- من صفة المنافقين أنهم لا يذكرون الله إلا قليلًا، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى، فالذي يَذكر الله كثيرًا؛ هذا في الغالب بريء من النِّفاق، إن لم يكن ذِكره مراءاة للناس، وإذا كان له نصيب وافر من عمل السِّر ممَّا يُقرِّبه إلى الله -جلَّ وعلا-؛ فالذي يغلب على الظنِّ أنه -إن شاء الله- بريء من النِّفاق.
* * *
كيفية التخلُّص من البلغم أثناء الصلاة
* إنسان أتاه بلغم في الصلاة، فهل يأخذ منديلًا، ثم يوجِّه رأسه إلى اليسار، ويَتفل، أم يكفي تلقاء وجهه؟
- لا، كأنه يَتفل بين قدميه؛ يُطأطئ رأسه، ويَتفل في المنديل.
* * *
العمل بوصية الميت إذا رئي في المنام
* هل يُعمل بوصية المُتوفى إذا رُئي في المنام يوصي؟
- الرؤى والمنامات لا يثبت بها أحكام، ولا تلزم الوصية من خلال الرؤيا، لكن إذا رأى الولد أباه وأوصاه بشيء لا يشق عليه ورأى أن هذا من بِرِّه ونفّذ مثل هذه الوصية -لكنه غير لازم- فلا مانع من أن يمتثل هذه الوصية، ولاسيما إذا كانت واضحة وظاهرة وليس فيها إلا عمل برٍّ أو ما أشبهه، وإلا فالأصل أن الرؤى لا يثبت بها أحكام، وما ثبت من أحكام بواسطة الرؤى إنما ثبوتها بإقرار النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأما مَن عداه فلا، فالأذان ثبت في حديث عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- حينما رأى في النوم رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر...إلى آخر الحديث [أبو داود: 499]، فثبوته بإقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- لا بمجرد الرؤيا، وهذا أمر مقرر عند أهل العلم، ومع الأسف أنه يوجد ممن ينتسب إلى العلم مَن يعتمد الرؤى والمنامات ويبني عليها أحكامًا، بل يُصحح بها أحاديثَ ويُضعِّف ويزعم أنها ثبتت بالرؤيا، وأنه رأى النبي - عليه الصلاة والسلام - وحدَّثه بها! كلُّ هذا لا يثبت به شرع، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لا يتمثل به الشيطان، وليس الخلل من جهته -عليه الصلاة والسلام- إنما الخلل من جهة الرائي، فالنائم لا يَضبط، فشرط الضبط متخلف في الرائي في المنام، ولذلك يَجِد الخللَ في كثير من الرؤى باعتبار أنه إذا استيقظ ما يضبط كثيرًا من رؤياه، فدل على أن ضبطه غير كافٍ لنقل ما يُملى عليه في النوم، فهذه الرؤى لا يَثبت بها شيء، ومَن صحَّح أو ضعَّف مِن خلالها أو أثبتَ حكمًا أو نفاه فهذا مُخطئ، وقوله ليس له أدنى حظٍّ من النظر، وهذا هو المقرر عند أهل العلم.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-