|
مسؤولون وإعلاميون في سوريا الشقيقة يصرحون لـ «الجزيرة »:
سياسة خادم الحرمين مثال يحتذى في الحكمة والتوازن والوعي والشعور الرفيع بالمسؤولية
|
دمشق: مكتب الجزيرة عبدالكريم العفنان:
المسؤولون والإعلاميون في الجمهورية العربية السورية الشقيقة رحبوا بالحديث في هذه المناسبة واظهروا إعجاباً كبيراً بالانجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية في العشرين عاما الماضية من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله واعتبروا ما حققته المملكة من تقدم ورخاء ونهضة شاملة في كافة المجالات قد عم خيرها على أوطان المسلمين أجمعين؛ لأن خادم الحرمين أيده الله لم يدخر جهدا أو مالاً إلا وبذله لما فيه مصلحة شعبه وأمته العربية والإسلامية فكل موقف من المواقف المشهودة في التاريخ العربي الإسلامي في العصر الحديث للملك فهد فيه سجل يشهد له.
وأشاد الجميع بمواقفه الكريمة والكبيرة مع سوريا الشقيقة في الحرب والسلم سياسياً واقتصادياً. وقد التقى مكتب الجزيرة كلاً من الأستاذ عدنان عمران وزير الإعلام والأستاذ عبدالقادر قدورة رئيس مجلس الشعب والدكتور خلف الجراد رئيس تحرير صحيفة تشرين والدكتور علي عبدالكريم مدير عام وكالة الأنباء السورية (سانا) لإلقاء الضوء من وجهة نظرهم على الانجازات التي حققها الملك فهد بن عبدالعزيز في العشرين عاما الماضية:
مستقبل أفضل
في البداية تحدث معالي وزير الإعلام الأستاذ عدنان عمران بقوله:
شهدت المملكة العربية السعودية الشقيقة تطوراً ملحوظاً ونهضة شاملة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله.
فقد حرص جلالته على التطوير والتنمية لمصلحة الوطن والمواطن.
وإذا استعرضنا شريط الانجازات الضخمة في المجالات كافة فإننا نلاحظ أنها انعكست بصورة إيجابية على النهضة التي شهدتها المملكة حتى أصبحت قوة سياسية واقتصادية مهمة في المنطقة لا يمكن تجاوزها.
وعلى الصعيد العربي والإسلامي كانت قيادة الملك فهد للمملكة العربية السعودية الشقيقة مميزة بتوازنها ومساندتها وكانت خير معين للدول العربية والإسلامية. وقد ميزت حكومة خادم الحرمين الشريفين نفسها بجهودها المتواصلة من أجل تنقية الأجواء العربية وبناء التضامن العربي والعمل الدؤوب الجاد لإرساء قواعد مستقبل عربي أفضل وهذا يلتقي تماماً مع الجهود الكبيرة التي بذلتها سوريا بقيادة رئيسها الراحل حافظ الأسد والتي تواصل بذلها بقيادة الرئيس بشار الأسد من أجل جمع الشمل العربي وإعادة الإخوة إلى بناء الأسرة الواحدة وبما يوفر الحماية للأمن القومي العربي ويخلق ظروفاً أفضل من أجل التنمية والتطور على امتداد الوطن العربي.
قوة كبرى
وتحدث معالي رئيس مجلس الشعب السوري الأستاذ عبدالقادر قدورة بقوله: تشهد المملكة العربية السعودية تطوراً مستمراً في كل نواحي الحياة وخلال العشرين عاماً المنصرمة تمكنت المملكة من ان تصبح قوة عظمى في المنطقة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية. وهذا يعود بدوره إلى السياسة التنموية التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في نهضة المملكة.
وعلى الصعيد العربي كانت المملكة العربية السعودية منذ عهد جلالة الملك المؤسس تؤمن بأن قوة العرب في تضامنهم وألا تكون خلافات بينهم. ومارست حكومة خادم الحرمين الشريفين النهج ذاته لأنها وجدت فيه نهج خير مادام انها اتخذت من الاسلام الشريعة الأساسية في المملكة العربية السعودية والاسلام نفسه يدعو إلى المحبة والمودة والمساعدة. ومادام ان الاسلام دستور في المملكة فأقل ما يقال انها تطبق اسمى الشرائع.
وقد ساعدت المملكة بالإضافة إلى الدول العربية كل الدول الإسلامية وأذكر المساجد والمراكز الثقافية التي أقامتها في العديد من الدول كذلك في تصديها للإعلام الصهيوني وتصديها لكل القوى التي تحاول ان تضطهد العرب والمسلمين.
وموقف حكومة خادم الحرمين الشريفين من القضية الفلسطينية موقف يحتذى به وهو الذي يقول دائماً «اللهم اجعلني أصلي في القدس».
وأود ان أضيف ان المملكة سعت في النواحي الاقتصادية والاجتماعية لتعزيز التضامن العربي وهذا ماجعلها عنصرا سياسياً واقتصادياً فاعلاً في القضايا العربية وداعماً لها ومقاتلاً من أجلها.
والمملكة مناضلة من أجل عزة الإسلام وهذا ما ظهر جلياً في دعمها للإسلام في البلقان وقد تمكنت المملكة من أن تخفف الكثير من آلام المسلمين في تلك المناطق.
وأذكر أيضاً الصروح العلمية الموجودة في لندن «أكاديمية الملك فهد» ومجموعة المساجد والمكتبات في العواصم الأوروبية التي هي مشاعل مضيئة للمملكة وللعرب والمسلمين في كل مكان؟
موضع اعتزازنا
وقال الأستاذ خلف الجراد رئيس تحرير صحيفة تشرين السورية:
بداية أتقدّم إلى شعب المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بأحر التهاني وأطيب التمنيات.. راجيا لهذا البلد العزيز كلّ التقدّم والازدهار في ظلّ قيادته الحكيمة، التي تحظى باحترام العرب والمسلمين والعالم قاطبة.
أمّا بالنسبة إلى النهضة التي شهدتها المملكة في العقدين المنصرمين، فهي أكبر من العدّ والإحصاء. حيث أصبحت مثالاً عظيماً في المجالات والميادين والمستويات كافة. وأودّ الإشارة هنا إلى الدور المحوري الذي لعبه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في قيادة مسيرة المملكة، وذلك من خلال ما اختزنه من تجربة عميقة وما تتميز به شخصيته من حكمة وعقل راجح وبعد نظر وذكاء كبير وحسم.. وعزم ومتابعة دقيقة لأمور البلاد وأحوال الناس والأمة. وفي هذا السياق نستذكر خبرته المميزة في إنشاء وتطوير وزارة المعارف؛ وكذلك دوره المعروف في أثناء توليه وزارة الداخلية. ثم اضطلاعه بولاية العهد ورئاسته لعدد من الهيئات والمجالس واللجان المتصلة بقضايا البترول والجامعات والشباب وشؤون الحج.
وبعد تولي جلالته مقاليد الحكم ملكا للمملكة العربية السعودية قاد البلاد وفق خطة تنموية نهضوية شاملة صارت موضع اعجاب واعتزاز العرب والمسلمين كافة. حيث جرى تنفيذ ست خطط للتنمية الاجتماعية الاقتصادية الشاملة أوصلت المملكة إلى مستوى عظيم، سواء على صعيد البنية التحتية أم على صعيد الخدمات والمرافق، أم في مجال التربية والتعليم والثقافة، ورفع المستوى المعيشي لعامة الناس.. وتوفير الرعاية الصحية المجانية والخدمية للمسنين والعاجزين وذوي الدخل المحدود، وغير ذلك من مجالات.
ومن متابعة ما بلغته المملكة من رفعة وتنمية وازدهار، نستطيع القول ان المملكة حققت توازناً ممتازاً بين الأصالة والمعاصرة.. بين المحافظة على القيم العربية الأصيلة والحضارة الإسلامية العظيمة من جهة، والاستفادة الواعية من معطيات العصر والتقدم العلمي التقني من جهة أخرى.
هذا التوازن في أبعاده التراثية والقيمية والاقتصادية والاجتماعية.. إلخ، أضحى سمة مميزة للمملكة، تشكل بالفعل مفخرة لنا جميعاً.. الأمر الذي تؤكده الوقائع والمستوى المتقدم، والمنجزات الكبيرة والرائدة في قطاعات الانتاج والخدمات والحركة الثقافية والنهضة التعليمية العالية. ويكفي ان نشير إلى جامعات المملكة التي تضاهي أرقى الجامعات والأكاديميات العالمية، من حيث المستوى العلمي والتنظيم والتجهيزات التقانية المتطورة.
ولايغيب عن الذهن ذلك التطور الاستثنائي الذي حصل مثلا في ميدان الزراعة، فانتقلت المملكة من بلد مستورد للأغذية إلى مصدر لعدد من المنتجات الزراعية، محققة الاكتفاء الذاتي في معظم المواد الزراعية نتيجة للدعم الكبير الذي تقدمه للعاملين في هذا القطاع، إضافة إلى استخدام أحدث التقانات في العالم.
والأمر نفسه شهدته قطاعات الصناعة والتعدين والنقل والمواصلات والاتصالات والرعاية الصحية والاجتماعية والصحافة وشؤون الشباب والرياضة وغيرها.
تحولات ضخمة
أما د. علي عبدالكريم مدير عام وكالة الانباء السورية (سانا) فيقول مقيّما للنهضة السعودية في ال20 عاما الماضية: شهدت المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الانجازات الضخمة والتحولات الكبرى في الجوانب الاقتصادية والزراعية والصناعية والثقافية بهدف إحداث نقلة نوعية وكمية تنقل المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة في العالم.
وكل هذه التحولات الضخمة في مختلف الأصعدة تحمل بصمات الملك فهد بن عبدالعزيز فهو باني نهضة ومجد المملكة في عصرها الحاضر وواضع أسس الدولة الحديثة حيث غدت المملكة في ظل قيادته الحكيمة ملتقى القصاد من العالمين العربي والإسلامي ومحور اهتمام كل الشعوب المحبة للسلام وكل اهتمام المستثمرين الذين يفدون إليها من مختلف أنحاء العالم.
رجل المواقف الثابتة
وتشعب الحديث من الانجازات إلى «المواقف المشهودة» لخادم الحرمين الشريفين وكان للجميع وقفة متأنية عن العلاقات السعودية السورية الوطيدة في كافة المجالات فتحدث وزير الاعلام عن موقف المملكة الداعم لسوريا في مواجهته للعدو الصهيوني، فقال:
نحن في سورية ندرك أهمية المواقف المبدئية الثابتة للمملكة العربية السعودية من أجل توفير القدرات والإمكانات اللازمة لمقاومة الاحتلال الصهيوني ولتحقيق السلام العادل والشامل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية والذي من شأنه ان يعيد جميع الأراضي العربية المحتلة إلى خط 4 حزيران 1967 ويمكن الشعب العربي الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية ويفتح الباب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بعودة أبناء الشعب العربي الفلسطيني من مخيمات اللجوء إلى قراهم ومدنهم ومزارعهم في فلسطين. وللمملكة باع طويل في دعمها ومساندتها لمواقفنا الثابتة والمبدئية في استعادة كل شبر من أرضنا وفقا للقرارات الدولية.
علاقات عميقة الجذور
وعن دور الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في إعادة ترتيب البيت العربي وتوطيد أواصر العلاقة السعودية السورية في عهده تحدث معالي رئيس مجلس الشعب السوري فقال:
العلاقة السورية السعودية مثال يحتذى بين العلاقات الأخرى وهذه العلاقة ضاربة جذورها في أعماق تاريخ وجود المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية وعلى مر التاريخ لم يصب هذه العلاقات فتور وبقناعتي الكاملة ان هذه العلاقة ستبقى علاقة شقيق بشقيق، وقد ميز هذه العلاقة حرص القيادتين السورية والسعودية على تعزيزها لتكون بوتقة لعلاقات عربية عربية تسهم في إعادة ترتيب البيت العربي وتعزيز التضامن بين الدول العربية الذي نحن بأمس الحاجة إليه في ظل ظروف إقليمية صعبة.
الشعور الرفيع بالمسؤولية
وعن سياسة الملك فهد بن عبدالعزيز عربيا وإسلامياً تحدث الدكتور خلف الجراد رئيس تحرير صحيفة تشرين السورية بما عرف عنه من أبحاث ودراسات في هذا المجال فقال:
إن جهود المملكة العربية السعودية في المجال العربي معروفة وتحظى باحترام العرب شعوباً وقيادات. فالمملكة الشقيقة تنطلق في سياساتها العربية من التضامن مع العرب في قضاياهم المصيرية، والعمل الدؤوب من أجل لم شملهم والحد من خلافاتهم والانقسامات بينهم. وهي تقود سياستها بمنتهى الحكمة والتوازن والعقلانية والشعور القومي؛ لأنها تؤمن بأهمية التلاحم والتراحم والدور الذي تلعبه مؤسسات العمل العربي المشترك، ولهذا نرى انها تسارع دائماً إلى تلبية أي جهد أو لقاء يضم الأشقاء العرب ويقوي صفوفهم ويرفع شأنهم في عالم لا مكان فيه للضعفاء، فهي لم تغب أبدا عن أي تجمع عربي هدفه صالح الأمة وتقوية جهودها ومقاومة أعدائها.
إن سياسة المملكة تعد في واقع الأمر مثالاً للحكمة والتوازن والوعي والشعور الرفيع المسؤولية، ولهذا فمن الطبيعي أنها تحظى بالاحترام والثقة لدى العرب والمسلمين، بل في الأوساط العالمية جمعاء.
دور مؤثر وفاعل
وتطرق الدكتور علي عبدالكريم مدير عام وكالة الأنباء السورية لدور خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في جعل المملكة العربية السعودية دولة ذات وزن سياسي واقتصادي عربيا ودوليا في عقدين من الزمان فقط فقال:
في العقدين الماضيين اللذين قاد فيهما خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز المملكة العربية السعودية وحكومتها الرشيدة استطاع بفضل نهجه الفريد ان يحول المملكة العربية السعودية من قوة اقتصادية جبارة تقف في طليعة الدول المصدرة للنفط كما ان في باطنها ثروات متنوعة أيضاً إلى قوة سياسية عربية وإقليمية ودولية مارست تأثيرا سياسيا واضحا لا يخفى على المشتغلين بالشؤون السياسية في معظم الأحداث الكبرى والمتغيرات التي شهدتها المنطقة العربية.
وقد لعبت السياسة العربية السعودية دورها المؤثر والفاعل في المنطقة جعلها تضطلع بدور بارز وحكيم تجاه القضايا العربية والإقليمية. وجعلها قادرة على صياغة الأحداث السياسية والتصدي لمحاولات بعض القوى الإقليمية أو الدولية فرض تصوراتها السياسية والاستراتيجية على المنطقة العربية على وجه العموم أو على منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية وجنوبها بصفة خاصة وهذا يُشهد لهذه الحكومة ولقائدها جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز وبالتالي تتطلع شعوب المنطقة وعلى المسرح الدولي أيضاً والدوائر السياسية الى دور المملكة العربية السعودية وخاصة في تعاونها وتنسيقها وتشاورها مع الأشقاء العرب وخاصة الرباط الذي جمعها مع سورية بقيادة القائد الراحل حافظ الأسد ومن ثم بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد ومع مصر العربية بقيادة الرئيس حسني مبارك.
هذا الثالوث شكل مرتكزاً لسياسة عربية ولقيادة متوازنة تتفق وتتشاور حول القضايا الجوهرية الهامة التي تهم العرب وتهم المنطقة وليكون لها انعكاسها على المسرح الدولي.
وفي هذا الاطار استطيع القول ان جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز والسياسة الحكيمة والمتوازنة التي انتهجتها المملكة العربية السعودية بقيادته خلال عقدين من الزمن ستترك آثارها وظلالها على كل الذين يريدون تأريخ هذه المرحلة والبحث عن مستقبل المنطقة في ظل قراءة هادئة ومتأنية لمجريات الأحداث السياسية وللصراعات في المنطقة في هذا الاطار نستطيع النظر باحترام كبير لهذه السياسية التي قادها جلالته.
وعن تميز العلاقة بين البلدين الشقيقين يرى وزير الاعلام السوري:
ان العلاقات العربية السوريةالسعودية علاقات مميزة فبكل مافي الكلمة من معنى حيث تقوم على الإيمان المشترك بمستقبل الأمة العربية وحقوقها ومصالحها وضرورة العمل المشترك لمواجهة التحديات من أجل سيادة العدل والحق واحترام الشرعية الدولية.. والعلاقات العربية السورية السعودية تتوخى دائما المصالح العربية وهي ليست علاقات محورية على الاطلاق بل تتوجه دائماً من أجل إعادة ترتيب البيت العربي على الأسس والقيم والمبادئ التي تؤمن بها الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ويقينا ان هذه العلاقات المميزة ستكون دائما الركيزة الأساسية لاستعادة العرب لوحدتهم وحقوقهم ودائما وأبداً تعمل للمزيد من التطور في هذه العلاقات.
معالي الوزير هل من كلمة أخيرة بهذه المناسبة:
نحن سعداء بأعياد المملكة العربية السعودية والتي نعتبرها أعياداً لنا بهذه المناسبة ونتمنى للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا دوام التقدم والازدهار في ظل القيادة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله.
المحور الثلاثي
ويتطرق رئيس مجلس الشعب السوري إلى الأهمية التاريخية لمحور دمشق الرياض القاهرة الذي لعب دوراً في المواقف الحاسمة في التاريخ العربي الحديث فيقول:
أرى أنه كلما التقت هذه العواصم الثلاث كان هذا اللقاء مركزاً لتجمع العرب حولهم ومن القاهرة والرياض ودمشق كانت تنطلق بشائر الخير لكن هذا لايعني انه لا يوجد في الدول العربية الأخرى لكن الذين يتقدمون ويصبحون رواداً لهذه السياسة هم القاهرة الرياض دمشق.
واذكر في العام 1956 حرب بورسعيد عندما وقفت الرياض ودمشق إلى جانب القاهرة قلبا واحدا ويدا واحدة ردت العدو من القاهرة.
واذكر ايضا اسقاط حلف بغداد كان بتضامن هذه العواصم الثلاث وأنا أدعو الدول العربية إلى الانضمام إلى هذا اللقاء لما له من أهمية في التضامن العربي ولما فيه من خير وفائدة للجميع.
الازدهار الحقيقي
ويرى الدكتور خلف الجراد رئيس تحرير صحيفة تشرين أبعاداً أخرى بعمق العلاقة السعودية السورية فيصفها فيما يلي:
العلاقات السورية السعودية ضاربة في التاريخ، تعود إلى آلاف السنين.. حيث انطلقت موجات الهجرة العربية من موطننا وأرض العرب جميعاً بقبائلهم ولهجاتهم ومرابعهم المختلفة. ونحن في سوريا نعتز بانتمائنا إلى العروبة دون تعصب أو نظرة فوقية، بل ان تاريخنا كله يؤكد على العلاقة العضوية بين بلداننا القائمة حاليا، فكانت الحركة السكانية الطبيعية بين الجزيرة العربية ومنطقة بلاد الشام دينامية، تقوم على الترابط والتلاحم في وجه الغزو الأجنبي وهكذا سارت الأمور في العصر الحديث، حيث ترتبط سوريا والمملكة بعلاقات الاخوة الوشيجة والاحترام المتبادل منذ عشرات السنين أما الازدهار الحقيقي للعلاقات بين البلدين الشقيقين فقد برز عمليا في سبعينيات القرن العشرين وذلك بمبادرة من باني سوريا الحديثة القائد حافظ الأسد وأشقائه قادة المملكة ولاسيما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.
إن سياسة البلدين الشقيقين تشكل أبرز مرتكزات القوة العربية، فهي تقوم على التضامن والتنسيق وتغليب المصالح العربية الكبرى على القضايا الهامشية الجزئية، وكلاهما يسعى إلى تقوية العمل العربي والمشترك والدفاع عن مصالح الأمة في وجه الصهيونية وعدوانها مع دعم الانتفاضة الباسلة لشعبنا الفلسطيني المناضل حتى يحصل على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، واستعادة الأراضي العربية المحتلة تنفيذا للقرارات الدولية الواضحة في هذا الشأن.
لقد وقفت المملكة دائما إلى جانب سوريا في مقاومتها للعدوان الصهيوني، ولها مواقف مشرفة مشهودة في حرب تشرين التحريرية (في عام 1973) وفي مجمل التحركات العربية والإقليمية والدولية، وهو أمر يلقى عظيم التقدير لدى المواطنين السوريين.
واليوم فان سوريا العربية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والمملكة بقيادة أخيه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.. تعملان بأقصى جهد ممكنة من اجل لم شمل الأمة وتقوية مكانتها ومواقفها في المحافل الدولية، انطلاقا من علاقاتهما التاريخية المميزة والحكمة والتوازن، اللذين يشكلان العناصر الأساسية في سياسة الدولتين، ولهذا فإنه ما اجتمع قادة البلدين الا من أجل قضايا العرب المصيرية، ومن أجل البحث عن أفضل السبل للنهوض بواقعنا العربي.. وكيفية تجاوز مواقع الضعف في الوضع العربي الراهن، وصولا إلى الحد المناسب من التضامن والتنسيق والعمل العربي المشترك.
_حكمة المواقف
ويضيف الدكتور علي عبدالكريم قائلاً:
تعود العلاقات السورية السعودية إلى أعماق التاريخ في اللحظة التي اكتشف فيها الإنسان العربي التطور الحضاري فهاجر من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام حيث أقام المدن والحضارات المتعاقبة ويشكل الحاضر وما يختزنه من وقائع للمستقبل امتداداً لهذا الماضي العريق وتبقى العلاقات الأخوية بين دمشق والرياض حجر الزاوية والأساس الذي يبنى عليه للاعداد لمستقبل الأمة العربية الذي يحفظ كرامة الإنسان العربي ويحمي وجوده ويفعل دور العرب في عالم اليوم ليكون الإنسان العربي المعاصر على صورة اسلافه صانعاً للحضارة الإنسانية ومتفاعلاً معها ومشاركا في حل مشكلاتها والعلاقات السورية السعودية قوية ومتميزة إلى حد كبير يقوم على التشاور والتنسيق والاحترام المتبادل لتشكل في الحقيقة حواراً صلباً في وجه كل مايحاك في العلن والخفاء للأمة العربية من مؤامرات تستهدف وجودها وتاريخها ورسالتها الخالدة. فدمشق والرياض تتطلعان من الإيمان بالمصير الواحد لكل أبناء الأمة العربية وتعملان ليل نهار لحماية هذا المصير ولصنع مستقبل مشرق ينهض بالأمة العربية ويضعها في المكان الذي يليق بها بين أمم الأرض.
والحقيقة التي يجب ان يشار إليها هنا أن قيادة الملك فهد بن عبدالعزيز قد أولت العلاقات الأخوية مع سورية الاهتمام الكبير والرعاية الخاصة فارتقت العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى أعلى مستوياتها من حيث التنسيق والتضامن الحقيقي ودعم العمل المشترك والوقوف جنباً إلى جنب في مختلف الظروف والأحوال وخصوصاً في مسألة الصراع العربي والصهيوني ومجابهة العدوان الصهيوني ضد سوريا والشعب الفلسطيني وعدد من البلدان العربية.
ولا يزال الموقف السعودي خلال حرب تشرين التحريرية 1973 ماثلا أمام كل مواطن عربي وهو كغيره من المواقف السعودية موضع تقدير وإكبار.
إن حكمة المواقف السعودية كانت على الدوام واضحة وصريحة وشكلت دعماً لسوريا الدول الرئيسية في دول المواجهة الصامدة في وجه اسرائيل وسياستها وكان تصريح جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز على لسان ولي العهد قاطعا في الوضوح والحزم عندما قال رداً على التهديدات الاسرائيلية ضد سوريا ولبنان:
انه لا يوجد أحد يتصور ان السعودية وكل الوطن العربي سيقف مكتوف اليدين بل على العكس سنتعاون بهدف تعزيز الموقف العربي وتوحيده تجاه كل التحديات التي تواجه الأمة العربية.
|
|
|