بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة رئيس لجنة ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف..
يطيب لي بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أن أعرب لسعادتكم عن وافر التقدير للدور البناء الذي تضطلع به لجنة ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف برئاستكم ولما تقدمونه وزملاءكم في اللجنة من مجهودات مخلصة لمناصرة الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني كما أود بهذه المناسبة التأكيد على موقف الحكومة السعودية الثابت من مساندة ودعم الشعب الفلسطيني من أجل استعادته لحقوقه المشروعة بما في ذلك عودته لدياره وحقه في تقرير مصيره واقامة دولته على ترابه الوطني.
السيد رئيس اللجنة:
يحتفل العالم هذا العام مرة أخرى باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل ظروف أقل ما توصف به أنها غير إنسانية حيث تمارس ضد الشعب الفلسطيني أبشع أنواع الاضطهاد والقهر من قبل الكيان الصهيوني وبمساندة من قوى عظمى في العالم يفترض فيها أن تكون محققة لتطلعات شعوب الدول التي تكون أقل منها نمواً وذلك بنشر العدل والمساواة بين الأمم حتى تكون هذه القوى متمشية مع ما ترفعه من شعارات تزعم بأنها أساس نهجها في علاقاتها الدولية.
وللأسف لم تتمكن المنظمة الدولية حتى الآن من تطبيق ما اتخذ من قرارات عادلة بإجماع المجتمع الدولي لرفع الظلم والقهر عن الشعب الفلسطيني وذلك لإعطائه ابسط الحقوق التي يتمتع بها جميع شعوب الارض وهي الحياة في دولة مستقلة على أرضه الذي دأب الكيان الصهيوني منذ قيامه على طمس معالمها وخلق واقع جديد عليها وذلك بمصادرتها وزرع المستوطنات بها لاسكان اليهود الذين تستقدمهم اسرائيل من انحاء مختلفة ليحلوا محل أصحاب الأراضي الاصليين.
ان المجتمع الدولي مطالب في هذا الوقت بوضح حد للممارسات العدوانية الغاشمة التي تنتهجها إسرائيل والمتمثلة في حرب الإبادة الشاملة التي تقوم بها القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية حيث أخذت تقتل الشيوخ والنساء والأطفال الأبرياء من أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني، كما قامت بتدمير الأحياء السكنية والمنشآت المدنية وأقامت المعتقلات الجماعية التي تعد من أبشع ما شاهدته البشرية في عصورها المختلفة متجاوزة بذلك حدود الغطرسة والغرور ومتحدية جميع النداءات لوقف هذه المأساة الانسانية.
وإن هذا الاصرار من جانب الكيان الصهيوني على تصعيد ممارساته العدوانية التي يرمي من ورائها إلى تحقيق أهدافه التوسعية وتكريس استعماره الاستيطاني للأراضي العربية والمقدسات الإسلامية سوف تؤدي حتماً لتهديد السلام والأمن الدوليين ودفعهما في طرق محفوف بالمخاطر.
لذلك فإن المجتمع الدولي مدعو لتعزيز تضامنه مع الشعب الفلسطيني والمبادرة لإحباط مؤامرات إسرائيل العدوانية وتحديها الدائم للإرادة الدولية وكل القيم الإنسانية وهنا أود أن أوضح أن المملكة العربية السعودية على اقتناع تام بأن السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط والذي تسعى إليه جميع الدول العربية وتؤيده جميع الدول المحبة للسلام في العالم لا يمكن تحقيقه ما لم يؤخذ فيه بعين الاعتبار الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي العربية كافة التي احتلتها بالقوة وفي مقدمتها القدس العربية وما لم يتمتع الشعب الفلسطيني فيها بحقه في تقرير مصيره والاستقلال والسيادة.
وقد أكدت الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني على الرغبة في إيجاد حل عادل ومشرف للقضية الفلسطينية حيث طرحت موقفاً عربياً صريحاً من خلال مشروع السلام العربي الذي تحقق في اجتماع القمة العربية الثانية على قرارات منظمة الأمم المتحدة وعلى الشرعية الدولية وقد كان أمل الأمة العربية أن يفتح هذا المشروع آفاقاً جديدة للتحرك بأكثر فعالية من قبل المجتمع الدولي في اطار الشرعية الدولية من أجل حل شامل وعادل يكفل استعادة القدس الشريف والأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
كما يطيب لي أن أغتنم هذه المناسبة للتعبير عن تقدير المملكة وامتنانها لما يلقاه الشعب الفلسطيني ممثلاً في قيادته الشرعية منظمة التحرير الفلسطينية من تأييد متزايد في إطار الأمم المتحدة من الدول الصديقة كافة واني لآمل أن يكون هذا اليوم يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني فرصة مناسبة لكي تظهر فيه الدول والشعوب المحبة للسلام تضامنها من أجل ممارسة جميع الشعوب الخاضعة للسيطرة الأجنبية لحقوقها في تقرير المصير والحرية والاستقلال تمشياً مع ميثاق هيئة الأمم المتحدة.