* حوار مريم شرف الدين:
عاش خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله حياته كلها إلى يومنا هذا من أجل وطنه ومواطنيه، أبا للصغير وابناً لمن هو أكبر منه، وأخا لمن هو في مثل سنه. التواضع سمته، وحسن الخلق مروءته، والانشغال بقضايا شعبه واحتياجات مواطنيه هاجسه الأساسي الذي لا يفارقه.
أكثر من نصف قرن مسؤولا في الدولة، وزيرا للمعارف يزور المدارس ويلتقي بأبنائه الطلاب في كل مناطق المملكة، ويجتمع بالمعلمين والمسؤولين عن التعليم، ويتابع تطور المناهج ومناسبتها لعقول أبنائه الطلاب ثم وزيرا للداخلية مسكونا بتحقيق الأمن والاستقرار لوطن كبير مترامي الأطراف ثم نائباً ثانيا لرئيس مجلس الوزراء يسهر الليالي على تحقيق حلم شعبه في الرخاء والرفاه من خلال خطط التنمية وولياً للعهد ثم ملكا يحمل المهام الجسام لا نحو شعبه وحده بل نحو أمته العربية والإسلامية كلها بلا استثناء.
لقد أعطى وقته كله لهذا الشعب وهذه الأمة، ولم يعش لنفسه ولأسرته. ومع ذلك فقد كان أباً عظيماً مربياً كبيراً ومثلاً أعلى لأبنائه في كل ما يقول ويفعل.
هذا ما تبوح به صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبد العزيز، وحسبها أنها ابنة الفهد وخريجة جامعته التربوية والتعليمية.
ترسم لنا سمو الأميرة لطيفة بنت فهد بكل تواضع ووفاء صورة عن قرب للأب الملك، صاحب الأبوة الفياضة على أبناء شعبه وأسرته.
«بابا فهد» كلمة عذبة حلوة يطلقها اليوم كل طفل في طول البلاد وعرضها و«خادم الحرمين الشريفين» عبارة لها مكانة في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لأنها تعني فهد بن عبد العزيز الأب والملك والقائد والزعيم والمربي الذي نحتفل بإنجازاته هذه الأيام، فإلى ما تقوله ابنته عنه لأبناء شعبه.
توجيهاته كانت مدرستنا الأولى، زرع في نفوسنا حب الوطن والعلم والتمسك بالعقيدة الإسلامية، ومخافة اللّه في السر والعلن
تعلمت منه
* صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبد العزيز .. وأنت إحدى بنات الفهد حفظه الله التي تخرجت من جامعته التي لا ينضب معينها «جامعة الفهد» ، ماذا تعلمت سموكم من هذه الجامعة؟.
تعلمت الكثير من جامعته حفظه الله ويصعب علي الحصر فحركات وسكنات الفهد تحتاج لكتب تؤلف وقواميس تعد، لكنني أود أن أورد ثوابت تعلمتها من جامعته الفذة ومن أهمها التمسك بعقيدتنا السمحة، ومراقبة اللّه في السر والعلن في شتى مناحي الحياة، وأن نجعل الحق علينا قبل أن يكون لنا، والمحافظة على قيمنا الإسلامية وعاداتنا الأصيلة العربية النقية التي تنبع أساساً من الشريعة الإسلامية.
هدف سام
* ما الأسس التربوية التي انتهجها الوالد القائد حفظه الله لتنشئتكم التنشئة المثالية التي تطمح كل أسرة أن ترى أبناءها عليها اليوم، وما المكاسب التي اكتسبتها سموكم؟.
ذكرت لك سابقا أن المكتسبات والقيم الأصيلة التي تعلمتها يصعب حصرها، ولكن كما قلت هي جامعة تتعدد أقسامها وأفرعها وتتلخص في هدف سام هو التنشئة الإسلامية بكل موروثاتها وقيمها سعيا منه حفظه الله لتجسيدها في أبنائه وبناته كعادته في تعامله مع أسرته الكبيرة «الأسرة السعودية».
* وما التأثيرات التي انعكست من أسس مولاي حفظه الله التربوية على حياة سموكم الخاصة والعامة؟.
تأثير مولاي ووالدي حفظه الله تواصل معي منذ نعومة أظافري إلى أن كبرت وترعرعت في كنفه حفظه الله وتزوجت ونصائحه تخالجني وأرى ثمراتها في كل كلمة ألقيها وتصرف أقدم عليه لأرى النتائج تنعكس ليس علي فحسب بل على من حولي انعكاس الضوء على المرآة، ومباهجها كشعور من وجد الماء يغمره بواحة خضراء في وسط صحراء قاحلة، لا لشيء، فقط لأن منهجه حفظه الله في التربية والنصح هو منهج القرآن الكريم وأقوال وأفعال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
* صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة إلى أي مدى تأثرت بشخصية والدها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ؟.
هناك علاقة بين الأب وأولاده متعارف عليها لدى الجميع ألا وهي علاقة الأبوة، ولكن علاقتي بخادم الحرمين تتخطى ذلك بكثير فهي علاقة مواطن بملك وابنة بأبيها وصديق يبهج الفؤاد، فالحواجز بين والدي حفظه الله وبيني منزوعة يسودها الحب والتقدير في كل الأمور، ولذا أفعل ما يريد قبل أن يتكلم وأتهيأ لما بداخله قبل أن يهم بالإشارة الى لتنفيذه، ويخيل إلي أن نفس ما يحدث معي يحدث معه حفظه الله لفراسته ورؤيته الثاقبة التي لا تخطئ الهدف، أما ما يتعلق بالشطر الثاني من السؤال فاختصرلك ما لا تستطيع الأوراق تدوينه بأن خادم الحرمين يعطي كل ما بوسعه لخدمة أمته ويهبها فكره وجهده وحياته لها.
* هل تختلف نظرة سموكم بين فهد بن عبد العزيز الوالد وبين فهد بن عبد العزيز القائد؟ وكيف كان تعامله حفظه الله مع سموكم أمام مشاغله العديدة؟.
الأب العظيم
عندما تتحدثين عن فهد بن عبد العزيز فأنت تتحدثين عن الأب والقائد ولا فرق لديه بين أحد وينظر للجميع بمنظار واحد منظار الأبوة والحنان وعندما تتحدثين عن «لطيفة» فأنت تتحدثين عن مئات اللطائف السعوديات اللاتي لا يفرق بينهن، ويؤكد ذلك أن الوالد حفظه الله في إجازاته تجلس ملفات العمل وقضايا المواطنين جنبا إلى جنب مع أسرته، فأسرته الحقيقية أمة عظيمة تلقى اهتمامه ورعايته ونحن ضمن تلك الأسرة السعودية الكبيرة فمنذ أبصرت عيناي الحياة ومشاغله لا تنقطع واهتمامه بشعبه لا ينضب.
* عندما تتعمقين سموكم في فكر والدكم الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله هل لنا أن نعرف بماذا يتسم هذا الفكر؟.
وهل يختلف فكره التنموي عن فلسفته السياسية عن تعامله حفظه الله مع أبنائه؟
قبل أن أتطرق لأي شيء، أود أن أبين أولاً أن إيمان والدي باللّه سبحانه وتعالى منحه القدرة على انتهاج منهج بين ومسلك لا يحيد عن ديننا الحنيف وتعاليمه الغراء، ثانيا نظرته للأمور في كل مسالكها واتجاهاتها تنبع من إيمان عميق بأن الله مع من اتبع أوامره التي ارتضاها لعباده. ومن هذا المنظور حدد والدي منهجه معنا وفي كل أموره قاطبة الخاصة منها والعامة وفق هذا المنظور والمنهج.
* من العبارات التي يرددها والدكم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله «إننا نرحب بالنقد الجاد البناء الذي يعينني على تحقيق آمالنا وطموحاتنا» صاحبة السمو: هذه الشفافية في التعامل هل هي السبب في وصول المملكة العربية السعودية لما هي عليه اليوم من تطور ونماء؟.
بلا شك هذا التعامل الذي يهدف إلى معرفة وتعزيز كل ما يفيد في تطوير المملكة، والتواصل المستمر في ذلك بين الشعب والقيادة أحد أبرز الأسباب الجوهرية فيما نحن عليه في وطننا الغالي، واللّه يحفظ الملك ويحفظ الوطن ومزيدا من النماء في ظل شفافيته حفظه اللّه وحرصه على مصالح شعبه وأمته.
* بما أن والدكم أول وزير للمعارف، كيف ترى صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة السياسة التعليمية والقواعد التي ارتكزت عليها؟.
الجميع يعلم أنه لم يكن من السهولة أن نرى منابر العلم منارات الضياء تشع من شتى أنحاء المملكة في وقت قياسي وفي متناول من شاء أن ينهل منها بيسر وسهولة، وبالأمس القريب كانت لا توجد سوى مدارس قليلة يشد لها الرحال ويشق على من يهوى العلم التعلم، لم يتحقق ما نراه اليوم إلا عن طريق فكر استراتيجي لم ينظر للأمور لوقت محدد بل أطلق فكره نحو مئات السنين المقبلة لضمان العلم والتعلم لأجيال الأمة التي ستتعاقب على الخير إن شاء الله وفق ما خطط لها الوالد القائد الملك فهد بن عبد العزيز.
عاشق الوطن
* وضع خادم الحرمين أسس المسيرة التعليمية منذ 50 عاما تقريبا .. ما الخصائص التي تميزت بها هذه المسيرة؟.
السياسة التعليمية في بلادنا بنيت على أسس ثابتة ومتغيرة، الثابتة هي أسس الدين الإسلامي والثقافة العربية والتكاتف والتلاحم بين أبناء وطننا وقيم السلام والعدل والإخاء ومتابعة البناء والتطور. والأسس المتغيرة هي تلك التي تطرأ من مستجدات العصر في الجوانب التقنية والمعرفية، ونظرا لقوة هذه الأسس ومرونتها وقابليتها للتطور والنمو تحققت وللّه الحمد لبلادنا مسيرة تعليمية تكاد تكون متفردة عن تجارب شعوب أخرى سبقتنا إلى التعليم.
* وهذه السياسة هل ساهمت في تعزيز قيمة المرأة أو الفتاة السعودية .. ووجودها كعنصر مشارك في التنمية؟.
نعم ساهمت أسس التعليم ومسيرته في تعزيز مكانة المرأة وشراكتها في البناء والنمو كما هو محدد لها في شريعتنا الإسلامية السمحة فوصلت المرأة السعودية في عصرنا الحاضر إلى ما هي عليه فهي في قمة الهرم الإداري في مؤسسات الدولة وهي كذلك في مؤسسات التعليم العالي والجامعات ودور العمل الاجتماعي والخيري وفي الطب وفي الهندسة والتكنولوجيا وفي شتى المجالات مع حفاظها على خصوصيتها كمسلمة.
* كيف تثمنون سمو الأميرة اهتمام الدولة وجهودها لاستثمار هذا الوطن؟.
من الطبيعي أن تحرص كل دولة على استثمار وطنها سواء كان استثمارا طبيعيا أو استثمارا اقتصادياً لصالح مواطنيها لاسعادهم وتأمين حياة كريمة لهم ومستقبل آمن أيضا هذا هو واجب أي دولة، ودولتنا الرشيدة وللّه الحمد لها تجربة رائدة في استثمار كل مدخرات بلادنا المادية والمعنوية لإسعاد المواطن السعودي ورفعته ورفع راية الإسلام وهو أيضا من أنبل أهداف دولتنا بمواطنيها ولله الحمد.
* سمو الأميرة، الغرب من الناحية الفلسفية ينظر لحقوق الإنسان على أنها مجرد حقوق.. بينما ينظر الإسلام إلى هذه الحقوق كضرورة واعتبارها له من الفرائض الشرعية للمحافظة على آدمية الإنسان ومكانته وحريته في مجتمعنا المسلم.. كيف ترين سموك اهتمام المملكة بهذه الحقوق؟
بغض النظر عن نظرة الآخرين لحقوق الإنسان ومنطلقاتهم وأهدافهم، فنحن كمسلمين ننطلق في هذا الجانب من أن ديننا الإسلامي هو منهج حياتنا وقد حدد لنا مالنا من حقوق وما علينا من واجبات ولأن الخالق عز وجل أعلم بمخلوقه من مخلوق آخر فقد ارتضينا أن يكون القرآن الكريم وسنة نبيه هي مرد ما نحتكم إليه في كافة شؤون حياتنا وكفى بالله وكيلاً، وهذا هو منهج بلادنا في التعامل مع هذا الأمر ولله الحمد.
* وماذا تقولين سموك عمن يقومون بامتهان هذه الحقوق أو تلك المعتقدات التي يروج لها أعداء الإسلام للتغرير بالمرأة والتي بدأ ينساق إليها البعض فعلاً اليوم في عالمنا العربي والخليجي؟
وهب الله الإنسان عقلاً يميز به الخير من الشر ومن التبس عليه أمر فليسأل أهل الذكر والعلم ومن انساق وراء دعاوى الآخرين سواء عجماً كانوا أم عرباً فكل إثمه على نفسه بعد أن اتضح الحق للجميع وبات الإنسان يعرف الصالح من الطالح لكنه لن يصح إلا الصحيح ولن يجدوا لسنة الله تبديلا وان تمادوا وطال الزمن فالأمر كله لله ولدينه الإسلامي الحنيف.
المرأة السعودية
* ا سمو الأميرة ربما يرى البعض أن حقوق المرأة تكمن في حريتها ومساواتها مع الرجل ولكن كيف ترين سموك الحدود التي ينبغي للمرأة السعودية أو المسلمة أن تقف على مشارفها وعدم تجاوزها لها؟
ب. وهل انسياق أو انجراف المرأة وانقيادها خلف هذه المغريات من الممكن له أن يوثر على مسؤولياتها الأساسية كمربية وتنشئتها للأجيال الحالية والقادمة؟
ج. وكيف باستطاعتنا المحافظة على الأسس والمناهج التربوية التي تربينا عليها سمو الأميرة والأجيال التي سبقتنا؟
أ. لأن بلادنا ولله الحمد تحكم بشرع الله عز وجل الذي تضمن رؤية شاملة كاملة للمرأة المسلمة فإن الأمر لدينا في بلادنا واضح لا لبس فيه والمرأة السعودية تعرف تماما حدودها التي حددها لها دينها الإسلامي وهي اليوم ولله الحمد حامية لهذه الحدود وداعية لها.
ب. إذا كان الحديث عن المرأة المسلمة غير السعودية فنعم قد يكون هناك تجاوزات وبالتأكيد أن لهذه الانحرافات أثرها على جيل المستقبل فالأم مدرسة، أما إذا كان الحديث عن المرأة السعودية تحديدا فلله الحمد فإن كل الشواهد تؤكد انها في طليعة النساء الملتزمات بما يمليه عليهن ديننا الحنيف وعقيدتنا الإسلامية الصافية.
ج. نستطيع أن نحافظ على أسسنا ومناهجنا التربوية السابقة فهم كانوا على الإسلام ونحن عليه أيضا وبالتالي لا خوف علينا إن شاء الله تعالى.
مرونة ووعي القيادة والتحديث
* النظام الأساسي للحكم نظام الشورى ونظام المناطق التي استند عليها الملك في تحديث المملكة العربية السعودية واهتمام والدكم الملك فهد حفظه الله في الاستناد عليها كانت هي نفس الأسس التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى منذ قرنين ونصف القرن.. كيف ترين سموك الأهمية التي شكلتها هذه الأنظمة في الهيكل العام لهذه الدولة ووجودها كاستراتيجية للحكم؟ وأهمية وجود هذه الأنظمة في بناء أي دولة؟
الأنظمة التي أشرتِ إليها تعكس مرونة ووعي قيادتنا الحكيمة بما وصلت إليه بلادنا من تنمية ومنجزات حضارية وإنسانية وتعليمية وفكرية، جاءت هذه الأنظمة لتحديث مسيرة التنمية خطوة هادفة لاستمرار البناء وفق أحدث النظم، وكما هو معلوم أن بلادنا منذ نشأتها الأولى كانت على أسس راسخة ثابتة ومواقف مبدئية لا تهتز ولا تتغير بتغير الظروف. وأهم هذه الأسس أن هذه البلاد اختارت أن تكون لخدمة الإسلام وإعلاء رايته بهوية عربية أصيلة وهو هدف لا يخذل ولا يذل أبدا ولله الحمد.
* جميعنا نعلم أن المملكة العربية السعودية تمثل القلب النابض سواء للدول الإسلامية والعربية والخليجية. كيف تثمنون سمو الأميرة.. عظم هذه المسؤولية من خلال الأدوار التي قام بها والدكم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي العهد.. وسمو النائب الثاني حفظهما الله في مساندتهم ودعمهم لهذه الدول في قضاياها المصيرية.. وخدمة الإسلام والمسلمين؟ وكيف ترين سموك من خلال هذا الدور أيضا موقف المملكة في القضية الفلسطينية ومساعيها الجليلة والنبيلة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط؟
قضية فلسطين
شرف الله عز وجل بلادنا بأن جعلها مهبطا للوحي وختمت عليها آخر رسالات السماء مما جعلها مكان القلب النابض للإسلام والمسلمين ثم قيض الله عز وجل لهذه البلاد رجالا جندوا أنفسهم لخدمة قضايا دينهم وأمتهم العربية والإسلامية ولم يتوانوا بلا منة ولا أذى في مناصرة ودعم قضايا الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وقضايا أمتهم وقضايا الحق والعدل والسلام بكل ما أوتوا من جهد وعطاء وهو شرف عظيم ودور يليق بهم وهم أهل له ولله الحمد والفضل.
والقضية الفلسطينية ببعديها الإسلامي والعربي كانت من أهم القضايا الإسلامية العربية التي للمملكة فيها سجل حافل بالعطاء والبذل لحلها مرة بالرجال ومرة بالعتاد ومرة بالأموال ومرة بالمساعي الديبلوماسية منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى يومنا هذا.. وخلال السنين الماضية شهد العالم الإسلامي والعربي والعالم أجمع مواقف تاريخية من حكومة وشعب المملكة العربية السعودية لنصرة شعب فلسطين وقضيته وكانت مواقف فعل حقيقي شهد بها العالم أجمع.
* ونحن نتحدث عن القضية الفلسطينية.. لو سألنا سمو الأميرة لطيفة.. عن تعاطفها مع هذه القضية.. ماذا تقول؟
موقفي ورأيي ليس مختلفا عن موقف بلادي وحكومة وشعب المملكة فأنا كمسلمة عربية أتألم لما يتعرض له هذا الشعب العربي من ظلم وجور طويل ومن تشرد ولكني أرى في هذه القضية دليلا على كذب ما يطرحه أدعياء السلام وحقوق الإنسان في الغرب فأين مبادئهم وشعاراتهم مما يحدث على أرض فلسطين أين حقوق الفلسطيني وأين حقوق الطفل وأين عدلهم وسلامهم عما يحدث من مجازر.
* المرأة السعودية تتفاعل دائما مع الأحداث وتحاول المشاركة برأيها وأن تقول كلمتها سواء بما يخدم وطنها.. أو بما يخرس الألسن والرد على كل من يحاول تشويه صورة هذا الوطن أو الطعن فيه. الأميرة لطيفة بنت فهد.. وهي ابنة هذا الوطن ما تعليقها على تلك الاتهامات التي تحاول دول العالم إلصاقها بالإسلام والمسلمين..عند حدوث أي عمل إرهابي؟
لن يطفئوا نور الله في الأرض ولو كثروا بأعدادهم وأسلحتهم وإعلامهم فالله يمهل ولا يهمل والإسلام قوي برسالته وبرجاله وكل ما يحدث هو مجرد محاولات كناطح الصخر يوما ليوهنها، إيماننا بالله لن يتزعزع ورايتنا خفاقة ولو كره الكافرون، فقط مزيد من الإيمان والعمل المخلص والنصر من الله لدينه وحماته.. أما حملاتهم المغرضة ومحاولاتهم تشويه صورة الإسلام بعبارات مثل الإرهاب وغيرها فهم يعرفون أن الإسلام والمسلمين لا يقرون قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأنه دين للسلام والعدل وأن سلوكيات بعض المسلمين ليست بالضرورة هي الإسلام، وكان من المنطق أن يعلموا أنه لا تزر وازرة وزر أخرى في الإسلام ولا يؤخذ الناس بجريرة مخطئ واحد، لكنهم يتمادون لأغراض لا ولم تخف عن العقلاء في كل دين.
* كيف ترين سموك الأسلوب العقلاني الذي تتعامل به المملكة العربية السعودية كقيادة ومسؤولين في مواجهة مثل هذه الافتراءات.. على الرغم من مواجهتها هي أيضا لمثل هذه العمليات؟
واجهنا الإرهاب
لأن بلادنا ولله الحمد تحكم بالإسلام ومنه تنطلق رؤيتها لكل جوانب الحياة فنحن ندرك حكومة وشعبا في هذه البلاد المسلمة أن سلوك مسلم واحد لا يعني سلوك الإسلام ولا مبدأه، ولأن المسلم واثق من نفسه ومن أفعاله ومن مبادئه وواثق من أن الحق هو المنتصر دائما ولو طال الزمن فقد تعاملت بلادنا مع هذه الأهداف بميزان العدل فللمسيء أساءت وللمحسن أحسنت وعندما واجهت بلادنا عمليات إرهابية تعاملت مع هذه الأمور بروية وهدوء وفرقت بين سلوك خاطئ لمسلم وبين الإسلام كدين ومنهج حياة وكثقافة ولم تخلط هذا بذاك فحددت الخطأ والمخطئ وعالجت ذلك بحكمة ولله الحمد والفضل.
* سمو الأميرة.. في الذكرى العشرين.. ما الكلمة التي تقولينها سموك لوالدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين؟
مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمد الله في عمره دولة في رجل، فالعشرون عاما الماضية كانت ملحمة من العطاء والبذل فاق تصور رجال الحكم والسياسة وهي من أخطر مراحل التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية في العالم أجمع وخلالها سقطت دول وانهارت ثقافات، بينما استطاع حفظه الله السير بمركب بلادنا ونهضتها المتواصلة عبر هذه الأمواج إلى بر الأمان وسيظل كذلك بمشيئة الله تعالى.
لا يمكن حصر إنجازاته أعزه الله بنصره لبلاده وأمته العربية والإسلامية وللعالم أجمع.. أرقام كبيرة في سجل التنمية ومواقف تاريخية صامده في وجه الظلم والعدوان ومنعطفات تاريخية للعرب والمسلمين غيرت مجرى الأحداث تجاه الحق والعدل.. وسجل وطني وإسلامي وعربي في العطاء الإنساني والدعم بلا حدود، رجل فاقت إنجازاته في مختلف أوجه العطاء عدد الثواني والساعات ليستحق من شعبه وأمته العربية والإسلامية هذا الوفاء والحب بجدارة.
أسأل المولى عز وجل أن يديمه لنا ذخرا وسندا وأن يحفظ ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعا وأعزهم ونصرهم ووفقهم إلى الخير والصلاح.