|
على خطى الوالد العظيم
بقلم: الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة
وزير الدولة لشؤون الديوان الأميري بدولة البحرين
|
في الذكرى العشرين لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد المُلك في المملكة العربية السعودية على خطى والده العظيم القائد المؤسس والموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه، واخوانه الملوك الغرّ الميامين، سعود وفيصل وخالد طيب الله ثراهم أجمعين..
في هذه الذكرى المباركة لابد من الاشادة بما أنجزه خادم الحرمين الشريفين قبل توليه الملك من انجازات تعليمية وتنموية وتطويرية مما كان له أعمق الأثر في إغناء مسيرة النماء والخير والتقدم في المملكة الشقيقة التي تأسست أصلاً على دعوة الاصلاح وتنقية ديننا الحنيف من البدع التي لحقته والعودة الى أصوله الالهية النقية الصافية.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تواصلت حركة الاصلاح في مختلف الميادين فصدرالنظام الأساسي للحكم في المملكة وتأسس مجلس الشورى ثم تطور في العدد والصلاحيات على أسس مبادىء الشورى الاسلامية الأصيلة، هذا بالاضافة الى التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والانجازات التنموية الكبرى التي شهدتها المملكة العربية السعودية في ميادين الاقتصاد والتعليم والعمران ومختلف مناحي الحياة العامة مما يلمسه كل زائر للمملكة ويقر به كل ملمٍّ بحقيقة نهضتها، ويقطع الطريق على أية حملات اعلامية مغرضة تروجها الدوائر المعادية للإسلام والعروبة.
وفي عهده الميمون حفظه الله تواصلت مسيرة الاخاء بين المملكة الشقيقة ودولة البحرين في عهد المغفور له أميرنا الراحل الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه، وفي هذا العهد الزاهر لأميرنا القائد صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمير البلاد المفدى حفظه الله .
ويمثل جسر الملك فهد بين السعودية والبحرين معلما حضاريا واستراتيجيا، وشريانا حيويا للتواصل بين شعبي البلدين وفعالياتهما التجارية والاقتصادية والبشرية، ويقوم دليلا ملموسا على الوحدة الحقيقية القائمة بينهما والتي أرسى دعائمها القائدان التاريخيان الكبيران الملك عبدالعزيز والشيخ عيسى بن علي آل خليفة منذ فجر نهضة العرب الأولى في هذه المنطقة الحيوية من الوطن العربي والعالم الاسلامي.
وعلى الصعيد الخليجي حققت مسيرة مجلس التعاون لدولنا الخليجية الشقيقة، والذي يتخذ الرياض مقرا لأمانته العامة وتمثل المملكة العربية السعودية عمقه الاستراتيجي الأكبر، حقق هذا المجلس طوال العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين فهو الذي رعى حفظه الله مسيرته منذ انشائه حقق خطوات مباركة وخاصة على صعيد التقارب الاقتصادي والتنسيق الدفاعي، هذه الخطوات التي تكاملت بفضل الله في قمة البحرين هذا العام، وكان لها أطيب الأثر في ترسيخ مسيرة المجلس بما يتفق من ارادة قادته وتطلعات شعوبه.
أما على الصعيد العربي والاسلامي، فإن موقف حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من قضية العرب الأولى في فلسطين موقف مبدئي ثابت يستند الى ضرورة تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف باعتبار ذلك حجر الأساس لتحقيق السلام الشامل والعادل بمنطقة الشرق الأوسط، وفي تقديرنا فإن هذا الموقف المبدئي للمملكة العربية السعودية من قضية فلسطين والقدس هو السبب الكامن وراء الحملات المغرضة التي تتعرض لها في هذا الوقت. ولكن سيبقى النهج السعودي في دعم التضامن العربي والاسلامي نموذجا يحتذى في هذا المضمار.
وختاماً أنتهز هذه الفرصة التاريخية للإعراب عن خالص التهنئة القلبية من البحرين للأشقاء في المملكة العربية السعودية.
|
|
|