* حوار : إبراهيم العفنان دمشق:
* معالي الوزير : تصادف هذه الأيام ذكرى مرور 20 عاماً على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ملكاً على المملكة العربية السعودية بحكم اللقاءات المتواصلة وتنسيقكم المستمر مع حكومة خادم الحرمين خلال هذه الفترة. كيف تصورون لنا دوره حفظه الله في إبراز القضية الفلسطينية وإعطائها بعداً سياسياً خلال ال 20 عاماً الماضية؟
لقد لعبت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز دوراً مهماً في دعم القضية الفلسطينية في المحافل العربية والإسلامية والدولية حتى أصبحت القضية المركزية في قلب القضايا الإسلامية وأهم القضايا على المستوى الدولي. وقد حرص الملك فهد خلال عهده الزاهر على إعطاء القضية الفلسطينية الأولوية في السياسة السعودية، وهذا ليس بالمستغرب على خادم الحرمين الشريفين الذي وقف بكل حزم ضد المشروع الصهيوني الهادف لتهويد الأرض والمقدسات وقدم الدعم الحقيقي عملياً لانتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى والثانية وحرص كل الحرص على تقديم الدعم السياسي والاقتصادي الذي يقوي من عزيمة شعبنا في الوقوف ضد الأعداء.
والدعم السعودي للقضية الفلسطينية يعود في تاريخه إلى المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي أولى القضية الفلسطينية جل اهتمامه وهذا ما سار عليه القادة الذين جاؤوا بعده وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد الذي أكد خلال عشرين عاماً قدرته على التعامل مع الأحداث السياسية الإقليمية والدولية وعزز من مكانة المملكة سياسياً واقتصادياً على المستوى الدولي.
* معالي الوزير: تقف فلسطين بمدنها وقراها وبشرها وحجرها وزيتونها على منعطف تاريخي في الصراع مع الحركة الصهيواميركية. ماهو تقييمكم للأداء السعودي في التصدي لهذه المؤامرة في ضوء التحركات الديبلوماسية الأخيرة؟
ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية من تحرك ديبلوماسي عربي كان بقيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين. وقد عبرت المملكة في آخر اجتماع لوزراء الخارجية العرب عن موقفها بوضوح تام عن رفضها لما يتعرض له الشعب الفلسطيني وأذكر تصريح الأمير سعود الفيصل الذي يدل على نهج سياسي ناضج والذي قال فيه طفح الكيل ولا بد لأميركا أن تقوم بمسؤولياتها، وأنا على ثقة أن المملكة العربية السعودية بذلت وتبذل جهوداً جبارة من أجل دعم قضيتنا الفلسطينية وذلك من خلال الضغط على الولايات المتحدة لكي تعدل سياستها وتضغط على إسرائيل في محاولة لوقف عدوانها على شعبنا. بشكل عام المملكة العربية السعودية كانت في طليعة من أحس بآلام الشعب الفلسطيني ومعاناته وتجلى ذلك على المستوى الرسمي والشعبي. على المستوى الرسمي كانت المملكة العربية السعودية أول من أعلن في القمة العربية الأولى عن الدعم المالي للانتفاضة وطالبت المملكة باعتماد مليار دولار لدعم القضية الفلسطينية بعد مضي شهر واحد على الانتفاضة. وقد طلبت حكومة خادم الحرمين الشريفين من الدول العربية أن تسدد التزاماتها لدعم صمود شعبنا الفلسطيني، وعلى الصعيد الشعبي قامت المملكة بحملات شعبية كبرى لجمع الأموال ووجدت تجاوباً من الشعب السعودي لا يمكن تصوره ولا أظن أن هناك شعباً عربياً تجاوب مع الحملات الشعبية كالشعب السعودي، وبلغني أن النساء شاركن بحليهن والبعض بسياراتهم ورواتبهم للمساهمة في تقليص المعاناة عن الشعب العربي الفلسطيني.
وقاد هذه الحملة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. وحقيقة المملكة قدمت مساعدات للفلسطينيين أكثر من 44% من مجموع ما دفعته الدول العربية فيما عدا التبرعات الشعبية التي تجاوزت الخمسين مليون دولار، إلا أن قيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عودتنا ألا تصرح كثيراً والشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية تثمّن ذلك عالياً.
* معالي الوزير: هل من كلمة أخيرة بهذه المناسبة؟
كان ولا يزال الأداء السعودي متفوقاً على أداء الدول العربية من حيث الأداء السياسي أو الاقتصادي وبهذه المناسبة نتمنى لخادم الحرمين الشريفين التوفيق وأن يبارك في عمره وعمله ويجزيه خير الجزاء عما قدمه لشعبه وأمته وقضية فلسطين، وليستمر في نهضة المملكة التي أثبتت على مر التاريخ قدرتها على الثبات والصمود ومواجهة الظروف بمختلف أشكالها ومع مزيد من التقدم والازدهار لهذا البلد العربي الأصيل.
|