|
شهدت المدينة خلال العقدين الماضيين نهضة حضارية وتنموية عملاقة
بريدة تتوشح ثوب المجد في عهد الفهد
|
نشأت مدينة بريدة صغيرة كأية مدينة أخرى على المعمورة فكانت بداية عمرانها قبل القرن التاسع وكانت تقبع تحت كثيب من الرمل يحميها من الأعاصير ويقربها من الماء وأقرب ما تكون نشأتها الأولى إلى البوطة أو العجيبة وهما حيان معروفان أصبحا الآن وسط بريدة وزالت بعض معالمهما بسبب التوسعات المستمرة.. وحين امتد العمران وتوسع البناء زحفت بريدة على الكثبان العالية والرياض المنخفضة فكانت طبيعة الأرض في بريدة غير مستوية فهي تشغل الحبل الرملي الواقع على محاذاة الضلع الغربي للدائري وزحفت عن الأرياف الغربية والغربية الشمالية والجنوبية.
ومن الجنوب امتدت لتصل إلى المدينة الصناعية، وأخذ امتدادها من الشمال متوغلاً في أطراف الشقة وقريباً من شرق الصوامع ومن الشرق فتجاوزت النقع من جميع الاتجاهات وتوغلت فيها حتى تجاوزت الضلع الشرقي لدائري بريدة.
هذا الاتساع السريع الملتهم للوهاد والنجاد جعل مدينة بريدة تبدو للرائي في الليل كصفحة البحر حين يأخذه الإعصار أمواجاً عالية وأخرى منخفضة وفيما بين ذلك تقوم الأحياء السكنية والشوارع والميادين والمنتزهات وقلاع العلم والمعالم والمعاهد والجامعات وقلاع المؤسسات والمصانع والخدمات وما زالت النهضة العمرانية تمتد على كل الاتجاهات الأمر الذي يصعب معه تحديد الأبعاد العمرانية لمدينة بريدة التي تعتبر المركز الإداري لإقليم القصيم وعاصمته وقلبه النابض وثاني مدينة في المنطقة الوسطى بعد العاصمة الرياض.
تقف بريدة اليوم صرحاً شامخاً وسط نهضة حضارية عارمة تقف تلك المدينة الحالمة وهي توحي بالماضي في وقت تعد مرآة نقية للحاضر تحفها الكثبان الذهبية وتزينها الخضرة وجداول المياه العذبة.
يقول الشاعر محمد الجازكي الفارسي:
بريدة هذه بلدة اسلمية
علاوة نجد بل سنام مسنم
احاطت بها تلك القرى فكأنما
هي البدر في أفق السماء وهي أنجم
ويريد الشاعر بقوله أسلمية نسبة إلى الأسلمي الذي هو بريدة بن الحصيب الصحابي الجليل حيث ذهب كثير من الباحثين إلى أن بريدة سميت بذلك لأن أصلها كان بئراً لإبل الصدقة حفرها الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم ليتفقد إبل الصدقة.
بيد أن هناك أقوالاً أخرى وردت عن سبب التسمية فقيل سميت بريدة بهذا الاسم لبرودة مائها وقيل كانت تسمى برزة لبروز أهلها وانفصالهم عن الشماس المدينة الأم وبعد تحريرها من دفع الضرائب بردت لهم فسموها بريدة وقيل كانت روضة تتجمع فيها المياه فتنبت البردي وقيل كان فيها ملك لامرأة اسمها بريدة.
ومما ساهم في أهمية المدينة موقعها المتوسط الذي أكسبها أهمية قصوى حيث كانت ملتقى الخطوط القديمة والحديثة وكانت مركزاً طبيعياً يربط مدن القصيم ببعضها فهي إلى جانب كونها حاضرة القصيم حلقة اتصال بين مدن المملكة ويبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر من 600 700 م وتقع على خط طول 44 درجة شرقاً وخط العرض 5.26شمالاً تقريباً ومدينة بريدة تحيطها التكونات الرملية التي تلف بأعطافها من جميع جهات المدينة واحات النخيل الجميلة والبساتين وهي تسمى بالخبوب التي وصفها الريحاني بقوله: (الخبوب التي تطوق مدينة بريدة كالقلادة من الزمردة في خيط من الذهب لبدوية القصيم).
وبريدة بمبانيها الشاهقة وسط الكثبان الرملية الذهبية ومن حولها المروج الخضراء يسمق في وسطها النخيل بأشكاله وألوانه وما يكتنف ذلك من هدوء ودعة أعطاها مزيداً من الشاعرية والهدوء والبهاء مما حدا بالرحالة والمستشرقين إلى مزيد من الأداء الشاعري.
ونظراً لتلك الأهمية التاريخية والجغرافية فقد شهدت مدينة بريدة خلال العقدين الماضيين في عهد قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين نهضة حضارية عامة في كافة المجالات وفي مختلف الميادين دفعها لأن تكون واحدة من أرقى مدن المملكة وأجملها وأفضلها تنظيماً.
فمن خلال الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للنواحي الخدمية وللصناديق التنموية توسعت بريدة حتى أصبحت تمتد من الشمال إلى الجنوب بطول خمسة وأربعين كيلو متراً تقريباً ومن الغرب إلى الشرق بطول خمسة وثلاثين كيلو متراً تقريباً يطوق هذه المساحة المترامية الأطراف الدائري الخارجي لبريدة وهو أحد المعالم الحضارية في المدينة حيث يبلغ طوله 75 كم تقريباً بتكلفة تقدر ب 950 مليون ريال سعودي وتبعاً لهذه المساحة الكبيرة لبريدة تزايدت نسبة النمو السكاني في المدينة حتى بلغ عدد السكان حوالي 400 ألف نسمة.
وتضم بريدة عدداً كبيراً من المعالم الحضارية التي ساهمت في إبراز الوجه المشرق لها وأعطت صورة حقيقية لحجم الجهود الجبارة التي تقوم بها قطاعات الدولة المختلفة في دعم مسيرة التنمية في هذا الجزء الغالي من وطننا الكبير المملكة العربية السعودية حيث مبنى إمارة المنطقة الذي شارف على الانتهاء وهو بلا شك سيضيف إلى المدينة لمسة حضارية رائعة عطفاً على شكله المعماري وطرازه الفريد وتفتخر به كل المنطقة بوجه عام.
ويبدو وللوهلة الأولى برج بريدة العملاق كالدرة في منتصف العقد.. وإلى جانبه يأتي مركز الملك خالد الحضاري تحفة معمارية ومركز إشعاع دائم لمناسبات بريدة وملتقى لضيوف المنطقة وزائري المدينة.. وهو بحق مفخرة كبيرة نظراً لما يمتاز به من تصميم رائع وأشكال جمالية ومسطحات خضراء.
أما متحف بريدة وطريقة تصميمه من خلال إطاره الخارجي فهو كفيل بأن يعطي الرائي بعداً حقيقياً لما تمتاز به بريدة من تاريخ موغل في القدم ضارب في أعماق السنين وهو رمز من رموز التراث في بلادنا.
وعلى نفس الطريق يأتي مبنى بلدية بريدة كواحد من أرقى المباني وأكثرها تميزاً وشموخاً.
كما تضم بريدة مدينة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية ذلكم الصرح الرياضي الذي يبرز وبجلاء مدى ما توليه قيادتنا الحكيمة من عناية فائقة لأبنائها الشباب الذين عليهم المعول وهم الأمل بعد الله تعالى.
وفي شرقها يتألق نادي الفروسية وفي شمال بريدة تأتي الاسكان العامة المؤلفة من (950) فيلا سكنية بنموذج موحد كمعلم آخر عملاق ودليل حي على النهضة الشاملة التي شهدتها المدينة في عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله.
وعلي ضفتي المدينة يتربع صرحان علميان عملاقان هما فرع جامعة الإمام وفرع جامعة الملك سعود بينما في وسط بريدة تقريباً تبرز الكلية التقنية والكلية التقنية الزراعية كعلامتين مميزتين في بريدة وفي الشمال يظهر معلم آخر من المعالم التي تعطي صورة حقيقية لواقع المنطقة وما تمتاز به حيث صوامع الغلال ومطاحن الدقيق التي تشكل سلسلة من الحاويات الخرسانية الضخمة التي تعانق السحاب وهناك معالم عمرانية رائعة يستحيل سردها وذكرها في هذه العجالة.
أما في مجال التعليم فيكفي أن في مدينة بريدة أكثر من ثمانين مدرسة ابتدائية للبنين داخل بريدة فضلاً عن الأرياف القريبة منها والملاصقة لها بيد أن مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة يعتبر علامة مميزة للتعليم عطفاً على تصميمه وأسلوب العمل فيه ومظهره العام.
كما أن مكتبة الملك سعود الواقعة جوار المجمع هي الأخرى تعد معلماً ثقافياً بارزاً أكد حرص قيادة هذا الوطن على بناء الإنسان بناءً متكاملاً.
وأكثر ما يميز بريدة المسطحات الخضراء المنتشرة في الطرق والميادين العامة والحدائق والمنتزهات حيث بلغت المسطحات الخضراء ستة ملايين متر مربع تزينها بعض الأشكال الجمالية والشلالات المائية المتدفقة ولن نتحدث عن جمال الطرق وما تقوم به البلدية من مساعٍ حميدة في هذا الصدد.
أما في ميدان الصحة فيأتي مستشفى الملك فهد ومستشفى الولادة والأطفال ومستشفى بريدة المركزي كمؤسسات صحية تعنى بالجوانب الإنسانية إضافة إلى مظهرها المتميز وجمالها الأخاذ.
وحقيقة الأمر أن مدينة بريدة شهدت خلال العشرين عاماً الماضية جملة من المنجزات الحضارية والتنموية التي لا يمكن حصرها جميعاً أو الإلمام بها شأنها في ذلك شأن بقية مدن ومحافظات المملكة في ظل هذا العهد الزاهر عهد قائد المسيرة المظفرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله.
وحول مسيرة الإنجاز التي عاشتها بريدة وما شهدته من نقلة نوعية خلال العقدين الماضيين تحدث عدد من المسئولين مؤكدين أن القفزات الرائعة تبرز وبجلاء رعاية وعناية قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين.
يقول رئيس بلدية مدينة بريدة المهندس أحمد السلطان: إن مدينة بريدة شهدت في غضون العشرين عاماً الماضية نهضة تنموية ومنجزات حضارية في كافة مجالات ومناحي الحياة المختلفة حيث اتسعت المدينة من جميع اتجاهاتها وأطرافها وزاد عدد السكان فيها بشكل لافت يجعلنا نصفه حقيقة بالإنفجار السكاني الأمر الذي حتم التوسع في الخدمات والمشروعات التنموية وهذا ما حدث بالفعل حيث اهتمت الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بتوفير كافة سبل الراحة والرفاهية في هذه المدينة انطلاقاً من اهتمامها بالإنسان السعودي والعمل على تحقيق تطلعاته وآماله.. ونحن في البلدية ومن منطلق طبيعة عملنا نرصد وبإعجاب شديد حجم التطور والتوسع الذي شهدته بريدة في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله فالأرقام تبرز القفزات الجبارة في خدمات البلدية ومشروعاتها.
وبمتابعة واهتمام صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم وسمو نائبه.
أما مدير برج بريدة الأستاذ/ بداح الفهيد فقال: إن الإنسان ليقف عاجزاً عن التعبير إزاء القفزات الحضارية التي شهدتها بريدة في غضون العشرين عاماً الماضية في مختلف مجالات ومناحي الحياة.. وما تشهده هذه المدينة وغيرها من مدن المملكة ما هو إلا ثمرة عطاءات رائد المسيرة الخيرة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله الذي يقف خلف الإنجاز والإعجاز مجسداً أسمى معاني القيادة والوفاء لهذا الوطن فقد بذل وكرس جهده ووقته وحسه ومشاعره كي يدفع بالوطن نحو مشارف العزة والسؤدد.
بريدة اليوم وفي ظل هذا العهد الزاهر تتوشح ثوباً قشيباً زاهياً مطرزاً باللآلي معطيات حضارية عملاقة أكسبتها موقعاً ريادياً بين مثيلاتها من مدن المملكة.
دمت يا وطني ودام عزك وليبقى وبمشيئة الله تعالى خادم الحرمين الشريفين ذخراً وسنداً ورائداً لكل من درج على ثرى هذه الأرض.
مدير مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة الدكتور/ هشام ناظرة أعرب عن سعادته الكبيرة بهذه المناسبة التي تأتي وفاءاً وعرفاناً لقائد نذر نفسه من أجل رفعة وطنه وأفنى عمره خدمة لأبناء شعبه.
وقال: إن كل منصف يلحظ ويعيش ويعايش القفزات التنموية التي شهدتها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين وتأتي مدينة بريدة في الإطار ذاته إذ حظيت بجملة من المشروعات التي ميزت المدينة ودفعت بعجلة التنمية فيها نحو الأمام.
وإننا ونحن نسعد بهذه المنجزات لنثمن لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله بذله ومتابعته واهتمامه حتى سعد المواطن بتحقيق تطلعاته وآماله.. حفظ الله لهذه البلاد قائد مسيرتها وأمنها واستقرارها ورخاءها.
إلى ذلك يقول عميد كلية التقنية الزراعية ببريدة الدكتور صالح العجاجي: إن لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله أيادٍ بيضاء امتدت لتشمل بفيض عطائها كل شبر من أرجاء هذا الوطن العزيز ومدينة بريدة حظيت بنصيب وافر من اهتمامه حفظه الله شأنها في ذلك شأن بقية مدن ومحافظات المملكة حتى امتد البناء وتوسعت الأرجاء وأصبحت بريدة عقداً فريداً تزينه درر حضارية ومعالم مشرقة تؤكد حجم الجهود المبذولة والمتابعة الدؤوبة من قيادة هذا الوطن.
ونحن إذ نحتفل اليوم بذكرى مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم فإننا نثمن له حفظه الله جهوده العظيمة والمخلصة التي بذلها من أجل الوطن والمواطن.
المواطنون من جهتهم أشادوا بما تحقق في بريدة من إنجازات حضارية في عهد الفهد حيث يقول المواطن أحمد الهجرس: إن ما تنعم به مدينة بريدة اليوم ما هو إلا ثمرة من ثمرات باني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله الذي يقف خلف كل إنجاز وإعجاز يتحقق على ثرى ربوع وطننا الأغر.
وأضاف الهجرس مؤكداً أن الاحتفاء بهذه المناسبة تأكيد حي لمدى ما يكنه شعب المملكة من حب وتقدير وولاء لخادم الحرمين الشريفين لما قدمه ويقدمه حفظه الله من عطاءات الخير والبناء مشيراً إلى أن بريدة وبفضل الدعم السخي والمتابعة الدؤوبة من لدن سمو أمير القصيم أصبحت الآن واحدة من أهم وأكبر وأجمل مدن المملكة.
ويضيف المواطن صالح الفضل منوهاً بحجم الإنجازات التي شهدتها بريدة في عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ويرعاه حيث تحقق على أرض الواقع نجاحات كبيرة يصعب حصرها ولكنها تعبر عن نفسها.
المواطن سليمان الغماس من جهته نوه بعطاءات الخير التي شهدتها بريدة في عهد خادم الحرمين الشريفين.. مؤكداً أن مدينة بريدة أصبحت الآن تتباهى بفضل الله ثم بفضل واقعها الحضاري المشرق مشيداً بالدور العظيم الذي بذله خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله منذ بداية حياته وحتى مرور عشرين عاماً على توليه مقاليد الحكم في المملكة.
|
|
|