|
نائب رئيس المكتب السياسي لحماس د. موسى أبو مرزوق لـ الجزيرة :
تؤدي المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين دوراً تاريخياً وتتحمل مسؤولية جسيمة وتواجه تحديات خطيرة في كل ما يخص قضية فلسطين
|
* حوار: عبدالكريم العفنان:
* يصادف هذا الشهر مرور عشرين عام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الملك في المملكة العربية السعودية، بصفتكم مسؤولاً سياسياً في حركة حماس ما الذي قدمته حكومة خادم الحرمين الشريفين للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني خلال العشرين عاما الماضية؟
المملكة العربية السعودية ذات أهمية وثقل سياسي واقتصادي وروحي كبير، مما يلقي على المملكة وقادتها مسؤولية كبيرة على الأصعدة كافة، هذا الأمر يعطي المملكة العربية السعودية وقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز موقع الريادة في العمل العربي المشترك.. وقد لعبت المملكة وخلال فترة طويلة دوراً بالغ الأهمية في نصرة قضايا الشعب الفلسطيني في حربه الطويلة والقاسية وفي توجيه وإقرار الدعم للانتفاضة منذ بدايتها. كما ان لمواقف ولي العهد سمو الأمير عبدالله من زيارة أمريكا، وكذلك الغاء زيارة رئيس هيئة الاركان السعودي أثرها في الدعم السياسي للانتفاضة.
إن ما قدمته المملكة من دعم كبير، ولكن مستوى التحدي يفرض مسؤوليات تاريخية ومهام جساما على كاهل المملكة ومجمل العالمين العربي والإسلامي.وآمال العرب والمسلمين معقودة على مواقف المملكة وثوابتها تجاه قضية القدس وأود هنا ان انوه بالجهود الدبلوماسية الهامة التي تقوم بها المملكة من أجل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والتخفيف من الضغط عليه قدر الامكان، من خلال التأكيد في كل المناسبات التي تحضرها المملكة على جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى الكشف عن تهرب العدو الإسرائيلي من الالتزام بتلك الحقوق. فالمشكلة هي بسبب العدوان الإسرائيلي ورفض ذلك العدو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس وعودة اللأجئين الى وطنهم وأرضهم.
وعلى الصعيد الاقتصادي فإن موقف المملكة يبرز بوضوح كداعم رئيسي للشعب الفلسطيني امام الصعوبات والمشكلات الاقتصادية التي تضعنا فيها السياسات الاسرائيلية. فالحرب مع العدو الاسرائيلي ليست حرباً أمنية عسكرية وحسب وليست حربا سياسية وحسب بل أولاً وأهم من كل ما سبق هي حرب اقتصادية تسعى الى ضرب البنية التحتية للشعب الفلسطيني، حيث يعاني شعبنا في الداخل من حرب اقتصادية منظمة ومستمرة تسعى إلى إجبار شعبنا على الرضوخ للشروط الإسرائيلية. ولكن شعبنا صامد وسيخوض الحرب كما خاض حروباً كثيرة دون أن يقدم أي تنازل، وما هو مطلوب مزيد من الدعم وتحمل للأطراف العربية مسؤولياتها ولاسيما السياسية والاقتصادية، وفي هذا الاطار يأتي الدعم السعودي الاقتصادي الذي نتمنى ان يرافق مع دعم عربي شامل يلتف حول الانتفاضة.
* في ظل التراجع العربي والإسلامي الذي تحدثتم عنه كيف تنظرون الى الدور السعودي في لم الشمل العربي من أجل تقديم أكبر قدر من المساندة للانتفاضة الباسلة؟
نحن نثمن كل الجهود التي تبذلها المملكة لمساندة ودعم شعبنا وانتفاضته المباركة ونقدر المواقف المشرفة لقيادة المملكة في لم الشمل العربي ومحاولاتها توحيد الصف العربي ودعمه للموقف الفلسطيني الذي يحتاج الى مزيد الدعم والمساندة. كما ننظر بكثير من التقدير إلى التحركات التي تقوم بها المملكة في الفترة الأخيرة لحث العرب على لعب دور أكثر دعماً للانتفاضة وأقدر على تحمل مسؤوليات العرب تجاه ما يجري في الاراضي العربية الفلسطينية المحتلة. والمملكة العربية السعودية تستطيع فعل الكثير في هذا السياق نظراً لمكانتها الإقليمية والدولية الهامة. فالمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لها دور مهم في مجلس التعاون الخليجي وبين الدول الإسلامية ولها علاقات مميزة مع تجمعات عالمية مهمة . ولخادم الحرمين دور مشهود في جمع الشمل العربي والإسلامي والتسامح وتصفية القلوب بين الاخوة.
* كلمة أخيرة تود أن تقولها في هذا المناسبة؟
لايسعني في هذا المقام الا ان اتمنى كل الخير والعافية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ولولي العهد سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وللحكومة والشعب السعوديين. كما أتمنى للملكة كل النمو والازدهار والتطور في مختلف المجالات. ونحن ننظر بكثير من التقدير إلى النهضة التي حدثت في المملكة على مختلف الأصعدة ونتمنى أن تتطور وتتقدم هذه النهضة يوماً بعد يوم وإلى مزيد من الازدهار.
|
|
|