|
عشرون عاماً من البذل والعطاء المتواصل
فهدبن محمد الربيعة
|
يصادف يوم الحادي والعشرين من شعبان 1422هـ مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم بهذه البلاد الغالية. عشرون عاماً منذ أن وصلت الأمانة التي وضع لبنتها مؤسس المملكة العربية السعودية، ورائد نهضتها، المغفور له-بإذن الله- جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إلى يد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- وقد اتسم عهد مولاي خادم الحرمين الزاهر بالاستقرار والرخاء، والتطور والنماء حتى صارت بلدنا علماً بين الدول لا سيما العالمين الإسلامي والعربي. وقد كان ذلك بفضل القيادة الرشيدة والثقة المتبادلة بين الراعي والرعية، بعد توفيق الله. وخادم الحرمين الشريفين مشغوف بحب مواطنيه، شديد الثقة بهم وقد جاء على لسانه في إحدى المناسبات (إنني شديد الاعتزاز بالمواطن لأنه أثبت بأنه قمة في الوعي وفي الإخلاص وفي التطور والارتقاء وإلا فمن يصدق أن البلد الصحراوي الجاف يمكن أن يشارك دول العالم الكبرى في تحقيق المنجزات الضخمة) ومما يؤكد الحب المتبادل بين الراعي والرعية ما جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين حين قال (إنني أقول بملء شدقي نحن في هذه البلاد أخوة متحابون، بعضنا يصغي لبعض، بلدنا ليس فيها استبداد وليس فيها افتخار بمركز، نقبل النصيحة، ونقبل كل شيء يراد به الفائدة العامة).
وفي عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين نعمت بلادنا بالأمن والاستقرار الاقتصادي، وسارت بخطى ثابتة وحثيثة مواكبة التطور الاقتصادي الذي يشهده العالم، وكان من إفرازات هذا الاستقرار القدرات التي اكتسبها القطاع الخاص والتي مكنته من أن يرتفع بنصيبه في هيكل الناتج المحلي الإجمالي إلى 40% من قيمة هذا الناتج بالأسعار الجارية، مع تنوع أنشطته ومدخلات القطاع الخاص، حتى صارت له قاعدة قوية وصلبة.
وفي عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين برزت إلى الوجود بعض المؤسسات التنظيمية المؤثرة بإيجابية عظيمة على مسار البلد الاقتصادي، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1-إنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى لترشيد السياسات الاقتصادية الهادفة إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي.
2-إنشاء الهيئة العامة للاستثمار المنوطة بإعداد سياسات الدولة في مجال تنمية وزيادة الاستثمار المحلي والأجنبي وتوفير المعلومات والدراسات المتعلقة بالاستثمار وتبسيط إجراءاته.
3-اعتماد النظام الجديد لاستثمار رأس المال الأجنبي متضمناً المزيد من المزايا والتيسيرات التي تشكل عامل جذب لاستقطاب رأس المال الأجنبي للمملكة.
4-إنشاء الهيئة العليا للسياحة لتبتدع سياسة تنشيطية في مجال السياحة، حتى تأخذ دورها كرافد من روافد الدخل الوطني.
خلال عهده الزاهر وضع مولاي خادم الحرمين الشريفين نصب عينيه ما للمملكة من أولوية مطلقة على كل ما عداها، في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية الأماكن المقدسة، وخدمة المسلمين ليؤدوا مناسكهم على الوجه الأكمل، ولذلك فقد نذر نفسه وبلده لتهيئة الحرمين الشريفين بصورة تيسر للمسلمين تأدية مناسكهم وصلواتهم في أمن وطمأنينة وراحة. ولم يتوقف اهتمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-بالتوسعتين والعمارتين في المسجدين الشريفين، وإنما بحسه الواعي أدرك أن هاتين التوسعتين لن تؤديا النفع المطلوب منهما إذا لم تتوفر خدمات مساندة تقضي على الاختناقات، وتيسر سيولة وانسياب الحركة. وتوجد للكم المتوقع من المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها -مع الازدياد المضطرد سنوياً- ما يكفي من سكن وخدمات أخرى أثناء إقامتهم في المدينتين المقدستين، وهكذا تواصل اهتمام مولاي خادم الحرمين الشريفين- وما زال يتواصل- حتى اقترن اسمه بهما.
هكذا كنا وما زلنا وسنظل أبداً -بإذن الله- ننعم بإشراقات عهدكم الزاهر- أطال الله في عمر جلالتكم ونسأله أن يتقبل منك يا خادم الحرمين الشريفين هذه الأعمال الجليلة، وأن يثبتك عليها ويجعلها جميعاً في ميزان أعمالك وحسناتك، إنه ســـميع مجيب الدعوات، والحمد لله رب العالمين.
رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمجمعة
|
|
|