|
من مرحلة النمو إلى التطور
بقلم سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز
|
يصادف اليوم الثاني والعشرون من شهر شعبان 1422ه مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مقاليد الحكم، وهي أعوام اتسمت بالإنجازات الحضارية الوطنية الكبيرة إذ يعد عهده أيده الله نقلة كبرى في نهضة الوطن السعودي، جعلت من المملكة واحدة من أهم الدول في عالمها ورائدة في إقليمها، بعد استكمال البنى الأساسية للخدمات العامة وللقاعدة الاقتصادية للمشروع الاجتماعي الحضاري الذي تبنته المملكة، مع محافظتها على مبادئها وقيمها الاسلامية المباركة التي هي سر عزها وتقدمها، انطلاقا من ايمانها بالتوازن بين الاصالة والمعاصرة ، مما شكل نجاحا باهرا لتجربة فريدة اسهم فيها بفاعلية خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان وزيرا للمعارف ثم وزيراً للداخلية فوليا للعهد، وقادها ورعاها بعد تسلمه مقاليد المسؤولية الكبرى قائداً لهذه البلاد، وراعيا لنهضتها.
فبعد أن أرسى سياسة التعليم، منذ أن كان وزيراً للمعارف، اهتم حفظه الله بتوجيه الشباب السعودي نحو التأهيل العلمي العالي، فظهرت في عهده جامعات جديدة وكليات ومعاهد حديثة في مختلف مجالات الحياة من التقنية والعلوم الى السياحة والاقتصاد، ثم مجالات العلوم التجريبية التي جعلت المملكة تتبوأ مراكز متقدمة في النهضة الطبية والعلمية والتقنية.
وقد واكب ذلك اهتمامه أيده الله بالنواحي الفكرية والثقافية، فانتشرت جمعيات الثقافة والفنون والاندية الأدبية والمكتبات العامة والمتاحف والجوائز التقديرية والتشجيعية للمبدعين.
وكان للشباب والرياضيين نصيب كبير من دعمه ورعايته، حيث وجه حفظه الله بتسخير كافة الامكانات للشباب لصقل مواهبهم واستغلال اوقاتهم بما يفيدهم ويفيد مجتمعهم، فأنشئت المدن والصالات والملاعب الرياضية وبيوت الشباب، وكان أيده الله حريصا على تتويج الشباب الفائزين في المسابقات العالمية وتقديرهم من قبله شخصيا، في نفس الوقت الذي كان يحرص فيه على رعاية اختتام الموسم الرياضي في كل عام، بعد موسم حافل بالبرامج والمسابقات الرياضية والشبابية، مما شجع على الابداع والعطاء في الميادين الداخلية والخارجية، حتى غدت المملكة من الدول المنافسة في المسابقات الرياضية القارية والدولية.
وقد انعكست هذه الرعاية وهذا الدعم على تطور المشروع الرياضي السعودي برمته، فانتقلت كرة القدم من الهواية الى الاحتراف، وأصبح اللاعب السعودي هدفاً لأنظار الأندية الخارجية والتفتت وسائل الاعلام العربية والدولية للحركة الرياضية السعودية الصاعدة الحديثة باعتبارها تجربة فريدة ومتسارعة النمو، واصبحت الشركات التلفزيونية والتسويقية تتسابق لشراء المباريات السعودية وخدمات أطرها الرياضية.
ولا ريب أن السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، نقلت المواطن السعودي من دور المستهلك الى دور المنتج، فتحولت البلاد في كافة قطاعاتها، من مرحلة النمو القائمة على الدولة، الى مرحلة التطور الذاتي القائمة على المشاركة التي يديرها المجتمع نفسه. بعد أن هيأت الدولة القاعدة الأساس لهذه المرحلة الهامة التي غدت عنوانا لتقدم المجتمعات.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله وضع تجربة فريدة في التنمية الحضارية للوطن السعودي، فبينما الأمم والشعوب تسجل تقدمها التاريخي بالقرون، سجلت المملكة قفزتها القياسية في عقدين. بفضل من الله تعالى، ثم بالحكمة التي أولاها الله جل وعلا للملك فهد (ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً).
سائلا المولى العلي القدير أن يديم عليه الصحة والعافية وعلى بلادنا العزيزة المزيد من التقدم والرخاء في ظل قيادته المباركة.
* الرئيس العام لرعاية الشباب
|
|
|