بيُمنكَ أيّها الملكُ المفدّى
أقمتَ مآثراً، وبنيتَ مجدا
مددتَ لعصركَ الميمونِ ظلاًّ
وصافحتَ الحضارةَ فيهِ قصدا
ورثتَ المجدَ عن آباءِ صدقٍ
يُساق إلى فضائلهم ويُحدى
نعم، طابَ الزمانُ بهم وطابوا
فطبتَ ممدّحاً، وأباً، وجدا
أصختَ إلى الحياة فكنتَ فذّاً
وسابقتَ الزمانَ فكنتَ فهدا
ترى العلياءَ في كفّيكَ قرباً
وإنَ أعيتْ سواكَ مدىً وبعدا
فكفّكَ في سبيلِ المجد أسنى
وفكرُكَ في دروبِ الفكرِ أهدى
إذا عشيتْ عن الجلّى عيونٌ
سللتَ مهنداً، وقدحتَ زندا
وقد ألفاكَ منقطعٌ رحيماً
كما ألفاكَ مَن خاصمتَ صلدا
هنا وطنٌ تألّقَ فيكَ فخراً
وسرتَ بهِ على الأيامِ حمدا
وأشرقَ في ذُراكَ على بنيهِ
وأيقظ فيهمُ عقلاًً ورُشدا
فقد أشرعتَ للآدابِ نهجاً
وصفّدتَ الجهالةَ فيهِ صفدا
هنا وطنُ الشموخِ، وأنت فيهِ
فؤادٌ نابضٌ بالحبّ يندى
ومازادت ْ بكَ العشرونَ علماً
ولكن جدّدتْ للمجدِ عهدا
سيكتبكَ الخلودُ حديثَ فخرٍ
ويقرؤكَ الزمانُ الفردُ فردا