عَقْدانِ مَرَّا والمليكُ فَخُورُ
بالعِلْمِ تُبْنَى أَنْفُسٌ وَقُصُورُ
عَقْدَانِ مَرَّا وَالبِلاد قَرِيرَةٌ
أمنٌ وَعَيْشٌ خَافِضٌ وسَُرُورُ
عَقْدَانِ في وَجْهِ الزَّمانِ تَلأْلآ
مَرَّا بخَيرٍ والحَياةُ حُبُورُ
عِشْرُونَ عَاماً جُزْتَها بِبَصيرَةٍ
غَيْثٌ عَمِيمٌ وارِفٌ مَذْكُورُ
تَنْدَاحُ في أرَجْاءِ حُكْمِكَ دَوْلةٌ
فِيهَا طَبِيبٌ حَاذِقٌ وَخَبِيرُ
يَا بَانِياً مَجْداً جدِيداً بِهِمَّةٍ
لَمْ تُلْهِكَ الأَعْبَا فَأنْتَ بَصِيرُ
فَهْدَ الجَزِيرةِ كَمْ بَنَيْتَ مَعَاِهداً
العِلْمُ فِيهَا مُشْرِقٌ والنُّورُ
خَمْسُونَ عَاماً عِشْتَهَا مُتَسَامِياً
في كُلِّ عَامٍ وَثْبَةٌ وعُبُورُ
مَا بَيْن رَوْضَاتٍ زَهَتْ بَعُلومِهَا
فِيهَا غُصُونٌ غَضَّةٌ و غَدِيرُ
جِيلٌ تَسَلَّحَ بالعُلُومِ وَنَظْرَةٌ
تَسْمو إلى الآفاقِ وَهْيَ تَطِيرُ
عِزُّ البِلادِ رَأَيْتَهُ بِعُلُومِهَا
لاَ بِالجَهالةِ يُبْتَنَى قِطْمِيرُ
الجَهْلُ أَقْفَرَ رَبْعُهُ بِبِلادِنا
بُعْداً لجَِهْلٍ فالبِلادُ بُحُورُ
دُورُ المعَارِفِ كَمْ أَشَدْتَ بِنَاءهَا
فَكَأَنَّها في المُشْرِفَاتِ ثَبِيرُ
رَبْعُ العُرُوبَةِ وَاسِعٌ مِضْمَارُهُ
أَبْوَابُهُ لِلمَكْرُمَاتِ جُسُورُ
فَضْلٌ وَعَوْنٌ للفِقَيرِ وَمِنْحَةٌ
رُكْنٌ أسَاسٌ دَائِمٌ مَعْمُورُ
يَشْقَى المسيءُ بِمَا جَنَتْ آراؤُه
فَهُوََ الشَّقِيُّ المُبْعَدُ المَدْحُورُ
نِلْتَ العُلاَ فالكُلُّ يَهْتِفُ قَائِلاً:
عِزٌّ وَمَجْدٌ دَائِمٌ مَعْمُورُ
عَمَّرْتَ أَرْضَ المسْجِدَيْن بِهمَّةٍ
فالسَّعْيُ فِيهَا ثَابِتٌ وَأثِيرُ
تَرْجُو بِهِ الجَنَّاتِ في يَومِ اللِّقَا
هَذَا العَطَاءُ الوَافِرُ المَشْكُورُ
في طَيْبَةَ الغَرَّاءَ في أمِّ القُرَى
المَالُ يُبْذَلُ للِحَجيجِ وَفِيرُ
المَاءُ في كُلِّ المَشَاعِرِ وَافِرٌ
والرِّزْقُ دَانٍ والعَطَاءُ دَرِيرُ
ضَيفُ البِلادِ بِغَبْطَةٍ وَمَسَرَّةٍ
فالفَهْدُ في كُلِّ الأمُورِ مُجِيرُ
يَرْعَى الجمُوعَ بهِمَّةٍ لا تََرْعَوِي
فَكَأنَّهُ في الواقِفينَ خَفِيرُ
الحَجُّ رُكْنٌ للشَّرِيعَةِ قَائِمٌ
والأَمْنُ شَرْطٌ للأدَاءِ ظَِهيرُ
النُّظمُ سادَتْ في البِلادِ بَعزْمِكُمْ
عَزْمٌ أَصِيلٌ والمُشِيرُ يُشيرُ
هذي البِلاد ُبِكُلِّ صِقْعٍ آمِرٌ
سَاعٍ بخَيرٍ والأمُورُ تَسِيرُ
قَولُ الحَقِيقَةِ منِ سِمَاتِ نِظَامِنَا
لَمْ يُعْرَفِ التَّضْلِيلُ والتَّزْوِيرُ
قُلْتُ الثَّوابِتَ لاَ أُغَيِّر في الورَا
يَشْهَد بِذلِك سُوْقَةٌ وَأَمِيرُ
هذا الثَّنَاء مُقَدَّمٌ لِمَقامِكُمْ
عُذْرُ المُقَصِّرِ ثَابِتٌ وَكثيرُ