كلمة جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز عقب طوافه بالبيت العتيق في 26 شعبان 1402ه:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنني أحمد الله سبحانه وتعالى الذي جعل هذا البيت مثابة للناس وأمناً وأكرمنا بخدمة الحرمين الشريفين، ولا شك أن ما نحن فيه من نعمة الأمن والاستقرار مردوده إلى تمسكنا بهذه العقيدة السمحة.. وإنني أشعر صادقاً أن المحنة التي يمر بها عالمنا الإسلامي اليوم وما نحن فيه من بلاء يستوجب عودة صادقة إلى المنهج القويم وأن نعود كما أراد الله أن نكون خير أمة أخرجت للناس نتعاون على الخير ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونصبح مرة أخرى كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. كما أن هذه الفترة تستوجب التوجه إلى الله بقلوب مخلصة عسى أن يرحمنا ويكشف هذه الغمة التي أصابت أمتنا العربية والإسلامية، ونحن إذ نقف في هذا المكان الشريف الطاهر وفي هذه اللحظات المباركة فإننا نتوجه إلى العلي القدير أن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يقيض لإخواننا من الفلسطينيين واللبنانيين مخرجاً من هذه المصيبة التي أصابتهم وهذه المحنة التي ألمت بهم.. وأن ينصرهم على عدوهم وعدونا إنه سميع مجيب.. وهذا وقت يحتم علينا جمع كلمتنا ووحدة صفوفنا ولنا في قيمنا الإسلامية وأخلاقنا العربية ما يكفل حل جميع مشكلاتنا بالاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله وما يربطنا من مبادئ وقيم وأخلاقيات.
أسأل الله أن يتقبل منا أعمالنا ويجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن يتغمد فقيد الأمة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز برحمته وجميع موتى المسلمين.. إنه سميع مجيب.
|