|
افتتح في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -
المتحف الوطني مرجع حي لتاريخ المملكة العربية السعودية
|
يعد المتحف الوطني أحد العناصر الرئيسية والمهمة في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي قامت عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وافتتح في الخامس من شهر شوال 1419ه تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وذلك بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية.
وقد أنشئ المتحف ليكون معلماً وطنياً على مستوى المملكة ليساهم في اثراء مسيرة التعليم والتوعية الثقافية وتقوية أواصر الانتماء لحضارة عريقة ورسالة خالدة.
ويحتل المتحف سبعة عشر ألف متر مربع من الجانب الشرقي لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، في حين تصل المساحة الاجمالية لمبناه المكون من طابقين إلى ثمانية وعشرين ألف متر مربع.
ويوفر المتحف بيئة تعليمية حديثة لشرائح مختلفة من المجتمع، وفي مستويات متعددة، فتتنوع المعروضات في المتحف لتشمل القطع الأثرية والوثائق والمخطوطات ولوحات العرض، بالإضافة إلى استخدام وسائط العرض المتعددة وأفلام المحاكاة، فضلاً عن الأفلام الوثائقية والعلمية.
ويمتاز المتحف بتكامل معروضاته في تقديم موضوع متسلسل من بداية خلق الكون إلى العصر الحديث، ويدور محوره الأساسي حول الجزيرة العربية، كما تنفرد كل قاعة من قاعات المتحف الرئيسية في تقديم عرض موضوعي مستقل ومتكامل.
ويتكون المتحف من ثماني قاعات عرض رئيسية مرتبة ضمن تسلسل تاريخي مضطرد، يصل إليها الزائر بحسب تصميم معماري يراعي ترتيبها عن المكاتب الإدارية والمخازن والمرافق الخدمية العامة لزوار المتحف والعاملين فيه.
فيما يلي عرض وتعريف لقاعات المتحف الثماني:
قاعة الانسان والكون
يبدأ العرض المتحفي بهذه القاعة التي تتنوع معروضاتها ضمن أربعة أجنحة رئيسية. حيث خصص الجناح الأول لموضوع نشأة الكون والأرض، والعوامل الطبيعية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض الذي نعيش فيه. في حين يتعرف الزائر على الأحافير وبعض العينات التي تعود إلى ملايين السنين في الجناح الثاني، وتشكل البيئات الطبيعية المختلفة في المملكة العربية السعودية موضوع الجناح الثالث، أما الجناح الأخير فقد خصص لأقدم الآثار المكتشفة عن حضارة الانسان في الجزيرة العربية في الأزمنة الغابرة.
قاعة الممالك العربية القديمة
تمثل هذه القاعة عصر الممالك العربية القديمة في الفترة الممتدة من الألف السادسة قبل الميلاد إلى حوالي القرن الرابع بعد الميلاد من تاريخ الجزيرة العربية، وتغطي هذه القاعة ثلاثة عصور متتابعة من الحضارات العربية القديمة التي سادت في جزيرة العرب وهي:
1 - الممالك العربية المبكرة: مثل حضارة دلمون، ومدين، وقرية، وتيماء.
2- الممالك العربية الوسيطة: حيث ازدهرت مدن مثل الحمراء، ودوامة الجندل، وتيماء، وتاروت.
3- الممالك العربية المتأخرة: التي ازدهرت في الافلاج، ونجران، وعين زبيدة.
وبعد خروج الزائر من القاعة الأولى يبدأ بموقع خصص لفجر التاريخ في الجزيرة العربية يسبق القاعة الثانية، يحوي آثاراً ضخمة من ألواح صخرية عليها نقوش لحضارات متعددة تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد تذكر بالحضارات البائدة كقوم عاد وثمود.
كما تعرض فيه آثار تشرح تطور الكتابة بداية بالكتابة الرمزية التي ظهرت في منطقة مابين النهرين من أرض العراق قبل 3500 ق.م وزمانها وظهور الكتابة الهيروغليفية في مصر ثم ظهور الأبجديات الأولى في الفترة بين 2500 ق.م و1500ق.م في منطقة أوغاريت ومنها تطورت الكتابة السينيائية ثم الفينيقية ثم الآرامية ثم خط المسند في جنوب الجزيرة العربية، كما يحوي الموقع أجزاء من سور تيماء الأثرية أعيد بناؤه بالأحجار الحقيقية للسور أخذت من موقعه الأثري ويختم الموقع بنموذج لمقابر دلمون الأثرية ولوحات توضح أهمية مثل هذه المقابر الأثرية كما تحوي بعض الخزائن قطعاً أثرية من أزمنة قديمة.
ويتوسط القاعة منطقة تعليمية تحوي وسائل عرض تفاعلية يتعرف من خلالها الزائر على ثقافة وتطور الكتابة لدى الحضارات القديمة.
كما تستعرض القاعة تطور علاقة إنسان الجزيرة العربية بالجمال من الصيد إلى الاستئناس، بالإضافة إلى رصد لبدايات ذكر العرب في التاريخ من خلال علاقة انسان الجزيرة العربية بالجمال من معركة حدثت بين القبائل العربية والآشوريين.
ويهتم الجناح الأول في القاعة بالممالك العربية المبكرة مثل حضارة مدينة مدين، التي تتمثل معروضاتها في صناعات خزفية وزخارف ورسوم أثرية ونماذج أخرى لحضارات في قرية وتيماء بالإضافة إلى نبذة عن الطرق التجارية القديمة.
أما الجناح الثاني فيعالج فترة الممالك العربية الوسيطة التي ازدهرت في الفترة (800ق.م - 500ق.م) .
واشتهرت مدن منها: الفاو، ودومة الجندل، كما ازدهرت حضارة مملكة ديدان حوالي 1000ق.م ومملكة لحيان حوالي 600ق.م، وحضارة الأنباط، حيث تعرض آثار من مدينة تيماء ، وقرية الفاو، ودومة الجندل وموقع الحمراء، بالإضافة إلى استعراض لتاريخ وآثار الحضارة النبطية التي سادت في شمال الجزيرة العربية، وتوجد في القاعة مجسمات لمبان من تلك الفترة تمثل بعض المدن المشهورة، أو أجزاء من مبان ومقابر أثرية، كما تستعرض القاعة ازدهار التجارة في تلك الفترة بين مدن الجزيرة العربية المشهورة وغيرها من المناطق الحضرية المتاخمة للجزيرة العربية وخصوصاً تجارة التوابل والعطور واللبان والمر.
وتختم القاعة بجناح الممالك العربية المتأخرة في القرنين الرابع والخامس الميلاديين حيث اشتهرت مدن مهمة في تلك الفترة. تحوي القاعة معروضات من آثارها، مثل عين زبيدة والافلاج وقصر معبد ومدينة نجران الشهيرة بنشاطها الزراعي.
كما تقدم القاعة عرضا موجزاً لعلم الآثار وأسسه العلمية والطرق التي تتم بها معالجة الآثار، وفي القاعة سلالم تؤدي إلى قاعة مخصصة للباحثين.
قاعة العصر الجاهلي
هذه القاعة تمثل فترة الجاهلية من عام 400 ميلادي إلى البعثة النبوية، حيث توضح أحوال القبائل العربية والآثار، والعقائد، والحياة اليومية، والعادات والتقاليد، وأسواق العرب، وتطور الخط العربي.
وأول ما يبرز في هذه القاعة صور، معروضات، ومنحوتات تبين الوضع الذي كان سائداً في العصر الجاهلي، وبخاصة عبادات العرب الوثنية، وتناحر القبائل والامبراطوريات المتحاربة.
ومن أهم المعروضات في هذه القاعة (الآطام، جمع أطم) وهي حصون بناها سكان المدينة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم بسبب الحروب التي كانت مستعرة بينهم.
يلي ذلك معروضات من الآنية والأسلحة التي يعود تاريخها إلى الفترة بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين. وفي هذه الفترة ازدهرت اللغة العربية وأصبحت بوتقة الثقافة العربية وأساسها وأهم ماتفوق فيه العرب على غيرهم من الأمم.
وتشير تلك المعروضات أيضاً إلى أبرز القبائل العربية التي كانت مستقرة في الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام.
يلي ذلك معروضات للمدن المهمة في العصر الجاهلي. مثل مكة، وجرش، ويثرب، وخيبر، ونجران، والخضرمة، ودومة الجندل.
كما تشمل القاعة معروضات تبين شكل الحياة الاجتماعية اليومية التي كانت سائدة في العصر الجاهلي بالإضافة إلى نموذج عن نظام الري.
وتتضمن هذه القاعة قسماً يرمز للأسواق الثقافية في العصر الجاهلي، مثل أسواق عكاظ، وذي المجازة ودومة الجندل، ونجران، وحباشة.
ومن المعروضات بعض الأواني الفخارية المنزلية، كما تعرض القاعة ديانات العرب في العصر الجاهلي وهي توضح مدى انحراف الناس عن عبادة الله حيث انتشرت في الجزيرة العربية آنذاك المعتقدات الوثنية وعبادة النجوم والكواكب والشمس والديانة المجوسية، كما ظهرت كل من الديانتين النصرانية واليهودية في نطاق محدود.
ثم تختم هذه القاعة محتوياتها بمنحوتات على الصخر ومعروضات توضح حادثة الفيل، التي وقعت في السنة التي ولد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عام 571م. وفي آخر القاعة سلم كهربائي يصعد بالزائر إلى الطابق الأول حيث القاعة الرابعة.
قاعة البعثة النبوية
تمثل هذه القاعة الفترة المعاصرة لميلاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى تاريخ هجرته إلى المدينة، وفي القاعة لوحات مكتوبة باللغتين العربية والانجليزية تبين نسب الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته، ثم تستعرض لوحات القاعة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من بداية نشأته في بني سعد، ثم رحلته الأولى إلى الشام في صغره بصحبة عمه، واكتشاف الراهب بحيري علامات النبوة فيه، ثم خروجه متاجراً بأموال خديجة مع غلامها ميسرة، ثم زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة وكانت أشرف نساء قريش حسباً ونسباً وأعظمهن مكانة وأخلاقاً، كما تستعرض القاعة عمارة قريش للكعبة بعد ان تهدمت بعض جدرانها بفعل السيول، وتحكيم النبي صلى الله عليه وسلم في وضع الحجر الأسود في مكانه، ثم تبدأ مرحلة جديدة بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً للأنبياء والمرسلين، وإعراض قومه عن دعوته، وتعذيب أصحابه حتى اضطروا إلى الهجرة للحبشة، كما تبرز محاربة قريش لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مقاطعة الشعب وما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم في عام الحزن، وتعرض القاعة لحادثة الإسراء والمعراج وخروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وعرض دعوته على قبائل العرب في مواسم الحج وأسواقهم.
ومن أبرز أحداث تلك الفترة بيعة العقبة الأولى في السنة الثانية عشرة للبعثة. وفي السنة الثالثة عشرة للبعثة حدثت بيعة العقبة الثانية بين النبي صلى الله عليه وسلم وثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين من الأوس والخزرج، وكانت هذه البيعة أساساً لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وتعرض إحدى اللوحات خريطة توضح طريق الهجرة النبوية.
ويوجد في نهاية القاعة جسر على جداره لوحة من السراميك المزين برسوم تجريدية تحكي أبرز أحداث هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بداية من خروجه من مكة إلى غار ثور، ثم مروراً بطريق الساحل ومحاولة الكفار اللحاق به وقصة سراقة بن مالك المشهورة، ثم مرور النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر رضي الله عنه بخيمة أم معبد، ثم وصوله إلى قباء وتأسيس مسجد قباء قبل ان ينتقل إلى المدينة.
قاعة الإسلام والجزيرة العربية
هذه القاعة تمثل تاريخ الجزيرة العربية في الفترة الممتدة من وصول النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة إلى ما قبل قيام الدولة السعودية الأولى.
وتشمل عهد صدر الإسلام وعهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والعباسية وفترة الدويلات المستقلة ثم العهد المملوكي والعثماني، ومن المعروضات آثار من مدينة الربذة، نماذج من الأسلحة الإسلامية، والمسكوكات، والكتابة في العهود الإسلامية المختلفة، والعلوم الإسلامية.
يختص الموضوع الأول من هذه القاعة بالعهد المدني من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يبدأ مع وصول الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة، وينتهي بفتح مكة، وخطبة الوداع ثم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو يتضمن مجسماً لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، ولوحات مكتوبة تبين انتشار الإسلام، ولوحات ومجسمات تشرح وتوضح غزوة بدر وأحد والخندق، وهناك لوحات أخرى تبين بعض الرسائل التي بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء يدعوهم فيها إلى الإسلام، بالإضافة إلى لوحة تبين فتح مكة.
ثم تتناول القاعة عصر الخلفاء الراشدين، وجهودهم في الفتوحات الإسلامية وبناء الدولة الإسلامية وحفظ القرآن الكريم وجمعه.
ثم تعرض الدولة الأموية والحياة اليومية في عهدها، وفيها معروضات لآنية ومسكوكات نقدية كانت متداولة في تلك الفترة، ويتضح طراز البناء في تلك الفترة من خلال مجسم لمسجد عمر في دومة الجندل ونماذج لبناء السدود في الجزيرة العربية، وخصصت منطقة مستقلة من القاعة تعرض الحضارة الإسلامية وازدهار العلوم في العهد الأموي والعباسي بشكل عام، تحوي معروضات عن الفنون والعلوم والأجهزة الطبية الدقيقة.
ويلي ذلك موضوع الدولة العباسية الذي يشمل معروضات معمارية، من المناطق الشرقية والوسطى في الجزيرة العربية، وقطعاً أثرية ومجسمات تبرز النواحي المعمارية في الربذة وقصور المدينة وميناء عثر والمابيات، وكلها مدن مهمة ازدهرت في الجزيرة العربية في العهد العباسي فضلا عن بعض الآثار التي ترجع إلى المدينة في ذلك العصر.
وضمن جناح مستقل يعرض فن الخط العربي وتاريخ تطوره ونماذج لأنواع الخطوط العربية من خلال عدد من الشواهد والنقوش الحجرية التي يرجع بعضها للقرن الثاني الهجري.
وهناك نماذج مختلفة تتحدث عبر تشكيلاتها المتنوعة عن التطور الكبير الذي بلغته الحضارة العباسية في فن العمارة، وصناعة الزجاج، والخزف، وتطور الخط العربي وغيرها.
كما تعرض بعض اللوحات الحالة التي كانت عليها الجزيرة العربية إبان حكم الدويلات المستقلة في مختلف مناطق جزيرة العرب.
ويختص القسم الأخير من هذه القاعة بفترة المماليك والعثمانيين حيث يشتمل على مجسمات لمبان أثرية مثل قلعة الأزنم وقلعة المويلح، وبعض الأبواب والمعدات الحربية، ومصنوعات حديدية وفخارية، ومخطوطات.
قاعة الدولة السعودية
الأولى والدولة
السعودية الثانية
هذه القاعة تمثل فترة الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام محمد بن سعود وتطور مدينة الدرعية والحياة الاجتماعية فيها، إلى نهاية الدرعية على يد القوات الغازية، ثم الدولة السعودية الثانية التي نشأت على يد الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض، وماتم فيها من إنجازات.
وتقدم القاعة عرضا متكاملاً للدولة السعودية الأولى، فعلى خريطة كبيرة تظهر حالة الجزيرة العربية في بدايات القرن الثاني عشر الهجري (القرن الثامن عشر الميلادي). وإلى جانبها لوحة توضح عصر الإمام محمد بن سعود، وبيت آل سعود، ويلي ذلك معروضات تبين العادات، والحياة الاجتماعية التي سادت في تلك الفترة. ويتبع ذلك استعراض لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والميثاق الذي عقده مع الأمير محمد بن سعود حاكم الدرعية ومانتج عن ذلك من تحولات بعيدة المدى أثرت إيجابياً في تطور الجزيرة العربية.
ويشتمل هذا الجناح أيضاً على خريطة تبين ظهور الدرعية، وموقعها ومجسم كبير للدرعية يظهر شوارعها ومساجدها وأسواقها ومزارعها، وما كانت تتمتع به من حظوة وقوة، وتستعرض القاعة سيرة أئمة الدولة السعودية الأولى، بالإضافة إلى المظاهر الحضارية والثقافية لمدينة الدرعية التي كانت أبرز مدن المنطقة وأصبحت في ذلك العهد منارة للعلم وعاصمة للدولة السعودية الأولى التي امتد سلطانها إلى مكة والمدينة، ويختتم موضوع الدولة السعودية الأولى بحملة ابراهيم باشا العسكرية التي أدت إلى دمار الدرعية وانتهاء عهد الدولة الأولى.
ثم تستعرض القاعة تاريخ الدولة السعودية الثانية من خلال بعض الوثائق والمعروضات التي تشير إلى قيام الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله الذي أخرج القوات الغازية. وفي العام 1240ه، الموافق 1824 اختار الرياض عاصمة لحكمه نتيجة لما حل بالدرعية من دمار، واتجه نحو إحياء روح الحركة الاصلاحية، وقام بتوحيد نجد، ثم تستعرض القاعة سيرة خلفه الإمام فيصل بن تركي الذي أولى مدينة الرياض عناية قصوى.
وفي الجناح مجسم يظهر الرياض آنذاك، وأسوارها، وأنماط أبنيتها، وشوارعها. ويلي ذلك معروضات تتكون من بوابة قديمة من الرياض، ونماذج للأسلحة والمعدات الحربية، وبعض الأبواب الأخرى التي كانت تستخدم في تلك الفترة.
وتختم هذه القاعة معروضاتها ببعض الوثائق والصور التي تبين جانباً من حياة الملك عبدالعزيز بعيداً عن مدينته التي نشأ فيها وأثر حياة الصحراء في صقل مهاراته وقدراته الحربية، وما عاناه من شدائد في الفترة التي سبقت استرداده للرياض.
قاعة توحيد المملكة
تمثل هذه القاعة الدولة السعودية الحديثة التي أسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بداية من استرداده لمدينة الرياض في الخامس من شوال لعام 1319ه وتحوي مجموعة من المعروضات، بالإضافة إلى قاعة فيلم توحيد المملكة، وتعرف القاعة بجهود الملك عبدالعزيز التي بذلها في توحيد المملكة منذ استعادة الرياض .
حيث انتقل بعد ذلك إلى توحيد نجد ثم الاحساء ثم عسير وحائل ثم الحجاز ومنطقة جازان، كما تستعرض القاعة جهود الملك عبدالعزيز في تكوين مؤسسات الدولة المختلفة، والتطور الذي شهدته كافة قطاعات الدولة ومناطقها ومدنها.
وتوجد معروضات ومجسمات ومبان عرضت ضمن خط دائري تمثل الأنماط المعمارية والمعيشية في مناطق المملكة. وفي وسط القاعة يقع مسرح توحيد المملكة الذي يعرض فلماً وثائقياً عن توحيد المملكة وتطورها تستخدم فيه مؤثرات حديثة.
وتبدأ القاعة بنشاط الملك عبدالعزيز في توطين القبائل البدوية في هجرة حديثة، ويلي ذلك معروضات أخرى عن الحياة اليومية في مدينة الرياض، ونجد ومعلومات تاريخية مكتوبة عن الحياة الاجتماعية في الحضر، وعن الحياة في البادية، والمناطق الزراعية.
وتوجد بعض اللوحات التي توضح معارك توحيد المملكة، كما تستعرض القاعة السمات الاجتماعية والتراثية لسكان نجد، والحجاز، والمنطقة الشرقية، وحائل، وعسير، وتهامة.
هناك لوحة تشير إلى الاعلان عن قيام المملكة العربية السعودية عام 1351ه الموافق 1932م بعد ان تم للملك عبدالعزيز توحيد كافة المدن والبلدان التي دانت له جميعها، واعترفت به ملكاً عليها.
كما تقدم القاعة عرضاً وثائقياً لاكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية وتصديره للخارج واثر ذلك في نهضة البلاد كما تحوي القاعة - أيضاً بعض المعدات التي استخدمت في اكتشاف النفط مثل سيارة قديمة استخدمت في التنقيب عن النفط في تلك الفترة.
وفي آخر قاعة توحيد المملكة يوجد درج يهبط إلى الطابق الأرضي حيث القاعة الأخيرة.
قاعة الحج
والحرمين الشريفين
هذه القاعة الأخيرة تمثل تاريخ الحرمين الشريفين ورحلة الحج عبر القرون، وأول مايظهر في القاعة مجسم لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة يستعرض المشاعر المقدسة ومناسك الحج.
ثم عبر ممر دائري تعرض طرق الحج القديمة من خلال مجسمات وشواهد اثرية لعلامات الطريق، ومواد اثرية خلفها الحجاج، وخرائط لأهم طرق الحج القديمة التي تبدأ بطريق الحج الشامي، ثم طريق الحج العراقي المشهور بدرب زبيدة، ثم طريق الحج المصري، وأخيراً طريق الحج اليمني بالإضافة إلى موانئ وطرق الحجاج البحرية.
ثم ينتهي الممر إلى جناح الحرم المكي الشريف، والذي يبدأ موضوعه بالمواقيت المكانية، ويتوسط الجناح مجسم للحرم المكي الشريف بعد التوسعة السعودية الثانية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وتتنوع المعروضات لتشمل نماذج اثرية وأدوات حديثة لصناعة كسوة الكعبة المشرفة، بالإضافة إلى آثار حجرية ومشغولات نحاسية من عمارات المسجد الحرام القديمة .
ويعرض الجناح نموذجاً لكسوة الكعبة المشرفة يتمثل في ستارة الكعبة بالإضافة إلى أحد أبواب الكعبة الاثرية، ويستعرض الجناح تاريخ مكة المكرمة والكعبة المشرفة منذ ان أسس قواعدها نبي الله ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام وتاريخ كسوتها إلى عصرنا الحاضر.
وفي الجناح رواق من مجسمات لأعمدة الحرم المكي الشريف الحديثة تفصله عن جناح الحرم المدني الشريف الذي يحوي مجسماً للحرم المدني الشريف بعد التوسعة السعودية الثانية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، كما تحوي خزائن الجناح قطعا معمارية ونقوشا قديمة من آثار عمارة المسجد القديمة .
بالإضافة إلى مصاحف ومخطوطات قديمة وآنية ومسارج أثرية استخدمت لخدمة عمار المسجد النبوي الشريف، ويعرض الجناح تاريخ عمارة المسجد النبوي الشريف منذ ان أسس قواعده النبي صلى الله عليه وسلم وعماراته المتعاقبة عبر العصور الإسلامية إلى عصرنا الحديث.
ثم ينتهي جناح الحرم المدني الشريف إلى ممر دائري يستعرض تاريخ رحلة الحج عبر العصور الإسلامية المتعاقبة، ويعرض عبر لوحاته وموجوداته لأشهر رحلات الحج القديمة، ثم تاريخ الحج في عهد الدولة السعودية الأولى، ويختم باستعراض جهود الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في خدمة الحرمين الشريفين في تأمين طرق الحج ورعاية مصالح الحجاج وتوفير سبل الراحة لهم.
|
|
|