|
رجل من أفذاذ التاريخ
صالح بن محمد السعود
|
بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود للحكم، يسرني أن أكتب على عجالة وفقاً لحدود المساحة، والكتابة عن مسيرة العشرين عاماً لا يكفي لها إلا العديد من الكتب والبحوث إن أردنا أن نذكر شيئاً من مآثر وأعمال شخصه الكريم.
لقد قامت معالم أعماله في نفوس الناس كما تقوم المعالم فتحدد المكان وتوضح الطريق. ولقد سطر التاريخ بين جوانبه شخصية لملك محبوب بلغ من المجد ذروته بعدله وكرمه وسعة صدره ولم يشابه خادم الحرمين الشريفين بهذا الشأن من الشهرة والأعمال الخيرة سوى قلة ممن سبقوه.. وإذا عدنا للتاريخ فسوف نرى أين يقف أيده الله من بين شخصياته، وفذاذه، وأهله، ولا غرابة أن يكون من ضمن أفذاذ التاريخ وأهل العراقة والأصالة فيه فهو ابن جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله الذي يعتبر المدرسة الأولى لأبنائه وأحفاده فهذا الشبل من ذاك الأسد.. عبدالعزيز الذي عرف بالشجاعة والإقدام والعدل والحكمة والمآثر المشهودة. إذاً لا غرابة أن يكون الملك فهد على صفات حميدة، ومآثر مجيدة فمسيرته في الحكم شاهدة على ذلك فقد امتلأت العشرون سنة بالأعمال التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، فهي أعمال قامت للخير وللرخاء ومن أجل مواطني هذه البلاد، وشملت أفضالها عموم المسلمين. لقد تحدث الكثير عن سنوات حكمه العشرين وقالوا فيها أقوالاً تشهد بفضله وتسجل شرفه فلم توهب الأمة العربية والإسلامية من مثله إلا قليلاً.
لقد ارتبطت النهضة العملاقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية حالياً بحكم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود. لقد كان على رأس اهتماماته للنهوض بهذا البلد الطيب وتطويره الرقي بعقلية المواطن السعودي وتوفير كل أسباب العلم والتطور له. ويقول أيده الله في هذا الصدد: (إن صناعة الإنسان هي الأساس، فالمال يذهب والرجال وحدهم هم الذين يصنعون المال) وقال حفظه الله: إن كل أهدافنا هي للبناء، والتطور، وتحقيق المجتمع المتقدم.
لقد بذر يحفظه الله الخير في بلاده فازدهرت في عده الميمون أيما ازدهار وقد حصد حب أبناء شعبه وإخلاصهم ووفاءهم، وهاهو الفهد يقودنا لمواصلة مسيرة الخير والأمن والرخاء والقادم سيكون أرقى بإذن الله، فقائد السفينة سعيبر بها إلى محيطات الخير والرخاء بكل ثبات وقوة...
لقد أكد الفهد باستمرار على أن خير هذه الأمة مرهون بمدى ما يتحقق لها من استقرار وطمأنينة ورخاء أساسه الإيمان الصادق بالله والتفهم الصحيح لعقيدة الإسلام.. لأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
لقد كنت وما زلت يا مولاي المعلم والموجه لشعبك والحريص دائماً على أن يكون الوطن والمواطن هو في بؤرة اهتماماتك حفظك الله وأعزك وأمد في عمرك يا من علمتنا كيف يكون البناء مع الإخلاص والوفاء.
|
|
|