|
خادم الحرمين الشريفين وعشرون عاماً من العطاء
عبدالله محمد الربيعة
|
تحتفي المملكة العربية السعودية اليوم بمناسبة تاريخية هامة ألا وهي مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله مقاليد الحكم وليس من السهل على أي كان التعبير عن مشاعر الحب والولاء لهذه الشخصية العظيمة والفريدة في التاريخ الحديث فضلاً عن الحديث عن الإنجازات العظمى التي تحققت لهذه البلاد وللأمتين العربية والإسلامية خلال العشرين سنة الماضية فالمناسبة عظيمة والإنجازات باهرة وكبيرة ولا يمكن اختزالها في مجلدات من الكتب فكيف في بضع كلمات وسطور معدودة كما هو الحال هنا ولكن ما تحقق من إنجازات عظيمة هي شواهد بارزة للعيان تتحدث عن نفسها وتشهد ولو بشيء يسير مما قدمه القائد الرائد خادم الحرمين الشريفين لهذا الوطن ومواطنيه وللأمتين العربية والإسلامية من إنجازات يسجلها التاريخ بأحرف من نور ومداد من ذهب ويكفينا فخراً واعتزازاً أن نشير إلى أكبر توسعة في التاريخ يشهدها المسجد الحرام والمسجد النبوي وما رافق ذلك من توسع عظيم في البنية التحتية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة خدمة لقاصدي هاتين المدينتين من حجاج ومعتمرين وزوار بل إن يد الخير امتدت إلى الشقيق الثالث ممثلاً في المسجد الأقصى المبارك حيث لقي إصلاحه وترميمه وفرشه وتأثيثه الشيء الكثير من عناية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الذي بذل ويبذل الكثير في هذا السبيل وفي سبيل قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين ويأتي إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وإنشاء المراكز الإسلامية والمساجد في مختلف أصقاع المعمورة لخدمة الإسلام والمسلمين وما تقوم به هذه المراكز والمساجد من دور بارز ومشهود عبر فعالياتها المختلفة شواهد حية على ما بذله ويبذله حفظه الله في هذا المجال الذي نسأل الله أن يثيبه عليه ويجعله في ميزان حسناته. وعلى الصعيد المحلي يكفي أن نشاهد النقلة الحضارية النوعية والشاملة التي شهدتها المملكة خلال هذه العشرين سنة مع الاستمرار في التوسع التنموي كماً وكيفاً وعلى مختلف الصعد لندرك ما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين من قدرات قيادية خارقة أهلته بعد فضل الله وتوفيقه إلى أن يجعل من مسيرة هذه البلاد المباركة مثالاً يحتذى ونبراساً لغيرها من الأمم. وقد برزت هذه القدرات بصورة جلية خلال الأزمة العصيبة التي شهدتها المملكة ومنطقة الخليج إبان الاحتلال الغاشم لدولة الكويت الشقيقة من قبل جار عربي مما أ دخل الأمة العربية والإسلامية في ظروف ينظر إليها الباحثون على أنها أكبر معضلة تشهدها المملكة والخليج والأمة العربية في تاريخها الحديث ومع أن الدور التقليدي لأي قيادة أخرى كان الخروج من هذه المحنة بأقل الخسائر فإن الدور الريادي لخادم الحرمين الشريفين وما وهبه الله له من حنكة وحكمة سياسية مكنه من الخروج من هذه الأزمة بأفضل المكاسب حيث وفقه الله منذ اللحظات الأولى للاعتداء الغاشم على تجاوز الصدمة رغم فداحتها واتخاذ الموقف الصحيح الذي رأى من خلاله يحفظه الله بأنه السبيل الأفضل لحل هذه المشكلة وفي خضم الأحداث المفزعة التي أذهلت العقول وحيرت الألباب كان خادم الحرمين الشريفين يعلن على الملأ وبكل ثقة وشجاعة أن الكويت ستعود حرة أبية وكان هذا الوعد بمثابة البلسم لجراح الأمة والحافز لها على استعادة توازنها وروحها المسلوبة ولأن خادم الحرمين الشريفين إذا وعد أنجز وإذا قال فعل فقد تحقق بفضل الله تحرير دولة الكويت الشقيقة في زمن قياسي وبنفس الموازين القياسية استطاعت المملكة بفضل الله ثم بحنكة قيادتها حماية مكتسباتها وإنجازاتها التي كان تدميرها الهدف الثاني من عملية الغزو الأثمة وخرج المجتمع السعودي والاقتصاد السعودي من هذه المحنة وهو ولله الحمد بألف خير وعافية رغم أن أكثر الناس تفاؤلاً لم يتوقع أن تتجاوز المملكة آثار هذه المحنة إلا بعد عقود من الزمن ولكنه توفيق الله جل وعلا ثم براعة القيادة التي يتمتع بها قائد مسيرتها ورائد نهضتها خادم الحرمين الشريفين الذي عرف طرق النجاح منذ المسؤولية الأولى التي تسلمها في هذه البلاد إبان توليه وزارة المعارف ومن يعرف حال التعليم في المملكة في ذلك الوقت إن جاز لنا أن نطلق عليه تعليماً ولو من باب المجاز إن من يعرف تلك الحال ويشاهد ما وصلنا إليه اليوم ومن يعرف الحالة الأمنية وكيف تحولت هذه الصحراء الشاسعة المترامية الأطراف إلى واحة أمن وارفة الظلال بعد تسلم خادم الحرمين الشريفين لمسؤولية رجل الأمن الأول في هذه البلاد وما حققه يحفظه الله من إنجازات سياسية واقتصادية وفي مختلف المجالات أثناء ولايته للعهد ساعداً أيمن وأميناً لأخيه الملك خالد يرحمه الله لا يستغرب أن يحقق خادم الحرمين الشريفين مثل هذه النجاحات الباهرة لبلاده ومواطنيه والأمة العربية والإسلامية خلال توليه لمقاليد الأمور في هذه البلاد حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأمده بالصحة والعافية وأبقاه زخراً وقائداً لهذه الأمة ومحققاً لتطلعاتها العظام التي لا يحققها إلا العظماء من الرجال وفي كل مناسبة سعيدة وخادم الحرمين الشريفين وإخوانه الأشاوس ورجاله المخلصون وبلادنا وأهلها وأمتنا العربية والإسلامية بألف خير.
' وكيل محافظة المجمعة
|
|
|