|
عشرون عاماً عامرة بالخير والعطاء
|
إن ما شهدته بلادنا الحبيبة خلال العشرين عاماً الماضية من نهضة حضارية في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والتعليمية والصحية والزراعية والصناعية.. تجعلنا نستلهم قصة بناء هذه المعجزة التاريخية فوق صحراء الجزيرة العربية التي أرسى قواعدها المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بالعزيمة والصبر وتحمل الشدائد والإيمان بالله والتمسك بالإسلام عقيدة ودستوراً ومنهجاً للحكم، شق الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - طريقه لتوحيد كافة أرجاء المملكة تحت راية التوحيد وراية لا إله إلا الله محمد رسول الله وقد كان له ما تمناه ورجاله الأبطال، أنهى الصراعات القبلية وكافح الفقر والجهل ووضع الركائز الأساسية لنماء وتقدم هذه البلاد وازدهارها، ثم بدأت مسيرة النهضة الشاملة والبناء والتنمية، أكملها من بعده أبناؤه البررة الميامين.
إن ذكرى تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - أدام الله وجوده - مقاليد الحكم يمثل بالنسبة لنا أبناء هذا الشعب الكريم منعطف مهم في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الشاملة، بدأ مليكنا الاهتمام بالتعليم حيث أولى النهضة التعليمية مزيداً من الاهتمام وتولى مسؤولية أول وزارة للمعارف، من هذا الموقع أدرك أهمية بناء الإنسان الذي هو أساس لكل تقدم ومدنية، حيث وضع أسس التعليم الحديث في المملكة، وشارك أصحاب الجلالة إخوانه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد أعباء الحكم والمسؤولية فكان خير معين بفكره العقلاني ورؤيته الاستراتيجية لمستقبل شعبه ووطنه. وإذا كان لنا أن نتحدث عن أحد القطاعات الهامة في الدولة وهو قطاع الصناعة، التي أضحت اليوم تمثل أهم ركائز اقتصاد الدولة، بل هو المعيار الرئيسي الذي يمكن أن يقاس من خلاله مدى التقدم والازدهار. إن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز كله نماء ورخاء وتطور حضاري يشهد بذلك القاصي والداني، وأصبحت التنمية الصناعية في بلادنا تشهد - ولله الحمد - نمواً مضطرداً، فزادت المصانع وتضاعفت بل أصبحت نوعية وكمية إنتاجها تضاهي أرقى الدول تقدماً في مجال الصناعة، بعد الاستفادة من العامل التكنولوجي والتقني لتكون منتجاتنا على مستوى الجودة العالمية والمنافسة في الأسواق الدولية. فهذه الصناعات البتروكيماوية والصناعات الغذائية والصناعات الزراعية والصناعات المعدنية وغيرها من الصناعات خير شاهد على ما نقول.
كذلك حدثت طفرة كبيرة في مجال تطوير الزراعة والميكنة الزراعية واستصلاح واستزراع الأراضي بكميات وفيرة حتى أصبحنا والحمد لله نصدر كميات كبيرة من منتجاتنا للخارج ومنها ما يعطى كمساعدات لكثير من إخواننا المسلمين في كل مكان.
ولقد شهدت العشرون عاماً الماضية كثيراً من الإنجازات في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فها هي الخطط الخمسية للتنمية الطموحة التي تضعها حكومة خادم الحرمين الشريفين لصالح الوطن والمواطن تحقق الأهداف التي وضعت من أجلها. مرت السنون وانتشر الخير والرخاء في كافة أرجاء وطننا الحبيب، وتسابقت الأجيال لبناء قاعدة وطنية راسخة يملؤها الشعور بالفخر والاعتزاز والولاء الذي يحس به كل مواطن في بلاد الحرمين الشريفين .
فهناك العلماء والمفكرون والباحثون ورجال الأعمال السعوديون الذي لا يدخرون الجهد في سبيل الارتقاء بأبناء هذا الوطن المعطاء.
إذا كان لنا أن نهنئ ونتذكر عبق هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، ذكرى مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، فالتهنئة لأنفسنا أولاً، والشكر إلى المولى عز وجل ونحمده ونثني عليه أن قيض لهذه البلاد قيادة رشيدة تتمتع بنظرة حكيمة وقدرة كبيرة على استشراق المستقبل، وأن يديم علينا نعمة الخير والأمن والإيمان في ظل عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وأبقاهم ذخراً لنا ولأمتنا العربية والإسلامية.
|
|
|