إن تعليم النشء وتربيته التربية التي أرادها الله له مصدر عز الأمة وأساس نهضتها، لهذا كان نصيب التربية والتعليم كبيراً في فكر المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- فحظي منه برعاية خاصة بدأها برسم سياسة التعليم التي أول أسسها الإيمان بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وجعل غاية التعليم فهم الإسلام فهماً صحيحاً متكاملاً وغرس العقيدة الصحيحة.. وإعداد المواطن الصالح، وأقر في هذه السياسة الاستفادة مما لدى الأمم الأخرى، مع عدم الإخلال بثوابت الدين. ثم عمل على نشر التعليم وتوسيع نطاقه وانتقاء قياداته فأسست وزارة المعارف ورشح لقيادتها فهد بن عبدالعزيز -خادم الحرمين الشريفين- فكان أول وزير للمعارف، وجعل شعاره إضاءة التعليم لكل منزل في هذا الوطن وتم دعم التعليم بأكثر من ربع ميزانية الدولة، فعلا شأن التعليم وتضاعف نتاجه حتى تم القضاء على الأمية. وانتشرت المدارس في كل مدينة وقرية وهجرة وتوسعت الدولة في افتتاح الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة وتجاوزت الدولة العناية بالتعليم الكمي إلى التعليم النوعي، فأقرت المشاريع والبرامج الهادفة، فأولى الموهوبين رعاية خاصة من خلال مشروع الملك عبدالعزيز ورجاله،
ثم كان التركيز على توظيف الحاسب وشبكة المعلومات في مجال التعليم من خلال مشروع وطني في إطار منهجية واضحة هادفة يؤمل منها تفعيل دور أبناء هذا الوطن الذي خصه الله بنعم كثيرة منها أنه منبع الرسالة ومهبط الوحي ومحصن الحرمين الشريفين فحري بأبناء هذا الوطن أن يكونوا مثالاً يحتذى في الأخذ بأسباب الرقي والتقدم في ضوء التعاليم الإسلامية السمحة،
وقد أضاء خادم الحرمين الشريفين مصباحاً من مصابيح الهدى برعايته الحرمين الشريفين وإنشاء مطبعة للمصحف الشريف تعنى بطبعه وتترجم معانيه للغات شتى، فالله نسأل أن يعين الجميع وأن يسدد الخطى وأن يوفق أبناء هذا الوطن وهذه الأمة إلى أن يتبوّءوا مكانتهم السامية في هذا العالم.
*رئيس الإشراف التربوي في إدارة تعليم الزلفي
|