لطالما مرت بالإنسان مناسبات عدة تختلف في أهميتها وخصوصيتها فيقيم لها من الاحتفال المادي والمعنوي ما تستحقه، وتكون فرصة للتعبير عن مكنونات نفسه، وخلجات ذاته تجاهها.. وعند ذلك ينتهي الأمر!! إلا أن مناسبة كهذه وهي مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم تبدأ لا لتنتهي وإنما لتستمر ذكرى لأجيال وأجيال.. ثم إنها تمر ونحتفل بها لا كغيرها في نسق المناسبات وإنما هي مناسبة لها تفردها لدى المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة وذلك لتعلقها بمرور ردح من السنوات من عمر الإنسان ذاته إلى جانب ارتباطه بهذه المناسبة الكريمة، وما نعيشه اليوم من نهضة مباركة في مختلف مناحي الحياة، وفي طول البلاد وعرضها، ما هو إلا نتيجة طبيعية لتراكمات هذه السنوات العشرين.وهي قبل أن تكون مناسبة عابرة، فإنها عمر مديد يحتفي به الإنسان فيرجع بذاكرته كرة وكرتين لتلك السنوات وقد مرت سخاءً رخاءً محملة بالخصب والنماء... كما أن أهميتها تكمن في كونها احتفاء بنهضة حية ملموسة.. وما على المرء، لإدراك ذلك، إلا أن يشيح ببصره يمنة ويسرة ليبصر الشواهد الحضارية عليها وقد تناثرت هنا وهناك على امتداد مملكتنا الفتية.
إننا عندما نحتفل بهذه الذكرى العزيزة فإننا نحتفل أولاً بمنجزات هذه المرحلة ومكتسباتها، ثم بإنسانها وصانعها، ثم براعيها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وأمده بالصحة والعافية.
|