|
مسيرة نماء وعهد رائد
م. بدر بن ناصر الحمدان
|
تقاس الحضارات بمدى عمق جذورها في عمر الزمن، ومدى استمرار أثرها وبقائها حية ونابضة، وأيضاً بمدى ارتباط هذا الاستمرار وتفاعله مع معطيات العصر الحديث.
وتقاس عظمة الرجال بقدر ما حفروه في ذاكرة التاريخ وبقدر ما خلفوه من مآثر وإنجازات وبمدى ما قدموه لأممهم بما يعينها على تغيير واقعها وبناء قاعدة حضارية تتعامل بوعي مع متغيرات العصر ومتطلباته.
لذا لم تكن مسيرة المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين مرحلة عادية، ففي القرن الحادي والعشرين من شهر شعبان لعام 1402ه الموافق 13يونيو لعام 1982م استهل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عهده الميمون ومنذ ذلك التاريخ واصل حفظه الله ملحمة الخير والعطاء التي بدأها مؤسس هذه الدولة جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وباتت المملكة تحقق الإنجاز تلو الإنجاز كمرحلة ثرية زاخرة بالعطاءات التي تجسدت في ترسيخ أسس التطوير في البلاد وبناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة وضعتها في مصاف القوى الاقتصادية العظمى، ومكنت الإنسان السعودي من اللحاق بركب التطور في شتى المجالات.
ونحن إذ نحتفل بالذكرى العشرين لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، نستذكر وباعتزاز مسيرة قائد محنك كان له الدور البارز في تطوير هذه البلاد والارتقاء بها وتحقيق نهضتها الحضارية وشملت جهود خادم الحرمين الشريفين كافة مظاهر الحياة في المملكة بما في ذلك النقلة النوعية التي طورت أسلوب الحكم وجعلت التشكيلات للسلطتين التنفيذية والتنظيمية في الدولة محددة لفترة زمنية وإصداره لأربعة أنظمة جديدة هي: النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق، ونظام مجلس الوزراء، حيث باتت تشكل هذه النقلة منعطفاً هاماً في تاريخ المملكة العربية السعودية وتمثل توسعة الحرمين الشريفين التي تولاها حفظه الله العلامة الأبرز في تاريخ هذا التطوير شاهداً على النية الصادقة والمساعي الحثيثة لخدمة بيوت الله، وعدا البعد الوطني لشخصية الملك فهد بن عبدالعزيز يسجل التاريخ لهذا القائد العربي المسلم سلسلة طويلة من المآثر والمبادرات التي أسهمت ولا تزال تسهم في خير أبناء المملكة ومساعدة أشقائها العرب والمسلمين والدفاع عن حقوقهم وخدمة الإسلام والتفاهم الدولي، هذا فضلاً عن سعيه المتواصل وجهوده الحثيثة في خدمة الإسلام والمسلمين ورعاية مقدساتهم. ولا زالت تلك الجهود ومبادرات الخير التي تنبع من المملكة تؤكد الدور الفاعل لقيادته الحكيمة، كما أسهم حمله لمسئولياته الجسام تجاه العالم الإسلامي في إنهاء الكثير من الصراعات التي ابتليت بها ووضع حد للكثير من المآسي التي حلت، مؤكداً تمسكه بالنهج الذي قامت عليه المملكة وتمسكت به منذ عهد مؤسسها وأبنائه من بعده وهو نهج إسلامي ثابت قائم على خدمة الإسلام والمسلمين ودعم التضامن العربي والإسلامي وفي علاقتها مع الدول الأخرى وطريقة معالجتها للأوضاع والأزمات التي حفل بها العالم. إن من حق أبناء المملكة العربية السعودية وهم ينعمون اليوم بثمار غرسه أيده الله ويتفيأون ظلال بنيانه الشامخ أن يذكروا بإجلال وإكبار مسيرة خير وعطاء قادها خادم الحرمين الشريفين بخطى واثقة وقوية يظللها الأمن والرخاء والاستقرار.
رئيس بلدية روضة سدير
|
|
|