|
طبرجل إحدى ثمار عشرين عاماً من عطاء الفهد
سليمان الأفنس الشراري
|
لقد كان لمضي عشرين عاماً لتسلم خادم الحرمين الشريفين زمام الحكم الأثر الكبير في شتى النواحي في بلادنا الغالية.. فلقد كان لخطواته التخطيطية الرصينة والبعيدة المدى في الفائدة لهذا الجيل وللأجيال القادمة.. أكبر الأثر في نفوس كل من عايش هذه الفترة الزاهرة المزدهرة بعطائه «حفظه الله» وأسبغ عليه الصحة والعافية والسعادة.
لقد كان لأياديه البيضاء المعطاءة أكبر الأثر في نفوس كل مواطن في هذه البلاد الغالية.. لقد أعطى كل ما يستطيع «حفظه الله» بذله وسخاءه فتح الأبواب مشرعة لكل مواطن في سبيل ألا يقفل الباب بين ولي الأمر والمواطن وكانت تجربة عظيمة نتائجها ما نشهده اليوم من ترابط الشعب بالمليك حبا عظيماً لا تستطيع الكلمات التعبيرية أن تحيط مداه ولو تحدثنا عن سمات الخير في خادم الحرمين الشريفين لملأنا الكثير من المجلدات ولكنني في هذه العجالة أتحدث عن إحدى ثمار الخير التي كنت شاهد عيان مواكباً لتطورها ونشأتها بفضل الله ثم بفضل ما قدمه الملك المفدى في سبيل أن يعيش المواطن عيشة رغد وهناء وسعادة.. وأن يكون المواطن جزءاً فعالاً بالمعنى الحقيقي ليكون لبنة معطاءة تعزز من أسس البناء العظيم الذي أسسه مؤسس هذا الكيان العظيم المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود ووطد تعزيز بنائه أبناؤه الأخيار من بعده وعلى رأسهم الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز «حفظه الله ورعاه».
طبرجل إحدى ثمار العطاء
طبرجل مدينة حديثة تقع في منطقة الجوف على الطريق الاقليمي الدولي الذي يربط سكاكا بدومة الجندل فطبرجل فالقريات.. ولم تكن طبرجل قبل عام 1402ه سوى أشبه بهجرة أو قرية صغيرة وقد نشأت طبرجل في عهد الخير والنماء ولم تكن قبل عام 1376ه سوى أودية وشعاب تلتقي. بما يسميه العامة «مطب أرجل» ويعني ذلك ملتقى الأرجل والأرجل تعني الشعاب وهي كلمة عربية فصيحة.. ومنها اشتق «طبرجل».
وقد نشأت في بداية تشجيع الملك عبدالعزيز رحمه الله للبادية بالتوطن والتحضر وفي هذا يطول الحديث عن الفترة الشاسعة بين عامي 1376ه و1402ه وهو العام الذي بدأت فيه مرحلة التطور السريع جداً.
فبعد عام 1402ه شهدت طبرجل تطوراً حضارياً حيث توفرت الكثير من الإدارات الحكومية والمرافق المختلفة لتخدم المواطن والتي حدثت بعد هذا العام حيث سهلت الدولة حفظها الله كافة السبل في سبيل تشجيع التطور الحضاري لتتحول الهجرة إلى مدينة وليس قرية.. بل مدينة تحفل بكافة سبل التطور الحضاري من كهرباء وهاتف ومياه وطرق معبدة حديثة.. فزاد الاقبال على التحضر حتى بلغ السكان المستوطنون أكثر من اثنين وثلاثين ألف نسمة وقامت البلدية على اثر هذه التسهيلات الميسرة بجهود جبارة في سبيل مواكبة هذا التطور السريع حيث «وزعت أكثر من 3254 قطعة سكنية» ولا تزال في طور إعداد الخطط «لتوزيع أكثر من 1515 قطعة» سكنية أخرى اضافة إلى الطرق التي عبدت في المخططات السكنية والحواري الأخرى.
فطبرجل أصبحت بفضل الله ثم بفضل عطاءات دولتنا المتواصلة مدينة كبيرة سيكون لها خلال السنوات القادمة شأن كبير وخصوصاً ان طبرجل أصبحت اليوم المدينة الزراعية التي تحيط بها أشجار المزارع المتنوعة النتاجات الزراعية وتطورت طبرجل بفضل الله تعالى ودعم متواصل من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني.
طبرجل المدينة التي ستضاهي أكبر المدن العالمية في أمننا الغذائي والاقتصادي.. حيث مشاريع بسيطاء العملاقة أحد أهم المشاريع الزراعية بالمملكة والتي تحوي عدداً من المشاريع الزراعية التي توفر القمح والشعير والأعلاف كذلك مشاريع الخضار والفواكه ومشاريع نتاج الزيتون ومشاريع الثروة الحيوانية بمختلف أنواعها..
فبسيطاء أصبحت شاهدا حياً على ثمرة ونتاج ما قامت به أيدي الملك المفدى من عطاء متواصل غير محدود فلقد.. «انتشرت المساحة الزراعية حتى أصبحت بسيطاء تلك الأرض الشاسعة الجرداء من الشجر والنباتات قبل عام 1402ه.. لتنقلب من أرض قاحلة إلى مساحة شاسعة خضراء تقدر المساحة الزراعية فيها بحوالي 000. 240 هكتار بالاضافة إلى المشاريع والمزارع الفردية المترامية حول المنطقة والتي تقدر ب«000.12 هكتار».
لقد قدم خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى فهد بن عبدالعزيز ليس لطبرجل وحدها بل لكل جزء من هذا الوطن الكثير. والحديث عن عطائه سيطول ويطول فهو مليء بالشواهد والدلائل المتمثلة بالواقع الحي الذي نعيشه من أمن وسؤدد.
فالشكر والثناء لله ثم الملك لما قدمه طيلة العشرين عاماً ففي قلوبنا الكثير من الغبطة والسرور لما نراه ونعيشه.
اننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يسبغ على قائد هذه الأمة الصحة والسعادة وأن يثيبه أجر ما قدمه لهذا الوطن والمواطن وللأمتين العربية والإسلامية فعطاءات خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» كثيرة.
|
|
|