عشرون عاماً مضت منذ أن بايعناك على الطاعة والولاء وبادلتنا بالحب والعطاء.
عشرون عاماً مرت علينا كنسمات الربيع.. وانصرمت عليك كأعاصير الخريف.. تدافع فيها عن شرفنا وتوطد أمننا. تعالج شؤون اقتصادنا، وترسخ حدود بلادنا.
سيدي الجليل.. في هذه المناسبة تطفو على مخيلتي ذكريات جميلة.. كلها بك ومنك..
أذكر يا سيدي بعضاً من طفولتي عندما دخلت المدرسة.. كنت افترش الأرض وأدرس على ضوء الشمس المنساب من الروشن الذي يعشش في أركانه حمام رب البيت.
وبعد أن تسنمت يا سيدي وزارة المعارف.. فتحت لي أبواب القصور السبعة.. كانت ردهاتها الفاخرة موئلاً لطلب العلم وباحاتها الزاهرة مسرحاً لعبث بواكير الفتوة.
ثم الحقتني يا سيدي بجامعة أخيك.. وشيّدت لي صرحاً اختال به أمام العباد، واسكنتني في قصر فاره من قصور اسرتك.
وعلى مشارف الشباب.. خيرتني بين أن التحق بركب مواطنيك في الخدمة العامة أو أن أضرب في الأرض لكسب الرزق، فاستخرت الله وسلكت فجاج التجارة.. كانت الفرص ضئيلة والمجالات محدودة، فاشرعت لي يا سيدي أبواب العمل.. وشددت من أزري.. ودعوتني لتنفيذ مشاريع بلادي، واقرضتني لأبني المصانع.. وانشئ المزارع، واشيد البنيان وأعمر الأرض.
أنا الآن رب أسرة سعيدة، امنة مطمئنة بفضل عيونك الساهرة.. ارتع في رغد من العيش بين اولادي واحفادي.. اولادي كلهم مؤهلون وعاملون، واحفادي بذرة طيبة في ارض مباركة.
يدعونك بولي الأمر.. وأنا اناديك يا سيدي بولي النعمة.. فلولا نعمائك عليّ بعد الله لما أصبحت على ما أنا عليه الان مواطناً عاملاً نافعاً منشئاً لأجيال ذوي قلوب زكية وسواعد فتية.. اسخرها لخدمة ديني ومليكي وأهلي.
لست وحدي من يلهج بشكرك، فقصتي هي قصة جيل بأكمله.. جيل الفهد بن عبدالعزيز.
اعذرني يا سيدي الملك ان اطلت عليك الخطاب فمكنونات صدري بحمدي لك والثناء عليك لا تحتويها الأسفار.
حفظك الله ورعاك وأجزل لك الأجر والثواب.
المواطن/ عبدالعزيز بن أحمد زيدان
عضو مجلس منطقة مكة المكرمة
|