|
أعوام تفوح بالخير
عبدالله بن مفلح آل حامد*
|
بحلول يوم الثلاثاء القادم الموافق 21/8/1422ه يوافق هذا اليوم مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله مقاليد الحكم في هذه البلاد المباركة، عشرون عاما من العطاء المتواصل، عشرون عاما تفوح بالخير والبركات في كافة المجالات، الشواهد عظيمة، مشاريع شامخة تعانق عنان السحاب، منارات ساطعة، تقدم في كافة المجالات شهد به القاصي والداني، فمنذ أن تولى رعاه الله سدة الحكم في هذا البلد الكريم، رسم ملامح المستقبل لبلده ليكون كما يريد فإذا كان للتاريخ من تنفيذ، وإن كان تنفيذه تسطره الأيام والأحداث فإن شخصيته العظيمة من القلائل الذين رسموا ونفذ التاريخ كما يريدون هم لا كما يريد التاريخ، شخصية علت همته فهامت به أمته، ولي أمر جعل القرآن والسنة المطهرة له ديدنا ودستوراً، فتوخى العدل والاحسان، بصماته ظاهرة للعيان على كل ذرة من تراب هذا الوطن الطاهر المعطاء، شخصيته العظيمة طوعت العمل السياسي باستشراقه للمستقبل، فعمل على تنظيم شؤون الدولة لتعمل على أسس مرسومة لتسمو وتعلو بخطى ثابتة راسخة بإذن الله، أسس نظام الحكم ليرسخ، كان دستوره القرآن والسنة المطهرة، عمل على اعطاء مساحة أكبر للمشاركة الوطنية في صنع القرار ادراكا منه رعاه الله لأهمية هذه المشاركة، فجاء نظام مجلس الشورى منطلقا من خصوصية هذه البلاد المباركة متميزاً على ما سواه من الأنظمة البرلمانية في العالم، لم يكن ذلك فقط، فللحديث عن ذلك شجون، فهذا نظام المناطق أيضا، يعكس مقدرة قيادة إدارية فائقة، ولم يكن ذلك فحسب، فهذه بيوت الله.. التي حظيت في عهده الميمون بتنفيذ العديد من مشاريع بناء وتعمير المساجد داخل المملكة، فتضاعفت أعدادها أضعافاً لتواكب التطور والتوسع العمراني الذي شهده هذا العصر الزاهر أكثر من 60 ألف مسجد وجامع بداخل المملكة، كما امتدت اهتماماته رعاه الله بتعمير بيوت الله خارج المملكة في شتى بقاع المعمورة، فبلغت المساجد التي شيدت في عهده رعاه الله خارج المملكة أكثر من 1500 مسجد وجامع، ولعل أعظم شاهد يأتي في مقدمة هذه الأعمال الجليلة توسعة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، فتأتي هذه التوسعة كشاهد حضاري فريد من نوعه ليسجل التاريخ المجيد هذه الصفحات الناصعة لخادم الحرمين الشريفين الذي انفرد بشرف إضافة هذه الصفة لاسمه حفظه الله تشريفاً وتعظيماً للحرمين الشريفين، وليكون أسوة حسنة للجميع، فما أكثر ما يحسب له حفظه الله ويأتي في مقدمة أعماله الجليلة حفظه الله محافظته على تماسك الجبهة الداخلية لبلده الكريم في مواجهة ما اعترضها من مواجهات وأحداث جسام، فستبقى عملية تحرير الكويت الشقيق، من براثن المعتدي، شاهداً عظيماً يجسده تاريخ هذه المسيرة المباركة في سداد الرأي والحكمة والحنكة في مواجهة هذه الأحداث ليوفر الأمان والاطمئنان لشعبه الوفي، صفحات ناصعة البياض حافلة بعظيم الإنجازات في كافة المجالات، لا تكفيها مقالة أو مقالات، ولكنها مشاركة متواضعة بهذه المناسبة الغالية، ولا ريب والحال هذه ان يحتفل الجميع بهذه المناسبة أمد الله في عمره وأسبغ عليه نعمه، ذخراً لهذا الوطن الغالي، إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
* المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة الرياض.
|
|
|