|
عشرون عاماً... والحصاد أكثر..
عبدالعزيز العبدالله التويجري
|
من مدرسة البطل العظيم... الملك الموحد.. عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.. الذي بحكمته وشجاعته وبطولته.. وبكرمه وعدالته.. تجمعت تلك الأجزاء المتناثرة في الجزيرة العربية.. وتوحدت تلك القبائل والعشائر المنتشرة فيها.. تحت راية التوحيد والإيمان.. التي رفع رايتها.. وبمعجزة إلهية، وبطولات تاريخية.. ومعتقدات إسلامية.. قامت الدولة السعودية الحديثة.. بوحدتها الشاملة..«المملكة العربية السعودية» تحمل راية التوحيد عالياً في السماء.. وتنشر الدعوة الإسلامية في جميع بقاع الأرض.
* ومن صُلب هذا الرجل العظيم.. أنعم الله على هذه البلاد وأهلها .. بكوكبة من النجوم .. آتاهم الله الحكم والحكمة.. وحملوا راية الإسلام من بعده.. وأصبحوا خير خلفٍ لخير سلف.. حيث التزموا برسالة والدهم العظيم.. وتمسكوا بسيرته العطرة.. وحكمته الفائقة.. ومعتقداته الثابتة.. وواصلوا مسيرة البناء والتنمية والإعمار.. من سعود.. إلى فيصل.. ثم خالد.. عليهم جميعاً رحمة الله ورضوانه..
* وحينما فقدت الأمة.. الملك خالد عليه رحمة الله عام 1402ه.. حُمّلت الأمانة.. وسُلّمت الرسالة.. لولي عهده الأمين.. صاحب السمو الملكي الأمير «فهد بن عبدالعزيز» وتمت البيعة الرسمية والشعبية، وفقاً للمنهج الإسلامي الصحيح.. ونُودي عليه ملكاً للمملكة العربية السعودية في اليوم الحادي والعشرين من شهر رجب عام 1402ه.
ليصبح ملكاً للمملكة العربية السعودية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز .. ولياً للعهد، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء.. ورئيساً للحرس الوطني.. وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام.. ومن بعد ولايته للحكم حفظه الله .. أطلق على نفسه «خادم الحرمين الشريفين» بدلاً من «صاحب الجلالة» تعظيماً وإجلالا لله سبحانه وتعالى.. الذي أنعم على هذه الأمة بنعمة الرخاء والرفاهية والاستقرار.. وأمّنها من كل خوف.
* وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله كان منذ شبابه الأول يحتل مكانة مرموقة في نفس والده العظيم.. الملك عبدالعزيز عليه رحمة الله. وله منزلة كبيرة.. وحب وتقدير بين اخوته الأمراء.. وبين جميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة.. وله حفظه الله تطلعات كبيرة، ورؤية مستقبلية مميزة.. نحو مستقبل هذا الوطن.. وشباب هذه الأمة.. وكان من أبرز اهتماماته في شبابه.. ومن أهم أولوياته.. بناء الإنسان علمياً.. وتحقيق الاستقرار أمنياً.. والرخاء والرفاهية اجتماعياً.. وبناء على تلك التطلعات والطموحات.. التي عرف بها.. تم تعيينه كأول وزير للمعارف.. عام 1373ه.. ثم لما وضع السياسة التعليمية بوزارة المعارف.. ووضع قواعدها.. وأسس مناهجها. ونظم مسيرتها.. اتجه الى المهمة الأصعب.. وهي مهمة الأمن.. حيث تسلم بعد وزارة المعارف.. الوزارة الأم.. وزارة الداخلية.. واستمر فيها حتى تفرغ للمهمة الأكبر.. وهي ولاية العهد. ورئاسة مجلس الوزراء.
* ومن تلك الملامح السريعة.. في هذه السيرة العطرة.. لخادم الحرمين الشريفين.. يدرك الدارسون والمتابعون.. أن الملك فهد حفظه الله .. كان من الأركان الثابتة في سيرة ومسيرة حكم المملكة.. منذ عهد التوحيد ولم الشتات.. إلى عهد الازدهار، والرخاء، والتنمية، والتطوير.. والاستقرار الأمني والغذائي الذي تنعم به اليوم المملكة العربية السعودية، وعلى جميع المستويات، وفي كل الخدمات..
* ولهذا فقد كانت مسيرة العشرين عاماً.. في عهد خادم الحرمين الشريفين.. الملك فهد بن عبدالعزيز.. ليست إلا سيرة في مسيرة بدأها بنفسه.. مع والده الملك الموحد.. عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.. ثم مع إخوته الملوك، سعود، وفيصل، وخالد.. عليهم جميعاً رحمة الله ومغفرته ورضوانه.. جزاء ما عملوا وأنجزوا من أعمال لخير هذه الأمة.. وخير هذا الوطن ومواطنيه. وما هذه المسيرة خلال العشرين عاماً مضت، والانجازات الضخمة التي تحققت.. بقيادة خادم الحرمين الشريفين.. إلا تتويج للمسيرة الصعبة التي بدأها مع الموحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.. إلا أنها تميزت بفضل الله سبحانه وتعالى.. على هذه الأمة.. ثم بفضل قيادته الحكيمة، وعمله الصادق، وعزيمته القوية، وعطائه السخي، بالتخطيط السليم، والبناء القوي.. على أسس متينة من الدراسات الدقيقة، والتقنية الحديثة، برؤية فكرية معاصرة.. مستخلصة من مشاركات فكرية مختارة.. من رواد العلم والمعرفة.. على اختلاف التخصصات الشرعية، والعلمية، والإنسانية.. المسايرة لما تحقق في العالم من حولنا.. من تطور وتقدم وازدهار في جميع المجالات.. من خلال تحديث أنظمة الحكم.. والمساهمة الفاعلة والمؤثرة من قبل مجالس الشورى، ومجالس المناطق والحكم المحلي في جميع مناطق المملكة ومقاطعاتها.. حتى تحقق لهذه الأمة ما كان يحلم بتحقيقه لها من تقدم وازدهار.. في عهده الزاهر.. حفظه الله وأمده بنصره وتوفيقه.
* واليوم.. وبعد عشرين عاماً من قيادته الحكيمة.. بمشاركة فاعلة ومؤثرة.. من جميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة.. وبإسناد قوي من صاحب السمو الملكي الأمير الشهم الصلب.. عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الحرس الوطني.. ودعم متواصل من صاحب السمو الملكي الكريم المعطاء.. الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.. ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.. واليقظة والسهر الدائم.. والعمل المتواصل.. من صاحب السمو الملكي الكريم، والعين الساهرة على أمن هذا الوطن الأمير نايف بن عبدالعزيز وزيرالداخلية. وتطلعات«سلمانية» غير محدودة.. من صاحب القلب الكبير، والعقل المستنير.. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.. نحو المزيد من العمل والعطاء.. للوصول بهذه الأمة.. إلى المكانة المرموقة بين الأمم.. ولتحتل هذه المملكة الغالية.. الصدارة في التنمية والازدهار والرخاء.. بين شعوب العالم.. ومن خلفهم مسؤولون كبار، وصغار.. على قدر كبير من المسؤولية.. وأمة تسير خلف قادتها بكل فخر واعتزاز.
* هذه الصورة الجماعية.. والمشهد الرائع.. في مسيرة البناء والإصلاح والتطوير.. تفرض على الإنسان.. مهما بلغ من الإمكانات والقدرات.. أن يقف محتاراً.. من أين يبدأ الحديث:
* فهل يتحدث عن التعليم الشامل، وعن الجامعات، والكليات. بعد المدرسة التذكارية الوحيدة في البطحاء؟!!
* أم يتحدث عن الصحة والمستشفيات والمستوصفات، وكليات الطب والهندسة.. بعد أن كنا نبحث عن العلاج في دكاكين«العطارة» و«صعوط» العيون في «صناديق العجائز» ولله في الله؟!!
* وهل يتحدث الإنسان.. عن الصناعة والتجارة.. ونحن نشاهد الإعجاز والإنجاز في مدينتي«الجبيل، وينبع» وميناءي الدمام وجدة.. استيراداً وتصديراً.. وهي تعبر أصدق تعبير عن نفسها؟!!
* أم يتحدث عن الخدمات العامة.. و«صنبور» الماء يتدفق في كل بيت ومنزل وبأي مكان كان.. ويشرب المواطن مياهاً صالحة نقية محلاة من مياه البحر.. بعد أن اختفت مظاهر«السّقائين» في دخنة، ومديّ الثميري، والمربع؟!!
* وهل يتحدث الإنسان عن مظاهر النهضة والعمران.. وهو يقف حائراً أمام عظمة الإنجاز. وهندسة البناء في توسعة الحرمين الشريفين، وناطحات السحاب في العليا والسليمانية بالرياض. وغيرها من مدن المملكة.. بعد أن اختفت منازل الطين واللبن.. وبيت الشعر والخيام داخل الأسوار؟!!
* أم يتحدث عن الثقافة والرياضة والعلوم.. وقد ركبنا الفضاء ب«سلطان» وبلغنا القمة، وحققنا الانتصارات في كل ميدان، وأخذت المملكة موقعها في المنافسة مع الكبار.. على كأس العالم، وللمرة الثالثة على التوالي خلال العشر السنوات الأخيرة؟!
ثم.. وثم.. مهما حاول الكاتب الرصد.. فسيجد أن الحصاد أكثر، والمكاسب أكبر، والنتائج أبهر.. والعالم من حولنا يتطلع إلى مسيرتنا، وإلى قيادتنا بكل التقدير والاحترام. الداخل والخارج.. على صفحات من نور.. في تاريخ هذا الملك الخبير.. والقائد الملهم.. والبطل الشجاع.. خادم الحرمين الشريفين.. الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود متعه الله بالصحة والعافية.. وأمد في حياته لمواصلة القيادة والريادة لشعبه الوفي.. ولأمته العربية والإسلامية أجمع.. التي ننظر فيه، وتعلق عليه بعد الله كل آمالها وطموحاتها.. في العزة والنصر بإذن الله. وما ذلك على الله بعزيز. وهو على كل شيء قدير.
* واليوم.. وقد تحققت لنا كل تلك المعطيات والمنجزات، وخلال تلك الفترة الوجيزة من تاريخ هذه الأمة.. أصبح الشكر علينا لله سبحانه وتعالى.. ثم لهذا القائد المعطاء.. دين كبير.. يجب الوفاء به.. وعطاءاته يجب المحافظة عليها.. والعمل بإخلاص من كل فرد في هذه الأمة.. على حماية أمنها.. من كل ما يشوه صورتها.. أو يلوث سمعتها.. بسلاح الحق، والعدل، والإيمان.. والدفاع عن حرماتها ومقدساتها بجميع الوسائل المشروعة.. فنحن اليوم.. كأمة قيادية في العالمين.. العربي والإسلامي، ووفقاً لتلك المعطيات.. أصبحنا في دائرة الحقد والحسد.. من قبل أعداء هذه الأمة.. وما علينا إلا التلاحم والتكاتف والتآزر.. في وجه هؤلاء الأعداء.. خلف تلك القيادة الرشيدة.. التي حققت كل تلك المكتسبات.. وكل تلك الإنجازات.. وكل عام والقائد الرائد.. الوالد«فهد» بخير.. والله ولي التوفيق. وهو حسبي ونعم الوكيل.
|
|
|