|
العهد الزاهر
د. عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر
وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء
|
إنجازات خادم الحرمين الشريفين معروفة لمن عاصر هذه الفترة، وعرف كيف وضعت اللبنات الأولى لهذه الانجازات في المجالات المختلفة، ولا يمكن في مثل هذه العجالة ان تحصر هذه الانجازات، أو أن يُعطى أي منها حقه، فقد جاءت هذه نتيجة إدراك للحاجة، ودراسة لجوانبها، وتخطيط سليم للسير فيها، ومتابعة ملحّة لإنجازها على الصورة المطلوبة، وفي المدة المحددة، لتخدم الهدف الذي وضعت لأجله.
ولمحة عابرة، ومرور سريع بهذه الحقبة المباركة، تظهر للعيان جوانب من التنمية، هي محل فخر، ومصدر اعتزاز، لأنها جاءت في وقتها، وبأفضل الصور حسب الامكانات المتاحة، والطاقة المتوفرة، والجهد المبذول.
والانجازات داخلياً تشمل في بعض أقسامها المرافق العامة، سواء كانت داخل المدن، أو بينها، وهذه تتبين في الطرق والشوارع، ذات السعة التي تقابل متطلبات الحاضر، وتحسب حساب المستقبل، ومثلها الأنفاق والجسور، والسدود، وهذه شرايين مهمة سارت من فوقها وتحتها عربات التنمية كما وردت في الخطط المختلفة، التي تتالت، مستفيدة التالية من السابقة، ومكملة لما بدىء به في السابقة.
ولا يكاد السائر في المدينة يسير خطوة دون أن يرى معلماً من معالم هذه الانجازات، خاصة في كبريات مدن المناطق، وفي مكة والمدينة، ومكة امتازت بالأنفاق التي غيّرت معالمها، وأحياءها، وضمت إليها ما كان خارجاً عنها، بعد أن كان بعيداً عنها. وفائدة هذه الأنفاق في مكة، خاصة أيام المواسم، الحج والعمرة، واضحة وجلّى.
لقد كانت الطرق، بمظهرها الحديث، شرايين بركة تسير عليها التنمية، فاستفاد منها التعليم، واستفادت التجارة، واستفادت الخدمات الطبية، وكانت التنمية تسير خلف هذه الانجازات، فوصل التعليم إلى أقصى القرى، وكذلك الخدمات الصحية، والمراكز للخدمات الاجتماعية، وغير ذلك مما اعتنت به التنمية، واستوجبه التطوير والموانىء والمطارات، ودور الضيافة، والمرافق الحكومية المختلفة، من الأمور التي أولاها حفظه الله عنايته التامة، فجاءت وافية بالغرض، مساعدة على وفرة الانجاز وإتقانه.
ولعلّ من أبرز ما أخذ من تفكيره وجهده كثيراً ما أولاه للحرمين من رعاية وعناية، فطور مباني الحرمين وساحاتها، وما يتبع ذلك مما لا يستغنى عنه، ليستقبلا الحجاج والمعتمرين والزوار، بما يليق بضيوف الرحمن، ويسهل عليهم أداء واجباتهم الدينية، وليتم لهم ذلك براحة تامة، واطمئنان متكامل، وهو أمر شهد بتميُّزه وتفرده من رآه، وجنى ثماره، وأصبح معلماً من معالم الاهتمام بالجانب الاسلامي، الذي أولاه حفظه الله اهتماماً يتقدم كل اهتمام، ويبزه.
والصناديق التي أنشئت لتساعد الفرد على توفر السكن، وما يتبع ذلك من منح للأراضي، وقروض للبناء، وتسهيل في دفع أقساط هذه القروض، والاعفاء من بعضها، فكان لهذا أثره في المدن والقرى، مما وسعها وطورها، وأزال كل أسباب المعوقات التي عانى منها غيرنا، ممن مرُّوا بارتفاع عدد السكان.
ومن أبرز معالم إنجازاته حفظه الله في هذه المدة بناء المدارس، وبثها في المدن والقرى، بما يستجيب لمطالب التعليم، واحتياج الناس له، وارتفع عددها، وعدد المستشفيات والمستوصفات، ومراكز الخدمة الاجتماعية، إلى ما استجاب لمطلب التنمية في هذه المجالات.
هذا كله، وهو مظهر مادي، إنما هو لخدمة الفرد، إيماناً بأهميته، وسعياً إلى تمعته بما يجعله نافعاً لنفسه ولبلاده. فكان ذلك من أجله، حتى يعيش حياة سعيدة هانئة.
وجاءت التفاتة حانية إلى المسلمين خارج المملكة، فكانت المساعدات في مجالات رُؤي أنها تخدم المسلمين، فبجانب المساهمة في الاجتماعات، والمؤتمرات التي تخدمهم، كان هناك سخاء في بناء المراكز الاسلامية وما يتبعها من مكتبات، وغير ذلك مما يعتقد فيه نفع وسخاء في مساعدة الجمعيات الاسلامية الخيرية المختلفة في بلدان متعددة، وُجد أن في مساعدتها نفعاً للمسلمين في تلك البلدان.
هذه عجالة، تعطي بصيصاً من النور على جوانب من بعض الانجازات، وحقها أن يكتب عن كل جانب منها كتاب يوفي الأمر حقه.
وبالله التوفيق.
|
|
|