ما من جدة في وقتنا هذا ستغامر وتروي حكاية (الكرسي) الأبدي خشية أن يغفو الأطفال قبل أن تشرع في رواية الأحداث! كما أنها لن تعتمد على رواية أبطالها بهذه الكثرة! لا تحتمل ذاكرتي أبطال الكراسي التي شهدتها أو سمعت عنها والتي لازالت ترقبها من بعيد، ما يحدث لذاكرتي يذكرني بخيبتها أثناء قراءة رواية (مائة عام من العزلة) لغابرييل غارسيا ماركيز، تلك الرواية التي أنهكني أبطالها، أجيالها وحتى أسماؤهم!
حفظنا عن ظهر قلب حكاية الكم والكيف، لن أعود فأكررها هنا،فقد رددوها على مسامعنا سابقاً،فقط رددوها! فما بين (اليومي) و(الأسبوعي) أصبح القارئ يدير فرجاره في فراغ زاوية وعمود!وعبارة (أوقف زاويتك فوراً) أضحت هاجساً حينما يلحظ أن الكاتب أصبح يكتب ليكتب (فقط)!
لماذا لا يتخلى (ببساطة) عن زاويته،أو يمنح القراء إجازة يجدد فيها ما يستحق القراءة والمتابعة،لماذا هناك من الكتّاب من يثير صموده واستمراره في كتابة الكتابة تساؤلاتي!يكتب لمن؟ليت بالإمكان الحصول على نسب القراءة لأصدق أن ما قد أعاد كتابته مئات المرات مازال يُقرأ!
ولكن حقيقة تعليقات القراء (الفورية) على مواقع الصحف الإلكترونية الرسمية أو في مواقع الكّتاب الخاصة جعلت الكاتب في مواجهة سريعة و(مسجلة) مع ردة فعل القراء، أثارت خوف البعض وإعجاب البعض الآخر بينما زرعت الثقة بكثيرين،نعم أصبحت المسافة مابين الكاتب والقارئ أصغر بل أصبحت أصغر مابين القارئ وكاتبه!
تلفت نظري الفروق الواضحة - دون تعميم - بالطبع ما بين معلقي المواقع (المحجوبة) في السعودية،ومابين نظرائهم من المعلقين على المواقع الإلكترونية المسموح بتصفحها في بلادنا!من يتابعها لن يغفل عن هدوء ونقاش أكثر صحية يمارسه الأول، بينما كثير من الاندفاع والتهجم يمارسه الثاني! لا أملك جواباً ولكني أملك حق السؤال..
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«8337» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض
kimmortality@gmail.com