لاشكّ في أنّ النصّ الفنيّ المتفوّق، هو الذي نكون بعد قراءته، غير ما كنّا قبل قراءته. هو النصّ الذي نتفاعل معه ويغيّر فينا. ولعلّ علاقتنا، بوصفنا متلقّين، ببعض النصوص تشبه كثيراً حالة الحب، إذ نبقى بعد قراءتها مأخوذين، نقطع علاقتنا بالعالم
...>>>...
يجلّي العنوان - غالباً - المضمون، ويأخذ بيد المتلقي نحو المحتوى، وهو بهذا الجسر الأول الذي يصل بين الكاتب والنص من جهة، والمتلقي من جهة أخرى.
إلا أن الأمر نسبي أيضاً، فطبيعة الكتاب ومادته ومحتواه، توجّه صياغة العنوان، فالعنوان في الدراسات العلمية أو الإنسانية - كما يقول د. بسام قطوس - واضح ومباشر، يشف عن المحتوى، بينما يتجه العنوان في الأعمال الإبداعية: قصة وشعراً ورواية.. وجهة أخرى أقل وضوحاً،
...>>>...
مع تقدم العمر برجال النصوص الروائية القصيرة (ذاكرة الغانيات وبيت النائمات وقصة حب) تستدعي ذواكرهم أشباح الماضي باستخدام محفزات من الحاضر تعمل على جلب ذكريات من أعماق عقول أصابها النسيان، مثل إيجوتشي والأستاذ يتلمس يعقوب شيخوخته القادمة من خلال نذر الموت اليعقوبية التي تكشفت له على هيئة المرض والوهن، فيتمسك هو أيضاً بالزمن القصير المتبقي له مدركاً أنه لم يعد يملك الوقت الكافي لتحقيق
...>>>...
في - 123-، تحت كلمة توطئة، قال عثمان: (في هذا الفصل - الرابع -، ستتخذ الدراسة لنفسها ركيزتين أساسيتين تستند عليهما في النظر إلى كتابات أبو مدين، أولاهما نظرة معرفية تركن إلى ما سبق عرضه في الفصل الأول من تعلمه ودراسته، وكيف أثرت الطريقة التي تلقى تعليمه بها في تحديد رؤاه والبؤرة التي نتجت عن ذلك فأثرت في نظرته إلى النصوص)؛ إلى آخر ما قال.. ولعل عثمان نسي أنه ليس هناك دراسة بالمعنى الحقيقي
...>>>...
(أقل الناس حظاً في هذه الصناعة من اقتصر في اختياره ونفيه، واستجادته واستسقاطه على سلامة الوزن، وإقامة الإعراب، وأداء اللغة)..
القاضي الجرجاني.
لعل من الجميل فعلاً أن يتولى أبو مدين عرض ما يضايقه في بحثي ليثبت جهدي أمام القراء، فالنماذج التي اختارها تذهب مذهباً مخالفاً لما يبتغيه من انتقاص، وهذا دليل على أنه ما زال يعاني العثرات في القراءة والكتابة.
لو قرأنا كل المسرحيات لكل المؤلفين لوجدنا أن مسرحيات شكسبير ومسرحيات تنسي وليامز هي أكثر المسرحيات محكمة للبناء وهي أيضا أكثر المسرحيات قوة في بناء الجملة الحوارية وفي اختيار المفردة. ونحن هنا لا نتحدث عن المفردة المترجمة للعربية أو إلى أية لغة غير الإنكليزية.
يعود السبب في ذلك إلى أن مسرحيات شكسبير طبعت بعد أن مثلت على المسرح إبان العصر الإليزابيثي وبشكل خاص بعد النجاح الذي حققه كممثل
...>>>...
أثارت مقالتي السابقة المعنونة ب (مع الاعتذار لبعض المثقفين) المنشورة في الملحق الثقافي بتاريخ 3-11-2008 حفيظة بعض الكتاب في المنتديات خصوصا بعض الذكور الذين يتوارون خلف أسماء نسائية، ولا أعلم حقيقة لماذا انتقضوا بهذه الطريقة العنيفة تجاه تلك المقالة الموجهة إلى الوسط (الثقافي) مع احترامي لهم.
واسمحوا لي أن أجيب هنا عن بعض الاستفسارات والملاحظات التي وصلتني بشكل أو بآخر:
عندما نتأمل أغلب النصوص السردية لدينا إن لم تكن كلها، سنلاحظ أنها تعكس أزمة (الرجل مع جسد المرأة (وأزمة) المرأة مع جسدها) في المجتمع السعودي من خلال رؤية كل منهما للآخر، وأحيانا أزمة الرجل السعودي مع مفهوم المرأة ودلالاته بصورة عامة.
في حين أن هذه الملاحظة تغيب عن (نص المرأة) وفقا لتجربة المرأة الكاتبة النفسية والاجتماعية، ولا أقصد بالتجربة الذاكرة الشخصية للمرأة الكاتبة، بل مجموع الإحالات
...>>>...
ما من جدة في وقتنا هذا ستغامر وتروي حكاية (الكرسي) الأبدي خشية أن يغفو الأطفال قبل أن تشرع في رواية الأحداث! كما أنها لن تعتمد على رواية أبطالها بهذه الكثرة! لا تحتمل ذاكرتي أبطال الكراسي التي شهدتها أو سمعت عنها والتي لازالت ترقبها من بعيد، ما يحدث لذاكرتي يذكرني بخيبتها أثناء قراءة رواية (مائة عام من العزلة) لغابرييل غارسيا ماركيز، تلك الرواية التي أنهكني أبطالها، أجيالها وحتى أسماؤهم!
...>>>...
رغم كثرة الشعراء الذين يتوالدون بشكل عجيب في الساحة الأدبية، ورغم أطنان القصائد وأكداس الدواوين، فإن الشعر غائب. كأنه العملة النادرة التي من الصعب العثور عليها.
وهناك أسماء شعرية عربية وبمعزل عن التكريس الذي حظيت به فإنها تظل الأقرب إلى الناس وإلى متذوقي الشعر. والأسماء هذه تتوزع على كل البلدان العربية مشرقاً ومغرباً.
وعندما يذكر الشعر العراقي المعاصر وتتم قراءة مدونته بحيادية منصفة
...>>>...
في ذلك الماضي، الذي نصفه ب(الجاهلي)- ويخيّل إلينا أن صفة (الجاهليّة) فيه مرادفة لصفة (الجهل) و(التخلّف)- نقف على أطلال شعرٍ لا يستقيم حضوره مع غياب
...>>>...
تصفَّحت كتاب تاريخ نجد تأليف سنت جون فليبي الذي اعتنق الإسلام وأصبح اسمه عبد الله فليبي وعاش في هذه البلاد وتوفي في لبنان في الستينيات الميلادية.
ويعد عبد الله فليبي أيضاً من المؤرخين والباحثين في تاريخ الجزيرة العربية، كما يعد من الرحالة الكبار الذين اجتازوا الربع الخالي وكتبوا كتابات قيمة ومفيدة عن الآثار وبعض المواقع الأثرية.
ولا أريد في هذه العجالة أن أتحدث عن فليبي على الرغم من
...>>>...