تَجَرَّعتُ أقداحاً من الغدرِ حُلوةً
وذقتُ من الكُرباتِ كُلَّ رَحيقِ
وبَصَّرني خَصمي بَياضَ خُصُومتي
ونَوَّرَ لي العادي سواد طريقي
وقاومتُ حَدَّ السيفِ حتى ثلمَتُهُ
وهذي جِراحي كم تزيدُ بريقي
وكم زادني بأساً وحزماً ورؤيةً
تَنَكُّرُ محبوبي، ولؤمُ شقيقي
تَحَمَّلتُ هذا كُلَّهُ، وفَرَجتُ مِن
مَضايقِ هذا العيشِ خانِقَ ضِيقي
ولكنِّني - والرُّزْءُ ما كان خاذِلِي
ولا حَدَّني يوماً لِغُصَّةِ رِيقِ -
يَرُوحُ بي الخِذلانُ في كُلِّ وُجهَةٍ
إذا كانَ وَجهُ الرُّزْءِ وَجْهَ صديقي!