وملأتُ آنيةَ انتظاري منكِ
فاضتْ، فانسكبتُ وقد أدارَ الرأسَ منِّي ما انسكبْ
تهذي الحروفُ ظلالَها المترنحاتِ
فتستعيرُ بساطةُ الفخارِ عجرفَةَ الذهبْ
وكذا انتظاريكِ
استحال الفارسُ الطينيُّ برقاً جامحاً
كطلاقةِ القولِ المطهّمِ بالقصبْ
* * *
حلمٌ يرفرفُ موغلاً في خاطري
فتميدُ روحي إذ يمرُّ خلالَها
* * *
تتأتأ الأبصارُ، تبصرُ، ترعوي، تهذي المسامُ -تصبباً- حمّى تلامسُ أحرفي، أثغو معاني مبهماتٍ، أنتحي صمتاً قصياً موحشاً، وأمدُّ كفاً مبصراً متحسساً أحوالها.
* * *
وكذا انتظاري عند قارعة الهوى، تتسكعُ الأحلامُ في آفاقنا الجرداء، تنسينا المسافات اكتهالَ المبتغى، والروح تركضُ لا تملُّ ضلالَها
* * *
وأنا انتظرتكْ قاب قوسي غابر الذكرى وأدنى، كان كلُّ العشقِ موقوتاً بأن ألقاك ضامرة الحروف حييةً ملأى بما أسررت للغيمات في يومٍ حزين دامع ٍوسألت وجدي كيف يرقى لحظة جمحت تطاول قمة الحلم، امتلأتُ بما انتظرتُ، خَفَتُّ، بللني الحنينُ، أكادُ من فرطِ اشتياقي، من مسامرتي الترقبَ أن أراكِ سحابةً في خاطر الأمس استدارتْ للهطولِ، فكيف ذاكَ وأنتِ ما زلت احتمالاً في ضمير الغيبِ، بللني الترقبُ والتذكرُ باشتياق هامس لملامح غامت وأخرى سوف تأتيني، هما وجهان، نفس العملة المصقولة القسمات، قوسانِ انتظرتكِ بين قوسي غابر الذكرى وما يأتي انتظرتك غيمة تدنو تثرثرُ فوقَ صفحاتِ الهجيرِ ظلالَها.