إعداد: محمد المنيف
عاش التشكيليون فترة من الانتظار تجاه ما يمكن أن تقوم به جمعيتهم التشكيلية بعد إقرارها رسمياً من قبل معالي وزير الثقافة والإعلام، وتمت إجراءات الإعداد لتأسيسها بإشراف مباشر ودعم معنوي كبير من قبل الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل الوزارة للشئون الثقافية والذي مر عليه ما يقارب السنة .. هذا الانتظار منحهم حق التساؤل والبحث عن الأسباب، وهذا حق لا يمكن الاختلاف عليه، يقابله اعتراف من مجلس الإدارة خصوصاً جانب الإعلان عن أي خطوات يتم القيام بها ومن حق الفنانين معرفتها، إلاّ أنّ مجلس الإدارة يرى أنّ الاستعجال في الإعلان عن الخطوات لن يجدي نفعاً إذا لم تدرس تلك الخطوات بعناية، واضعين المصداقية أهم من التصريحات الإعلامية. فكان انعقاد المؤتمر الأسبوع الماضي مغنياً عن أي تساؤلات مستقبلية، حيث تم خلاله الإعلان عن أهم برامج الجمعية، إضافة إلى تحرك الجمعية في جانب استمارات العضوية التي بدأ نشرها في مختلف المناطق.
بداية واثقة الخطى
نستخلص من المؤتمر الأول لجمعية التشكيليين الخميس الماضي الذي نشر بشكل مفصل يوم الخميس الماضي، والذي تحدث فيه كل من الفنانين عبد الرحمن السليمان رئيس مجلس إدارة الجمعية ومحمد المنيف نائب الرئيس والفنان ناصر الموسى أمين سر الجمعية وعضو مجلس الإدارة الفنان صديق واصل وشاركت به هاتفياً عضو المجلس الفنانة اعتدال عطيوي، بحضور محرري صفحات الفنون التشكيلية ومندوبي الصحف المحلية وتلفزيون روتانا.
* إنّ الفترة الماضية تعد مرحلة تأسيس، احتاجت من أعضاء المجلس إلى الهدوء والتريث والبحث ودراسة كل خطوة في ما يتعلق بدراسة اللوائح وإعدادها وسبل التنفيذ لتنطلق الجمعية في مسيرتها على قاعدة قوية بناء على نظام يشتمل على منهج صحيح .
* هناك الكثير من البرامج على مدار السنة، ولكن الأبرز في هذه الفترة هو الملتقى التشكيلي السعودي الأول من قبل الجمعية والذي ستستمر الجمعية في إقامته بشكل دوري، ويعد له الآن إعداداً متكاملاً من خلال تشكيل اللجان المختصة ذات الخبرات والتجارب لمثل هذه الفعاليات، مع الاستفادة من تجارب الملتقيات والمناسبات المماثلة على المستوى الخليجي والعربي، مبيناً أنّ الملتقى سيشتمل على كثير من الفعاليات والمناشط على مدى خمسة أيام بحضور ضيوف عرب من الأعلام التشكيلية في مجال النقد والدراسات والبحوث ذات العلاقة، إضافة إلى ندوات لأسماء معروفة بالحضور العربي والمحلي من الجنسين، كما سيتضمن الملتقى معرضاً منتقى لأبرز التشكيليين ممن لهم تجارب وأساليب وحضور فاعل في الساحة، إضافة إلى إقامة ورش فنية لبعض الفنانين لتقديم تجاربهم وتقنياتهم، كما سيشتمل الملتقى لأول مرة على معرض للأدوات الفنية من قبل مؤسسات متخصصة ومعرض للكتاب التشكيلي على مستوى المملكة والخليج.
* بدأ الجمعية بتوزيع استمارة العضوية من الآن وسوف تكون في متناول أيدي التشكيليين عبر العديد من الجهات في مختلف مناطق المملكة.
* سيتم تفعيل البطاقة مع القطاع الخاص ومع الجهات التي يحتاج الفنانون لخدماتها، وسيعلن عنها في وقتها بعد التفاهم والاتفاق معها.
* رسم الاشتراك حدد بثلاثمائة ريال في السنة.
* العضو له حقوق وعليه واجبات موضحة في لائحة الجمعية التي سيتسلمها الفنانون عند منحهم البطاقة ومنها التزام الجمعية بإشراك الفنانين الأعضاء في كل ما تقوم به الجمعية التي تتضمنها برامجها، إضافة إلى تزويد الأعضاء بأخبار الجمعية ومناسباتها ومطبوعاتها وإصداراتها المختلفة.
* بدأت الجمعية استقبال الفنانين في مقرها في مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية مقابل قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الكونتننتال: وأن المقر جاء بتعاون بين الإدارة العامة لمعهد العاصمة النموذجي ووكالة وزارة الثقافة والإعلام للشئون لثقافية وبمباركة من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة جمعية الخريجين بالمعهد، ويحتوي على صالات عرض وورش ومراسم.
* تعد الجمعية لإقامة معرض دائم في مقر الجمعية يضم أعمالاً منتخبة من التشكيليين السعوديين ليتيح الفرصة لاستقبال زوار المملكة للتعرف على مستوى الفن التشكيلي المحلي.
* لن تتردد الجمعية في دعم أي نشاط تشكيلي ولكن في حدود إمكانياتها، كما أنها ترحب بكل نشاط يحرك هذا الفن نحو المجتمع ومن أي جهة، مثمنة مبادرة الزميل الأستاذ سعد العبيد بإقامته للملتقى العربي.
* الجمعية الآن في طور تحريك وتنظيم الفعاليات الداخلية مع ما تأمل به الجمعية من تعاون مع وكالة وزارة الثقافة والإعلام للثقافة الدولية.
* ما تم من نتائج إيجابية في الاجتماعات التي قام بها المجلس خلال الفترة الماضية، كانت نتيجة التفاهم والانسجام بين الأعضاء والحرص على أن يقدم المجلس في دورته الحالية ما يسهل مهمة الدورات القادمة.
* يعتبر الملتقى السعودي الأول أبرز ما يسعى إليه المجلس لهذا سيكون محققاً للأهداف وداعماً لتحقيق نتائج نرى أنها مشرفة للفن التشكيلي بإذن الله.
* تعد الجمعية لبرنامج شهري يشتمل على أمسيات وندوات ومحاضرات سيعلن عنها في وقتها وسيتم انتقاء الأسماء والمحاور بمستوى يتوازى مع ما تحقق لهذا الفن من حضور محلي ودولي من خلال أسلوب جديد في العرض وتهيئة سبل إنجاح البرنامج، إضافة إلى فتح المجال للمختصين في الفنون لإقامة نشاطهم المنبري.
* تدعو الجمعية الجميع لزيارة مقرها التي تم فيه تهيئة المكان للقاءات اليومية المفتوحة الذي يعتبر الآن بمثابة نادي يجمع شتات التشكيليين ويجد فيه الجميع فرصة للتعارف أو لتجديد العلاقات.
مجهر المتابعة والاختبار
من حق التشكيليين بعد هذه الفترة من الصمت أن يتساءلوا أو أن يضعوا المجهر على تحرك الجمعية، وما يقدمه أعضاء مجلس إدارتها فالفنانون هم من لهم الحق في إصدار الحكم على المجلس فهم من رشح أعضاءه، ولهذا أصبح الأمر مشترك والمسئولية أكبر وهذا ما يحمله الزملاء في المجلس وأصبح منطلقاً للاهتمام بكل صغيرة وكبيرة، وهذا أمر أعيشه بشكل مباشر وأشعر بحجم الاهتمام من الزملاء في كل اجتماع، إلا أن أهمية الإعلان الموثق والمدروس كان في أولويات اتخاذ القرارات إلى أن جاء هذا المؤتمر الذي يعد إعلاناً عن الانطلاقة الفعلية للجمعية ويجعلها في إطار متابعة الفنانين وترقب كل جديد من الجمعية يرون فيه ما يحقق آمالهم، مع أن الفترة الأولى من التأسيس مأخوذة في الاعتبار في عمر الجمعية الطويل الذي سيتسلم فيه دفة قيادتها أجيال تلو أجيال، وهذا ليس دفاعاً بقدر ما هي الحقيقة، فالتأسيس يحتاج إلى تأن وهدوء فكل ما يبدأ باندفاع ينتهي في وقت قصير عكس ما ينطلق بخطوات واثقة تضمن له الاستمرار والتطور.
اعتراف رسمي بالفنانين
كثير ما يطرح السؤال (ماذا تقدم عضوية الجمعية للفنانين مستشهدين بعضوية جمعية الثقافة والفنون التي لم يتفاعل معها من تقدم لطلبها منذ تأسيسها، والحقيقة أنّ مفهوم البطاقة كاعتراف رسمي بالفنان قد يغيب عن الكثير ويبرز جانب الاستفادة من الرسوم التي تدفع مقابل الحصول عليها، وهذا أمر طبيعي أن يحسب الفنان حساباته ويكون على بينة، لكن الأمر يتعلق بالجانب المعنوي الذي تحمله البطاقة ويحمله الفنان بعد تسلمه لها، فكم من فنان سافر خارج الوطن لمهمات تشكيلية لم يكن لديه ما يوثق انتماءه لمجاله، وكم من سؤال طرح على فنان في الداخل عن الاعتراف به رسميا كفنان فلا تجد تلك الأسئلة أي إجابة، بقدر ما يشعر الفنان بالخجل من أنه ليس له موقع قدم أو جهة ينتمي إليها، إضافة إلى ما يتمتع به حامل العضوية من خدمات الجمعية التي جاءت في النظام الأساسي واللائحة الداخلية للجمعية ومنها منحه مجاناً كل ما يصدر عن الجمعية من كتب أو نشرات التي قد يكون ثمنها غال في المكتبات مع ما سيتحقق بإذن الله من حسومات على الأدوات الفنية بالاتفاق مع المؤسسات ذات العلاقة، كما أن هذه البطاقة تعد جسراً للتواصل بين الفنان وبين جمعيات مماثلة عربية وعالمية حينما يتقدم بها كدليل على انتمائه لجهة رسمية تسعى لدعمه وتسهيل سبل وصوله إلى الآخرين.
ختاماً
نود الإشارة مرة أخرى إلى أن مقر الجمعية أصبح الآن متاحاً لحضور التشكيليين والتفاعل مع الجمعية عن قرب لطرح الآراء والحوارات التي تخدم الجمعية والساحة بشكل عام لإضفاء روح التلاحم والتواصل بين أفراد الأسرة التشكيلية.