تأليف: إبراهيم البيومي غانم وآخرين
القاهرة: دار الشروق - 2008
لم ينقطع الجدل الفكري والسياسي حول علاقة الدين بالدولة الحديثة في المجتمعات المعاصرة، وبخاصة في العالمين العربي والإسلامي.
ويمكن القول إن مدة هذا الجدل قد جاوزت مع بداية القرن الحادي والعشرين المائة سنة. ولكن ثمة مراحل احتدم الجدل خلالها حول موقع الدين في الدولة الحديثة ودوره والإشكاليات التي تحول دون تفعيل هذا الدور أو تسهم في تفعيله، ومن ذلك المرحلة التي تشمل الربع الثاني من القرن العشرين، أو ما يطلق عليها البعض اسم العهد الليبرالي في تاريخ الفكر العربي الحديث.
وثمة مراحل أخرى هدأت فيها حدة الجدل حول هذا الموضوع، ومن ذلك المرحلة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية واستمرت حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي تقريبًا؛ وهي المرحلة التي شهدت صعود حركة التحرر الوطني من الاستعمار الأجنبي، ونجاحها في تحقيق الاستقلال السياسي، وبناء الدولة الوطنية المستقلة في أغلب البلدان العربية.
ويمكن القول إنه مع بداية الربع الأخير من القرن الماضي، بدأت موجة جديدة متصاعدة الحدة من الجدل حول الموضوع نفسه، وعلى نطاق واسع هذه المرة عبر مختلف البلدان العربية والإسلامية، وخاصة مصر.
هذا ما يقدمه الكتاب (حال تجديد الخطاب الديني في مصر) الذي يناقش عددا من المحاور التي كانت موضوعا لمؤتمر (حال تجديد الخطاب الديني في مصر - 2006).
جاءت موضوعاته في مجلدين: اختص الأول بتقديم بحوث المحورين الأول والثاني من المحاور الثلاثة للكتاب، وهما حول (الخطاب الديني بين النظرية والذاكرة التاريخية) و(الاتجاهات الفكرية الغربية والعربية لاتجاهات الجدل حول تجديد الخطاب الديني في مصر).
ويحوي المجلد الثاني البحوث المقدمة ضمن المحور الثالث الذي اهتم بعرض ودارسة خريطة الخطاب الديني في مصر بصفة عامة ثم التعرض لبعض الحالات التطبيقية لحالة الخطاب في شبكة القرآن الكريم وفي مقررات التعليم وأخيرا حال تجديد الخطاب الديني في مصر من خلال تحليل أراء عينة من الجمهور العام.
يقع الكتاب في (836) صفحة من القطع العادي.